تصاعدت عمليات ترحيل اللاجئين السوري بشكلٍ قسري من تركيا إلى مناطق الشمال السوري الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها تحت مسمى «العودة الطوعية».
ومع اقتراب موعد الانتخابات المحلية في تركيا التي ستجرى في الربع الأول من العام القادم، كثّف حزب العدالة والتنمية من وتيرة ترحيلها اللاجئين وذلك بهدف كسب أصوات الناخبين وعدم خسارته بلديات أخرى بعد أن خسر بلديات كبرى المدن مثل أنقرة وإسطنبول في الانتخابات الماضية ومحاولة استرجاع ما خسرته.
ورحّلت السلطات التركية منذ بداية الشهر الجاري أكثر من 6800 سورياً إلى الأراضي السورية، حيث جرى ترحيل 2850 شخصاً عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا شمالي إدلب، حيث تسيطر هيئة تحرير الشام “جبهة النصرة سابقاً” عليها.
كما جرى ترحيل 1450 شخصاً عبر معبر تل أبيض شمالي الرقة، و2500 شخصاً عبر معبر باب السلامة شمالي حلب.
في حين رحّلت السلطات التركية، الشهر الفائت، قرابة 9 آلاف سوري إلى شمالي سوريا، من معبري باب الهوى بإدلب وباب السلامة شمالي حلب، إضافة إلى معبر تل أبيض شمالي الرقة.
ووفقاً لمصادر مطلعة، فإن السلطات التركية طلبت من إدارة المعابر التي تديرها الحكومة السورية المؤقتة، مثل باب السلامة، وتل أبيض، وباب الهوى عدم ذكر مسمى “الترحيل” أو العائدين قسرياً، ضمن الإحصائيات الشهرية، والاستعاضة عن ذلك، بوصف “العودة الطوعية”.
وتزامنت هذه الحملات القسرية في إجبار أرباب الأسر وشبان على ترك عائلاتهم تواجه مصيراً مجهولاً، بعد فقدانها من يعيلها ويؤمن لها ثمن الطعام والدواء وإيجارات المنازل.
كما يتعرض المرحلين إلى الإهانة والضرب من قبل عناصر الشرطة، والتعامل بصورة وحشية معهم، إذ سبق وأن نشرت منظمة هيومن رايتس ووتش تقارير تطرقت فيها عن قيام السلطات التركية باعتقال اللاجئين السوريين في الشوارع ومناطق عملهم ومن منازلهم، وأجبرتهم على توقيع ورقة ما تسمى العودة الطوعية دون أن تسمح لهم بالاطلاع عليها وقراءتها، وأشارت إلى تعرضهم للضرب من قبل الشرطة في حال رفضوا التوقيع على الاستمارات، كما أنها نقلتهم مكبلين إلى الحدود دون تقديم الماء والطعام لهم وتهديدهم بالقتل في حال لو قرروا العودة مجدداً.
ومنذ بداية الاحتجاجات في سوريا وتوجه اللاجئين إلى تركيا، تحوّل السوريون إلى أداة استغلال وابتزاز وباتوا سلعةً رخيصة في بازارات السياسة وعلى طاولة المساومات من قبل حزب العدالة والتنمية.
منذ مطلع العام الماضي، كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن مخططه لإعادة اللاجئين السوريين المتواجدين على الأراضي التركية إلى سوريا، بعد أن انتهى من استخدامهم لتحقيق مصالحه واستخدامهم كورقة ضغط ضد الاتحاد الأوروبي لدفعه لقبول مخططاته في المنطقة والسكوت عنها بالتزامن مع موجات النزوح الكبيرة التي شهدتها العديد من البلدان التي كانت تركيا متدخلة فيها وجزءاً مسبباً للأزمة فيها.
تستمر تركيا بدعم قطر وجمعيات إخوانية مصرية وفلسطينية وكويتية ببناء المستوطنات في المناطق التي سيطرت عليها خلال عامي 2018 – 2019 من شمال سوريا وخاصةً في المناطق الكوردية وتوطين اللاجئين السوريين فيها، وذلك في سبيل ترسيخ سياستها الماضية في إحداث التغيير الديمغرافي في تلك المناطق، بغرض الحصول على شرعية دولية في المناطق التي تتواجد فيها ضمن الأراضي السورية.