مع دخول الصراع والقصف العنيف في غزة شهره الثاني، أول أمس الثلاثاء، حذّر عالم الزلازل الهولندي المثير للجدل فرانك هوغربيتس من كم المتفجرات التي قصفتها إسرائيل على غزة منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر، مؤكداً أن ذلك قد يؤدي إلى زلزال كبير بالمنطقة.
وقال هوغربيتس في منشور على حسابه بمنصة “إكس” (تويتر سابقاً): “على العالم أن يجبر إسرائيل على وقف هذا الجنون، بصرف النظر عن الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، سيكون لهذا القصف في النهاية تأثير زلزالي كبير على المنطقة”.
وأضاف هوغربيتس، سيؤدي القصف إلى تسريع حدوث زلزال كبير على طول البحر الميت، نتيجة الكم الهائل من المتفجرات التي قصفتها إسرائيل على غزة منذ السابع من أكتوبر / تشرين الأول الماضي.
لكن الباحث والمحاضر في الجيولوجيا وعلم الزلازل في الجامعة الأميركية في بيروت، الدكتور طوني نمر كان له رأي مختلف حول مدى تأثير القصف العنيف على غزة وتأثيره على حركة الفالق الزلزالية.
وقال نمر في تغريدة على حسابه في منصة إكس، الخميس، أنه «تلقى الكثير من الاتصالات حول كلام فرانك هوغربيتس عن إمكانية تحرّك فالق البحر الميت نتيجة القصف العنيف في غزة، وتابع بالقول: سبق وتكلّمت عن الموضوع منذ أسبوعين في حديث مع صحيفة النهار العربي ، والجواب: لا تأثير على حركة الفالق الزلزالية بسبب بُعد (100 كلم) وتقطّع التفجيرات».
وأضاف «أمّا فيما خصّ الهزة الأرضية فجر اليوم في منطقة الاسكندرون التركية بقوة 4.6 درجات والتي شعر بها سكان شمال غرب سوريا، فهي تصنّف ضمن الهزات الإرتدادية لزلزالي 6 شباط، وبالتأكيد ليس لها أية علاقة بما يحدث في غزة».
وكان الباحث والمحاضر في الجيولوجيا وعلم الزلازل في الجامعة الأميركية في بيروت، طوني نمر قد سارع إلى طمأنة الناس، عبر تغريدة له من حسابه على موقع “إكس”، بأن “قطاع غزة (المضلّع الأصفر) يبعد عن فالق البحر الميت (الخطوط الحمر) ما يزيد عن 100 كلم، وبالتالي ليس هناك من تأثير مباشر للتفجيرات المتقطّعة على حركة الفالق الزلزالية.
وفي حديث مع صحيفة النهار في الـ28 أكتوبر / تشرين الأول الفائت، قال نمر بأن «كلّ الانفجارات التي تحدث في قطاع غزة تأثيرها ضعيف على فالق البحر الميت. وكما بات معلوماً، فإن 12 ألف طن من المتفجرات، ألقتها إسرائيل على قطاع غزة، لم تنفجر دفعة واحدة، وانما بشكل متقطع منذ 7 تشرين الأول. وبالتالي، فإن انفجارها بشكل متقطع يخفّف من تأثيرها على الفوالق القريبة».
وصوّر نمر المشهد لتوضيح الصورة أكثر بالقول “لو تمّ تفجير 12 ألف طن دفعة واحدة (وهذه الكمية مقاربة لقنبلة هيروشيما) على خطّ الفالق، فمن الممكن أن تؤثر الضغوطات عليه، وأن تُسبّب تحريكه. ونعرف جيداً أن التجارب النووية من شأنها أن تؤثر على حركة الزلازل. ولكن ما يحصل في غزة أن الانفجارات لا تحدث دفعة واحدة كما أنها لا تنفجر قرب خطّ الزلازل، وبالتالي تأثيرها يكون ضعيفاً على حركة الهزات الأرضية”.
ومع ذلك، يشدّد نمر على أنه “لا يمكن الجزم بعدم وجود خطورة بالمطلق. وما يجب أن نعرفه أنّه كلما كنا على مسافة بعيدة من الفالق كانت الخطورة أقلّ، وكلّما كانت المتفجرات متقطعة كانت خطورتها أقلّ أيضاً. أما إن كانت هذه المتفجرات قريبة من الفالق فتزيد خطورتها أكثر كما هي الحال لو انفجرت جميعها دفعة واحدة على مقربة من خط الفالق”.
وأكد نمر أن “المعطيات العلميّة المتوفّرة في هذا المجال ضيئلة جداً. فعند مراجعة الهزات الأرضية التي سبّبتها الأفعال البشرية لم نجد مرة واحدة في التوثيقات اهتزازات لها علاقة بفترات الحروب. ولكن هذا لا يمنع أن تكون بعض الأمور الحربية قد أثرت”.
وعن خطر اندلاع الحرب في لبنان على خطوط الفوالق، يوضح نمر بأنه “كلّما كانت الانفجارات قريبة من خط الفوالق زاد الخطر أكثر. كذلك كلّما كانت الانفجارات متواصلة، غير متقطعة، يكون تأثيرها على ضغوطات الفوالق أكبر”.
وأشار إلى أن “فالق البحر الميت يعتبر رئيسياً. وعندما يصل إلى لبنان يتفرّع إلى 4 فوالق، إلا أنّ الفالق الرئيسي الذي يصل الجنوب بالشمال هو فالق اليمونة. وبالتالي، يعتبر عملياً الفالق الأخطر من ناحية تحرّكه. وفي حال تحرّكه بالكامل يتسبّب بزلزال أكبر. لذلك يختلف ضغط التأثير وحجمه وفق كمية المتفجرات وموقعها وكثافتها، وكلّما كان طول الفالق كبيراً ينجم عنه زلزال أكبر مقارنة بالفالق الصغير”.
وسبق أن حذّر هوغربيتس من احتمالية وقوع زلازل مدمرة، أبرزها الزلزال الذي ضرب تركيا في 6 فبراير الماضي، والذي خلّف أكثر من 50 ألف قتيل وعشرات الآلاف من الجرحى، إذ توقع حدوث ذلك قبل 3 أيام.