في فجر يوم الأحد الفائت، شنـ ـت مجمـ ـوعات مسـ ـلحة تابعة للحكومة السورية، هجـ ـوماً بالمدفـ ـعية الثقيلة والهـ ـاون وأسـ ـلحة الدوشـ ـكا، على قرى وبلدات أبو حردوب وذيبان وأبو حمام في ريف دير الزور. وتحت القـ ـصف المكثف بدأت المجمـ ـوعات المسـ ـلحة بالتحرك من قرى ومدن “صبيخان، الدوير والميادين” الواقعة في الضفة الغربية لنهر الفرات تحت سيـ ـطرة الحكومة السورية، وانتقلوا إلى الضفة الشرقية لنهر الفرات.
اندلعت اشتباكات في المنطقة استمرت لساعات، وفي النهاية أفشلت قوات سوريا الديمقراطية الهجوم، بعد أن قتل 19 عنصراً من المهاجمين وأصيب 20 آخرون كما كشفت قوات سوريا الديمقراطية التي أعلنت في بيان أن من بين الجرحى العنصر مروان الفاضل أحد مسؤولي “أسود الشرقية” التي يتزعمها نواف البشير.
هذه الهجمات جاءت بعد التوجيهات الخاصة التي أصدرتها شعبة المخابرات العامة لدى الحكومة السورية، للوسائل الإعلامية التابعة للحكومة وكذلك لخلاياها في المنطقة بضرورة تشويه صورة قوات سوريا الديمقراطية والترويج للاشتباكات بأنها اشتباكات بين العشائر العربية وقوات سوريا الديمقراطية وذلك بهدف خلق فتنة بين الكورد والعرب.
وفي السياق، أشارت مصادر من دير الزور، أن الخلايا التابعة للحكومة السورية، بدأت منذ صدور تلك التوجيهات بشن الهجمات في المنطقة.
وقالت المصادر أن أفراد تلك الخلايا يطلقون الرصاص بشكل عشوائي تجاه حواجز القوى الأمنية في المنطقة لمدة دقائق ثم يلوذون بالفرار بعد أن يقوموا بتصوير إطلاق الرصاص، ويدعون بعد ذلك أن أبناء العشائر العربية هاجموا قوات سوريا الديمقراطية.
ولم يقتصر الأمر على تلك الخلايا بشن الهجمات على الحواجز الأمنية، بل تقف خلف أعمال شغب وتخريب في عدد من بلدات ريف دير الزور، وذلك بهدف توتير الأجواء وخلق اقتتالات داخلية بين سكان المنطقة من أجل تمرير أجنداتها.
وقالت المصادر أن من يقفون خلف أعمال الشغب وإشعال الفتن بين أبناء العشائر في المنطقة، هم شخصيات مقربة من عائلتي الخبيل والهفل والذين كانوا سابقاً يتولون إدارة عمليات التهريب بين ضفتي نهر الفرات، حيث كانوا يجنون مئات الآلاف من الدولارات شهرياً من عمليات التهريب تلك، خصوصاً أنهم كانوا يهربون النفط والطحين إلى مناطق الحكومة السورية وبالمقابل كانوا يهربون المخدرات وحبوب الكبتاغون من مناطق الحكومة إلى شمال وشرق سوريا.
ولفتت المصادر أن هناك شخصيات أخرى تقف خلف خلق الفتن بعضها يعيش في السعودية وبعضها الآخر في مناطق سيطرة الحكومة السورية بالضفة الغربية لنهر الفرات.
وذكرت المصادر أسماء بعض من يقفون خلف مساعي خلق الفتنة بين أبناء المنطقة، ومنهم شخص يدعى أبو زيد وهو يتواجد في السعودية، وأشخاص آخرون مثل محمد الياسين الفرج طيانة أبو مجيد و عبد الصمد الباشا أبو فراس.
ولا تقتصر مساعي خلق الفتنة على الحكومة السورية، بل تعمل تركيا جاهدة أيضاً لضرب أمن واستقرار دير الزور، حيث كلفت الاستخبارات التركية أفراداً يتبعون لها ويتواجدون في المناطق التي تسيطر عليها تركيا في الشمال السوري وينحدرون من قبيلة الزبيد (العكيدات – البكير)، بجمع المساعدات المالية من أبناء قبائلهم في الدول المجاورة وبشكل خاص أبناء هذه القبائل في السعودية ومن يعيش منهم في بلاد المهجر وبشكل خاص في ألمانيا التي تنشط فيها العديد من الجمعيات التركية.
وبحسب مصادر مقربة من القبيلة، فأن هؤلاء الأشخاص الموالين لتركيا وينخرطون ضمن صفوف الائتلاف وفصائل الجيش الوطني التابعة لتركيا، يسعون من خلال جمع الأموال لشراء الأسلحة والذخيرة وتأمين رواتب للعناصر الذين يرسلونهم إلى ريف دير الزور في الضفة الشرقية لنهر الفرات وذلك من أجل ضرب أمن واستقرار المنطقة وشن هجمات على قوات سوريا الديمقراطية، لإظهار أن أبناء العشائر العربية يحاربون قسد.
وأكدت المصادر، أنه تم تكليف المدعو عبد الكريم بخيت لجمع المساعدات المالية. وبحسب رقم الهاتف الذي يستخدمه هذا الشخص يتبين أنه إما موجود داخل تركيا أو في مناطق الشمال السوري الخاضعة لسيطرة تركيا والتي يتم فيها استخدام شبكة الهاتف الخليوي التركية، كما افتتح هذا الشخص صندوقاً لجمع التبرعات باسم المجد (اللورد) تحت الرقم 1627.
تحركات الحكومة السورية والنظام التركي المتناسقة ضد مناطق شمال وشرق سوريا، جاءت بعد جولة اجتماع استانة التي عقدت في الـ 20 من حزيران العام الجاري، وذلك في مسعى من الطرفين لضرب الإدارة الذاتية، بعد أن جرت محاولات عديدة من قبل روسيا وإيران لتطبيع العلاقات بين الطرفين دون إحراز أي تقدم.
وسبق لروسيا وإيران أن اعترفتا بأن هناك صعوبات كبيرة في طريق تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق في ظل الخلافات الكبيرة بينهما، ولا سيما مطالبة دمشق لأنقرة بسحب قواتها من سوريا والتوقف عن دعم المجموعات المسلحة التي تناهضها والرفض التركي لهذه الشروط ومساعيها لتطبيع العلاقات دون تلبية مطالب دمشق.
كما أكدت تلك الأطراف أن هناك ما يمكن جمع دمشق وأنقرة عليه، والمقصود هنا كان عداء الطرفين المشترك للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، حيث تسعى روسيا وإيران من جعل هذا العداء المشترك نقطة انطلاق لتطبيع العلاقات.
وما يؤكد المسعى المشترك للطرفين لضرب الإدارة الذاتية، الهجمات التي شنتها تركيا في الفترة ما بين 5 و 9 تشرين الأول الجاري، التي استهدفت المنشآت النفطية وشركات الكهرباء والمياه والمدارس وصمت حكومة دمشق عليها وعدم إصدارها أي بيان تنديد باستهداف هذه المنشآت التي هي بالأساس منشآت وطنية لكل السوريين.