هاجم مسلحون محليون فجر اليوم، بلدات «ذيبان، شحيل وأبو حردوب» بريف دير الزور الشرقي، بعد عبورهم مناطق سيطرة قوات الحكومة في غرب الفرات باتجاه مناطق “قسد”، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات مسلحة عنيفة بين المسلحين وقوات مجلس دير الزور العسكري.
ووفقاً للمصادر فإن الاشتباكات لا تزال مستمرة حتى الآن.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، قال أن أربعة مدنيين فقدوا حياتهم وأصيب آخرون بجراح، نتيجة سقوط قذائف مدفعية على منزل في بلدة أبو حردوب بريف دير الزور الشرقي، مصدرها قوات الحكومة السورية.
وأضاف أن قوات سوريا الديمقراطية ردت على مصادر النيران، وسط تحليق لطيران حربي تابع لـ “التحالف الدولي” في الأجواء.
وتواصل تركيا والحكومة السورية مخططاتها لضرب أمن واستقرار ريف دير الزور الواقع ضمن مناطق الإدارة الذاتية عبر تشكيل مجموعة مسلحة يطلق عليها اسم جيش العشائر، ومحاولة الحصول على أموال لها لشراء الأسلحة والذخيرة، وتحريض العرب ضد الكورد في المنطقة.
ومنذ نهاية آب الفائت، لم تتوقف مساعي أنقرة ودمشق لخلق فتن بين المكونين العربي والكوردي في شمال وشرق سوريا، وبشكل خاص في المناطق ذات الغالبية العربية مثل دير الزور، الرقة، الطبقة ومنبج، وهي المناطق التي يسعى الطرفان للسيطرة عليها.
ففي نهاية شهر آب الفائت، أطلقت قوات سوريا الديمقراطية عملية “تعزيز الأمن” لملاحقة خلايا تنظيم الدولة الإسلامية التي كثفت من تحركاتها ونشاطاتها بالتزامن مع المعلومات التي نشرها المرصد السوري لحقوق الإنسان، حول قيام إيران بدعم تلك الخلايا من أجل التوجه من غرب الفرات الخاضع لسيطرة الحكومة السورية وحلفاءها، باتجاه الضفة الشرقية لنهر الفرات في مناطق الإدارة الذاتية.
بالتزامن مع هذه الحملة، أعفت قوات سوريا الديمقراطية، قائد مجلس دير الزور العسكري، أحمد الخبيل المعروف باسم “أبو خولة” من مهامه في قيادة قوات مجلس دير الزور العسكري، بسبب ارتباطه بجهات خارجية، وعدم محاسبته لعناصره الذين ارتكبوا المظالم بحق أبناء منطقتهم.
وأشار تقرير نشره «فوكس برس» في الـ22 أكتوبر الجاري، أن شعبة المخابرات العامة لدى الحكومة السورية، أصدرت توجيهات لوسائل الإعلام التابعة للحكومة، وكذلك إلى جميع العملاء والمجندين لصالحها في مناطق شمال وشرق سوريا، إلى جانب القوى الأمنية والعسكرية التابعة للحكومة، حول دير الزور وكيفية التصرف خلال الفترة المقبلة بشكل متناسق.
وقالت مصادر مطلعة، أن شعبة المخابرات العامة أو ما تعرف بأمن الدولة، والتي تشكل إلى جانب الأمن السياسي والأمن العسكري والمخابرات الجوية، جهاز المخابرات لدى الحكومة السورية، وجميعها تتبع مكتب الأمن القومي لحزب البعث الحاكم في البلاد، أصدرت توجيهات خاصة لوزارة الإعلام لدى الحكومة تم تعميمها على جميع الوسائل الإعلامية الرسمية وغير الرسمية التي تشرف عليها الوزارة من قنوات تلفزيونية وإذاعات ومواقع الكترونية وعلى وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.
التوجيهات، تضمنت معلومات عن كيفية التركيز على منطقة دير الزور وخصوصاً أرياف دير الزور الواقعة في الضفة الشرقية في مناطق الإدارة الذاتية، حيث طالبت من الوزارة، تخصيص وقت في جميع الوسائل لمنطقة دير الزور ونشر الأخبار في سياق التوجيهات الصادرة إليها.
وبحسب تلك التوجيهات، فأنه يجب على جميع وسائل الإعلام نشر أخبار يومية عن مناطق دير الزور، والإشارة فيها إلى أن جميع أهالي دير الزور في الضفة الشرقية لنهر الفرات يريدون عودة قوات الحكومة السورية إلى مناطقهم بشكل معاكس تماماً لما يشهده أرض الواقع، حيث ترفض العشائر العربية عودة قوات الحكومة إلى المنطقة وسبق أن خرجوا في تظاهرات رافضة لعودتها، حتى أن البعض خرج مطالباً بإخراج قوات الحكومة من عدة قرى يسيطرون عليها في الضفة الشرقية لنهر الفرات.
وأشار تقرير آخر لموقع «فوكس برس»، الثلاثاء الماضي، أن أفراد يتبعون لتركيا في المناطق التي تسيطر عليها في الشمال السوري، ينحدرون من قبيلة الزبيد (العكيدات – البكير) والذين يطلقون على أنفسهم عيال الأبرز، بدؤا بجمع المساعدات المالية من أبناء قبائلهم في الدول المجاورة وبشكل خاص أبناء هذه القبائل في السعودية ومن يعيش منهم في بلاد المهجر وبشكل خاص في ألمانيا التي تنشط فيها العديد من الجمعيات التركية.
وبحسب مصادر مقربة من القبيلة، فأن هؤلاء الأشخاص الموالين لتركيا وينخرطون ضمن صفوف الائتلاف وفصائل الجيش الوطني التابعة لتركيا، يسعون من خلال جمع الأموال لشراء الأسلحة والذخيرة وتأمين رواتب للعناصر الذين يرسلونهم إلى ريف دير الزور في الضفة الشرقية لنهر الفرات وكذلك الذين يسعون إلى تجنيدهم عبر المال من أبناء المنطقة وذلك من أجل ضرب أمن واستقرار المنطقة وشن هجمات على قوات سوريا الديمقراطية، لإظهار أن أبناء العشائر العربية يحاربون قسد.
وأكدت المصادر، أنه تم تكليف المدعو عبد الكريم بخيت لجمع المساعدات المالية. وبحسب رقم الهاتف الذي يستخدمه هذا الشخص (+90 531 915 6632) يتبين أنه إما موجود داخل تركيا أو في مناطق الشمال السوري الخاضعة لسيطرة تركيا والتي يتم فيها استخدام شبكة الهاتف الخليوي التركية، كما افتتح هذا الشخص صندوقاً لجمع التبرعات باسم المجد (اللورد) تحت الرقم 1627.
وسبق لتركيا والحكومة السورية أن حاولت استغلال إطلاق قوات سوريا الديمقراطية، عملية تعزيز الأمن في نهاية آب الفائت ضد خلايا تنظيم الدولة الإسلامية، وسعت للترويج إلى جيش العشائر عبر إرسال عناصر الدفاع الوطني التابعة للحكومة السورية وأسود الشرقية بزعامة نواف البشير والموالين لإيران وكذلك فصائل الجيش الوطني، إلى الضفة الشرقية لنهر الفرات، وشن الهجمات على قوات سوريا الديمقراطية.