محمود العلي، شاب في السادسة والعشرين من عمره، وُلد في أسرةٍ بسيطة، يقيم في مدينة الحسكة، شمال وشرق سوريا، عانـ ـى من إعـ.ـاقة جسدية تتمثل بفـ ـقدانه للسمع والنطق بعد سـ ـقوطه من شرفة منزل أهله عندما كان في الثانية من عمره، ولكن لم تمنعه الإعـ.ـاقة، من الابتكار والتفكير في رسم بعض الوجوه بأدوات بسيطة بلمسة فنية قلَّ نظيرها؛ بعد أن تعلم القراءة والكتابة على يد أمه في المنزل؛ والتي جهدت حتى بلغ ابنها المرحلة الثانوية في الدراسة.
محمود أدرك أن ما يقوم به من رسومات هي رسالة سامية؛ إلا أنها لا تسمن ولا تغني من جوع في ظل ظروف الحـ ـرب التي تعيشها سوريا؛ فعمد إلى امتهان صناعة “الموبيليا” التي تُعنى بصناعة الأثاث المنزلي؛ الأمر الذي جعل محمود يكرس لمسته الفنية في مهنته الجديدة.
وبعد رحلة تعلُّم في محلات الموبيليا امتدت لسنوات, شفعها محمود باختيارات يتلقفها من اليوتيوب؛ شق طريقه بنفسه عبر افتتاحه لمحل موبيليا خاص به؛ ليسهم في توظيف ميوله الفنية في ما ينتجه محله المتواضع في حي “المفتي” بمدينة الحسكة.
يمارس الشاب ابتكاراته بعمل بعض التعديلات المختلفة على الأدوات التي يستخدمها في مهنته، حتى تمكن من تجيير هذه الأدوات بأسهل الطرق لإنجاز عمله بصورة دقيقة لا تخلو من الرؤية الفنية, حتى غدا اسمه لامعاً في مهنة الموبيليا داخل المدينة, فأخذ يقصده الداني والقاصي لشدة إتقانه لعمله.