اعتادت الاستخـ ـبارات التركية تقديم الدعم للمجمـ ـوعات التابعة لها في دول المنطقة بشكل سري، ولكن يبدو أن نشر بيانات عسـ ـكرية تتبع لوزارة الدفاع الإسرائيلية يؤكد أن تركيا ضـ ـالعة في هجـ ـوم حمـ ـاس على إسرائيل.
حيث نشرت الفصائل الموالية لتركيا على مجموعاتها في تطبيق تليغرام في الـ 21 من تشرين الأول الجاري، اسم الهكر التركي التابع للاستخبارات التركية والمعروف باسم “آي يلدز”.
وأشارت أن فريق الهكرز هذا قد اخترق قاعدة بيانات سرية تتبع لوزارة الدفاع الإسرائيلية تحتوي على بيانات عسكرية مثل التدريبات العسكرية وأسماء الضباط والجنود والموظفين، وعبر عناصر الفصائل عن فرحتهم بهذا الاختراق واعتبروه نصراً لحركة حماس وفلسطين.
وبالمقابل نشر فريق الهكرز بعضاً من البيانات التي جرى اختراقها، وعلقت على موضوع الاختراق قائلةً: “لقد دخلنا الحرب بصمت… سترون قوتنا”.
تعتبر هذه المعلومات دليلاً على التورط التركي في الصراع بين حركة حماس وتركيا، خصوصاً أن العديد من الأطراف تتهم تركيا بتقديم تقنيات الطائرات المسيرة لأطراف مثل حماس، وساعدتها في شن الهجوم الأول عبر توفير المواد، إذ سبق وأن عثرت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية قبل أشهر من الهجمات على كمية كبيرة من المواد الشديدة الانفجار بلغ وزنها 15 طن كانت متوجهة من تركيا إلى حركة حماس في قطاع غزة.
ويؤكد الاختراق الأخير لقاعدة البيانات العسكرية التركية إن حزب العدالة والتنمية التركي ذي الخلفية الإسلامية والداعم لمجموعات الإخوان المسلمين ومن يدور في فلكهم من أمثال حركة حماس وجبهة النصرة وفروع القاعدة الأخرى، قد قدم الكثير من الدعم استخباراتياً لحركة حماس وهو ما قد يكون له تبعات أخرى ليس على إسرائيل فقط بل على العديد من دول المنطقة التي تدعم تركيا تلك المجموعات فيها ومن بينها مصر وسوريا وليبيا.
إن حادثة نشر الفصائل الموالية لتركيا معلومات عن الهكر التركي “آي يلدز” هذه لم تكن الأولى، إذ سبق للفصائل أن نشرتها على مجموعاتها في تطبيقات التواصل الاجتماعي، وثيقة باللغة العبرية (الإسرائيلية) والتي حملت عنوان “وثيقة خاصة” وهذا يؤكد وبشكل قطعي دعم تركيا لحركة حماس عبر شن هجمات الكترونية على القوات الإسرائيلية.
ولا يمكن استبعاد دور تركيا في شن الهجوم الأول لحركة حماس على المستوطنات في غلاف غزة والذي حصل في الـ 7 من تشرين الأول الجاري.
والمعروف بأن الحدود الإسرائيلية مع قطاع غزة محمية بكاميرات الرصد الحراري والأسلحة ذاتية الإطلاق بمجرد اكتشاف أية حركة، والكثير من التقنيات التي يستطيع الجيش الإسرائيلي من خلالها معرفة أي حركة في الأرض أو السماء باتجاه الحدود، ولكن أن يستطيع العشرات من عناصر حماس اختراق الحدود في الأرض والسماء ربما يعود إلى أن تلك التقنيات قد تعرضت للاختراق من قبل الاستخبارات التركية من أجل مساعدة حماس في تلك الهجمات.
والملفت للانتباه أن هناك عناصر من الاستخبارات التركية الذين يتواجدون في قطاع غزة باسم المؤسسات الإنسانية، وكذلك منهم ما يتواجد في إسرائيل وهم من الذين يعملون في شركات البناء التركية التي تعمل على بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية لصالح إسرائيل كون تركيا هي أكبر مصدر للحديد والإسمنت إلى إسرائيل ولشركاتها دور كبير في بناء المستوطنات الإسرائيلية.