في مطلع تشرين الثاني الجاري، أعلنت ثلاث فصـ ـائل اثنان منها منضوية ضمن الجيـ ـش الوطني التابع لتركيا، وفصـ ـيل تابع لهيـ ـئة تحـ ـرير الشـ ـام عن تشكيل جسم عسـ ـكري جديد باسم القوة الموحدة، وادعى البيان أن تشكيل هذه القوة جاء من أجل رفع الكفاءة العسـ ـكرية وضـ ـبط الأمـ ـن في المنطقة، ولكن مصادر مطلعة كشفت تفاصيل وأسباب تشكيل هذه المجموعة الجديدة.
ففي الأول من تشرين الثاني الجاري، بدأت غرف تطبيق “التلغرام” التابعة لفصائل الجيش الوطني، تتداول معلومات عن اجتماع طارئ عقد بين قادة فصائل الجيش الوطني في مدينة إعزاز وذلك لإنشاء غرقة عمليات مشتركة، دون كشف المزيد من المعلومات عن هذه الغرفة وأسباب تشكيلها والغاية منها.
ولاحقاً كشفت مصادر أن الاجتماع ضم كل من (أبو العز سراقب) القيادي في فصيل الجبهة الشامية، ومعتصم العباس القيادي في فصيل فرقة المعتصم، وأبو جعفر القيادي في جيش الشرقية وجميع هذه الفصائل منضوية ضمن صفوف الجيش الوطني التابع لتركيا، إلى جانب مشاركة أبو توفيق القيادي في تجمع الشهباء المقرب من هيئة تحرير الشام في الاجتماع.
واستمر الاجتماع حتى الخامس من تشرين الثاني الجاري، وتم فيه الإعلان عن تشكيل جسم عسكري جديد باسم “القوة الموحدة”، حيث تم الإعلان عن هذا الجسم من قبل فرقة المعتصم والجبهة الشامية وتجمع الشهباء.
وتحدثت مصادر مقربة من الجيش الوطني أن هيئة تحرير الشام هي من سعت لتشكيل هذا الجسم الجديد وقالت إن زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني، أشرف شخصياً على تشكيله، من أجل التوسع في مناطق سيطرة فصائل الجيش الوطني تحت اسم تلك الفصائل بعد أن سيطرت الهيئة على مدينة عفرين وعدد من نواحي بمساعدة فصائل من الجيش الوطني وبدأ عناصرها بالتحرك في تلك المناطق تحت اسم فصائل الجيش الوطني تلك التي ساعدته وخصوصاً العمشات والحمزات.
وادعت هذه الأطراف في بيان تشكيل القوة الموحدة، أن الغاية من التشكيل هو رفع الكفاءة العسكرية في المنطقة وقطع الطريق أمام الاقتتالات الداخلية وضبط الأمن فيها في ظل ما تشهده المناطق الخاضعة لسيطرة تركيا من فوضى وفلتان أمني وعمليات سرقة وسطو واختطاف.
ولكن مصادر مطلعة، كشفت الغاية الأساسية من التشكيل الجديد، كما كشفت معلومات عن اجتماع سبق اجتماع تشكيل هذه القوة.
حيث قالت المصادر، أنه في الـ 22 من تشرين الأول من العام الجاري، عقد اجتماع في مقر تجمع الشهباء بقيادة أبو توفيق عساف بين تجمع الشهباء وهيئة تحرير الشام من أجل السعي لتشكيل الجسم العسكري الجديد ومهامه.
ولفتت المصادر أن الاجتماع عقد بحضور كل من عبد الله منصور وأبو حسين الأردني وهما مسؤولان أمنيان لدى هيئة تحرير الشام، ويونس العراقي المعروف باسم أبو عبدلله وهو منسق أمني لدى هيئة تحرير الشام.
فيما شارك في الاجتماع من طرف تجمع الشهباء كلاً من أبو توفيق عساف قائد الفصيل، وعمر راغب المعروف باسم أبو عمر والذي وظف من قبل هيئة تحرير في تجمع الشهباء للقيام بعمليات تصفية لقيادات الجيش الوطني.
وأوضحت المصادر أن الغاية الأساسية من التشكيل الجديد هو تنفيذ عمليات تصفية واغتيالات تستهدف الفيلق الثالث بشكل خاص ضمن الجيش الوطني التابع لتركيا، فضلاً عن عمليات اغتيال تستهدف قادة في الفيلق الثاني والجبهة الشامية خصوصاً المعارضين لهيئة تحرير الشام.
وأوضحت المصادر أن المكلف بإدارة عمليات التصفية هو عمر راغب الذي جندته الهيئة ضمن تجمع الشهباء.
وقالت المصادر أن عمليات اختطاف القادة وتصفيتهم ستشمل في المرحلة الأولى مناطق إعزاز والباب.
وتعتقد هيئة تحرير الشام أن قادة الجيش الوطني يقفون خلف رفض أهالي الباب وإعزاز دخول هيئة تحرير الشام إلى مناطقهم خصوصاً أنه اندلعت اشتباكات خلال الفترة الماضية بين موالين لهيئة تحرير الشام ممثلة بأحرار غولان وفصائل في الجيش الوطني بعدما سعت الهيئة السيطرة على المعابر الموجودة في عموم المناطق الخاضعة لسيطرة تركيا في الشمال السوري.
والملفت أن تركيا لا تعارض تمدد هيئة تحرير الشام في مناطق سيطرتها، حيث تقول المعلومات المتداولة أن الاستخبارات التركية فرضت شروطاً على هيئة تحرير الشام مقابل التغاضي عن تمددها في مناطق سيطرتها، تتمثل بعدم الاقتراب من قادة الفصائل التركمانية، واستهداف قادة الفصائل العربية السنية وتصفيتهم وخصوصاً المعارضين للنهج التركي والذين اكتشفوا أخيراً أن تركيا استخدمتهم لتحقيق مصالحها وهي مستعدة للتخلي عنهم وتقديمهم على مذبح التطبيع مع الحكومة السورية مقابل الإبقاء على الفصائل التركمانية.