على وقع التصعيد الخطير من قبل إيران والمجموعات الموالية لها باستهداف قواعد التحالف الدولي في شمال وشرق سوريا وخاصةً عقب الحرب بين إسرائيل وحركة حماس منذ الـ7 أكتوبر / تشرين الأول الفائت، برزت مخاوف جمّة لدى الأهالي في عدة قرى بدير الزور ضمن المناطق التي تسيطر عليها قوات الحكومة السورية وإيران غرب الفرات وذلك من خلال نشرهم مدافع ميدانية ومنصات إطلاق صورايخ بالقرب من منازلهم بهدف استهداف قواعد التحالف الدولي.
وفي الـ 3 تشرين الثاني الجاري نشرت المجموعات الإيرانية مدافع ميدانية ومنصات إطلاق صورايخ بالقرب من منازل المدنيين في مدينة العشارة وقرية القورية، ما أدى إلى نزوح أكثر من 50 عائلة باتجاه مناطق قوات سوريا الديمقراطية خوفاً من اتخاذهم كدروعٍ بشرية.
كما نصبت المجموعات الإيرانية قبل ذلك بأيام قليلة، منصات إطلاق صواريخ قرب منازل المدنيين في بلدة خشام، واستهدفت حقل كونيكو للغاز الذي تتخذه قوات التحالف الدولي قاعدة عسكرية لها، حيث رد التحالف باستهداف مكان الإطلاق بعدد من القذائف.
وفي هذا السياق؛ أفادت مصادر محلية أنَّ الأهالي توجّهوا إلى فرع الأمن العسكري التابع لقوات الحكومة السورية لتقديم شكوى بهدف سحب المجموعات الإيرانية للأسلحة الثقيلة بين منازل المدنيين ونقلها إلى أماكن بعيدة.
وأضافت المصادر أنَّ الأهالي تلقّوا تهديدات بالاعتقال في حال تقديمهم شكوى مرةً أخرى، كما تعرضوا للتوبيخ وتوجيه الإهانات لهم.
الجدير بالذكر أنه وبعد منتصف ليل الأحد – الاثنين، استهدفت المجموعات الموالية لإيران مجدداً قاعدة حقل “كونيكو” للغاز التابعة لقوات “التحالف الدولي” بريف دير الزور الشمالي، بأكثر من 15 صاروخاً من نوع غراد المتطورة، إضافة إلى استهداف قاعدة الشدادي بالحسكة والقرية الخضراء في حقل العمر بأربع طائرات مسيّرة.
فيما شنّت المجموعات الموالية لإيران، اليوم الاثنين، هجوماً بطائرة مسيّرة استهدفت قاعدة خراب الجير التابعة لـ «لتحالف الدولي» في رميلان بريف الحسكة، شمال وشرق سوريا، حيث سمع دوي انفجارين اثنين، وسط معلومات مؤكدة عن تمكن التحالف من إسقاط المسيّرة.
يشار أنَّ استخدام إيران والمجموعات الموالية لها منازل المدنيين كدروع بشرية كما هو الحال في دير الزور ليس بالأمر الجديد، فقد تكررت مثل هذه الحالات في جميع مناطق سيطرة هذه القوات في سوريا من خلال صناعة الأسلحة وتخزينها واستعمالها في المناطق المأهولة، حيث سبق وأن أبدى الأهالي امتعاضهم من تحويل قراهم وبلداتهم لمنصات إطلاق صورايخ وطالبوا مراراً وتكراراً بعدم استخدامهم كدروع بشرية إلا أن مطالبهم لم تلقى آذاناً صاغية.
ويحظر القانون الدولي الإنساني العرفي أيضًا استخدام الدروع البشرية في النزاعات المسلحة الدولية وغير الدولية على حد سواء (القاعدة 97 من دراسة القانون الدولي الإنساني العرفي التي نشرتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سنة 2005).
