تواصل تركيا والحكومة السورية مخـ ـططاتها لضـ ـرب أمـ ـن واستقرار ريف دير الزور الواقع ضمن مناطق الإدارة الذاتية عبر تشكيل مجـ ـموعة مسـ ـلحة يطلق عليها اسم جيـ ـش العشائر، ومحاولة الحصول على أموال لها لشراء الأسـ ـلحة والذخـ ـيرة، وتحـ ـريض العرب ضد الكورد في المنطقة.
وفي السياق، بدأ أفراد يتبعون لتركيا في المناطق التي تسيطر عليها في الشمال السوري، ينحدرون من قبيلة الزبيد (العكيدات – البكير) والذين يطلقون على أنفسهم عيال الأبرز، بجمع المساعدات المالية من أبناء قبائلهم في الدول المجاورة وبشكل خاص أبناء هذه القبائل في السعودية ومن يعيش منهم في بلاد المهجر وبشكل خاص في ألمانيا التي تنشط فيها العديد من الجمعيات التركية.
وبحسب مصادر مقربة من القبيلة، فأن هؤلاء الأشخاص الموالين لتركيا وينخرطون ضمن صفوف الائتلاف وفصائل الجيش الوطني التابعة لتركيا، يسعون من خلال جمع الأموال لشراء الأسلحة والذخيرة وتأمين رواتب للعناصر الذين يرسلونهم إلى ريف دير الزور في الضفة الشرقية لنهر الفرات وكذلك الذين يسعون إلى تجنيدهم عبر المال من أبناء المنطقة وذلك من أجل ضرب أمن واستقرار المنطقة وشن هجمات على قوات سوريا الديمقراطية، لإظهار أن أبناء العشائر العربية يحاربون قسد.
وأكدت المصادر، أنه تم تكليف المدعو عبد الكريم بخيت لجمع المساعدات المالية. وبحسب رقم الهاتف الذي يستخدمه هذا الشخص يتبين أنه إما موجود داخل تركيا أو في مناطق الشمال السوري الخاضعة لسيطرة تركيا والتي يتم فيها استخدام شبكة الهاتف الخليوي التركية، كما افتتح هذا الشخص صندوقاً لجمع التبرعات باسم المجد (اللورد) تحت الرقم 1627.
وسبق لتركيا والحكومة السورية أن حاولت استغلال إطلاق قوات سوريا الديمقراطية، عملية تعزيز الأمن في نهاية آب الفائت ضد خلايا تنظيم الدولة الإسلامية، وسعت للترويج إلى جيش العشائر عبر إرسال عناصر الدفاع الوطني التابعة للحكومة السورية وأسود الشرقية بزعامة نواف البشير والموالين لإيران وكذلك فصائل الجيش الوطني، إلى الضفة الشرقية لنهر الفرات، وشن الهجمات على قوات سوريا الديمقراطية.
ولكن أبناء دير الزور، لم ينجروا إلى محاولات خلق فتنة كوردية عربية، ووقفوا ضد عمليات التخريب التي طالت مناطقهم على يد هذه المجموعات، وساعدوا قوات سوريا الديمقراطية في إعادة الأمن والاستقرار للمنطقة، ولذلك لم يرق عودة الأمان إلى هذه المنطقة للحكومتين السورية والتركية، لذلك لا تزالان تواصلان العمل على ضرب أمن المنطقة عبر مساعي تشكيل ما يسمى جيش العشائر وتوفير الأموال له، وكذلك من خلال استمرار وسائلهم الإعلامية بالتحريض الطائفي عبر نشر أخبار كاذبة عن المنطقة تشير إلى استمرار المعارك في المنطقة رغم توقفها منذ أكثر من شهر.
ويشار أن شعبة المخابرات العامة لدى الحكومة السورية، أصدرت توجيهات لوسائل الإعلام التابعة للحكومة بضرورة الترويج للفتنة في المنطقة وتأليب العشائر العربية ضد قسد من أجل السيطرة على المنطقة رفقة إيران، ولكن أبناء العشائر العربية يرفضون عودة الحكومة إلى مناطقهم بعد أن تركتهم بأيدي عناصر التنظيم الذي ارتكب مجزرة بحق أبناء الشعيطات وقتل فيها أكثر من ألف من شباب العشيرة.
من هم عيال الأبرز ومن أين ينحدرون وكيف وصلوا إلى ضفة الفرات؟
وسُمي العكيدات (العقيدات) بهذا الاسم نسبة إلى بلدة (عقدة) في حائل السعودية، وذلك بعد أن هاجروا منها نحو ضفاف نهر الفرات في العراق وسوريا، حيث كانوا آخر الزُبيّديين الذين هاجروا من عقدة حائل في نجد نحو الشمال، فيما يُعرف بآخر الهجرات البدوية الكبرى من شبه الجزيرة العربية التي ذكرها العلامة أحمد وصفي زكريا في كتاب عشائر الشام؛ والتي شكلتها هجرة بني خالد من الأحساء في القرن الحادي عشر الهجري ثم هجرة الزُبيديين من عقدة في حائل (العقيدات) في نفس القرن، ثم هجرة شمّر وعنزة في القرن الهجري الثاني عشر والثالث عشر.
وأثناء سيطرة الدولة العثمانية على المنطقة، قمعت العقيدات بالحديد والنار، حيث يقول العلّامة أحمد وصفي زكريا في كتاب عشائر الشام وماكس فون أوبنهايم في موسوعته (كتاب البدو) والعلامة كامل الغزّي في كتابه (نهر الذهب في تاريخ حلب)، إن العثمانيين سيّروا الجيش لعدة مرات باتجاه العقيدات الزبيدية وأخضعوهم في ضفاف نهر الفرات في أرياف دير الزور وكان ذلك عام 1876 ميلادي.
والآن بعد ما فعل العثمانيون بأبناء قبيلة العكيدات، يريدون استغلالهم الآن من أجل تحقيق مطامعهم في المنطقة، حيث تريد الحكومة السورية وتركيا السيطرة على المنطقة لغناها بالموارد، فرغم غنى هذه المنطقة بالغاز والنفط والزراعة، إلا أن الحكومة السورية ومنذ إنشاء الدولة السورية أهملت هذه المنطقة دوماً وهذا ما أبقى هذه المنطقة بعيدة جداً عن الخدمات، وحتى خلال فترة سيطرة الجيش الحر وتنظيم الدولة على المنطقة ارتكبوا المجازر بحق أبناء المنطقة ونهبوا خيراتها.
وبعد تحريرها من قبل مجلس دير الزور العسكري بدعم من قوات سوريا الديمقراطية، تشكلت مجالس وإدارة مدنية وقوات عسكرية وأمنية من أبناءها تعمل على إدارة هذه المنطقة، وتحسنت الأحوال الاقتصادية كثيراً في هذه المنطقة مقارنة بالسابق.