أعلنت فصـ ـائل في الجيش الوطني السوري التابع لتركيا، مساء الأحد 5 تشرين الثاني الجاري، عن تشـ ـكيل عسـ ـكري جديد تحت اسم “القوة الموحدة”، حيث أعلنت كل من فـ ـرقة المعـ ـتصم والجبـ ـهة الشامية وتجـ ـمع الشهباء الموالي لهيـ ـئة تحـ ـرير الشـ ـام عن التشـ ـكيل العسـ ـكري الجديد.
الملفت للانتباه أن هذ التشكيل العسكري الجديد جاء بمتابعة مباشرة من زعيم هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني الذي سبق له أن استمال العمشات والحمزات وجيش الشرقية المنضوية أيضاً في صفوف الجيش الوطني، واستغل أسماء هذه الفصائل للانتشار في مناطق الشمال السوري الخاضعة لسيطرة تركيا والجيش الوطني.
إن مخطط تحرير الشام أو ما كانت تعرف سابقاً بجبهة النصرة التي عرفت كفرع تنظيم القاعدة في بلاد الشام، في السيطرة على مناطق ما كان يسمى الجيش الحر سابقاً والجيش الوطني لاحقاً ليس وليد اللحظة، فمنذ سيطرة الفصائل على إدلب عام 2015 بدأ أبو محمد الجولاني بفرض سيطرته على المناطق الواقعة تحت قبضة الجيش الحر، بدءاً من إدلب التي باتت خاضعة بشكل كلي لسيطرة هيئة تحرير الشام والقوات التركية.
ومنذ أيار العام الفائت، بدأت هيئة تحرير الشام بالتوسع باتجاه المناطق الأخرى في الشمال السوري بعد أن ظل تواجدها محصوراً لسنوات في إدلب، حيث سيطرت على مدينة عفرين وعدد من نواحيها وكذلك توجهت نحو مناطق في الباب وإعزاز وجرابلس.
توسع هيئة تحرير الشام لن يكن باسم هيئة تحرير الشام، لأن تنظيم جبهة النصرة مصنف على لائحة الإرهاب الدولي وكذلك على لائحة الإرهاب لدى تركيا، ولذلك فأن تحرك هيئة تحرير الشام بشكل علني في تلك المناطق كان سيسبب الإحراج لتركيا، لذلك دفعت الأخيرة بعدد من فصائل الجيش الوطني للتعامل مع تحرير الشام مثل العمشات والحمزات والشرقية.
واليوم ازداد عدد الفصائل التي تستطيع هيئة تحرير الشام التحرك باسمها بعد الإعلان الأخير عن تشكيل القوة الموحدة لتضاف أيضاً إلى فصائل أخرى عاملة في الباب مثل أحرار عولان التابعة للهيئة.
وتستخدم هيئة تحرير الشام هذه اسم الفصائل وشعارها من أجل نشر عناصرها والتغلغل في مناطق سيطرة الجيش الوطني، وهدفها الرئيسي هو حل فصائل الجيش الوطني ودمجها في هيئة تحرير الشام وتصفية من يعارض هذا المخطط كما حصل في إدلب قبل سنوات.
وبحسب مصادر خاصة فأن هيئة تحرير الشام باتت تتمركز في 70 نقطة في عفرين منتشرة في أكثر من 40 قرية من قرى عفرين، وباتت تسيطر على عموم المعابر بين إدلب وعفرين وجرابلس والباب وإعزاز، حيث تدر هذه المعابر ملايين الدولارات لها شهرياً، وهو ما يقوي الهيئة بوجه فصائل الجيش الوطني التي لا تزال تتقاضى رواتبها من تركيا وتسرق وتنهب ممتلكات المواطنين في مناطق سيطرتها وتتاجر بالمخدرات والبشر.
وتقول المصادر أن تغاضي تركيا عن توسع سيطرة هيئة تحرير الشام في المنطقة، هو رغبة تركيا في التخلص من الفصائل العربية السنية التي باتت تتحدث فيما بينها عن نوايا تركيا التخلي عنهم بعد أن اختبروا دعم تركيا للمجموعات التركمانية على حساب الفصائل العربية السنية واستعداد تركيا للتخلي عنهم عند التطبيع مع الحكومة السورية مقابل الحفاظ على الفصائل التركمانية وإبعادهم من عقوبات الحكومة السورية التي ستأتي لاحقاً بعد التطبيع.
والآن باتت هيئة تحرير الشام تنتشر في إدلب وحلب وبشكل خاص في المناطق الكوردية، حيث باتت تتواجد في خطوط الجبهة مع قوات الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية من ريف اللاذقية مروراً بحماة وإدلب وحلب وصولاً إلى تخوم مدينة منبج.
وسبق أن حذرت قوات سوريا الديمقراطية من مخطط تركي تنوي فيه تركيا تسليم خطوط الجبهة من عفرين وحتى منبج لهيئة تحرير الشام من أجل استخدامهم في هجوم محتمل ضد مناطق الإدارة الذاتية.
وما يؤكد الدعم التركي الصريح لهيئة تحرير الشام، هو تقديمها لتقنيات تسيير وتوجيه الطائرات المسيرة التي باتت تحرير الشام تستخدمها بكثرة ضد قوات الحكومة السورية في مختلف مناطق سيطرتها سواء في حلب أو حمص أو حماة أو اللاذقية، وهو ما يؤكد أن تركيا باتت تعول على تحرير الشام لتطبيق مخططاتها في سوريا بعد أن اشتطاط السوريون غيظاً بالجيش الوطني الذي تحول إلى مجموعات تنهب وتسرق وتجمع الأموال وباتت ترفض أحياناً تطبيق المخططات التركية في سوريا وخصوصاً الفصائل العربية السنية منها.