أصدرت شعبة المخـ ـابرات العامة لدى الحكومة السورية، توجيهات خاصة إلى وزارة الإعلام والمؤسسات التابعة لها وكذلك إلى جميع العمـ ـلاء والمجنـ ـدين لصالحها في مناطق شمال وشرق سوريا، إلى جانب القوى الأمـ ـنية والعسـ ـكرية التابعة للحكومة، حول دير الزور وكيفية التصـ ـرف خلال الفترة المقبلة بشكل متناسق.
وقالت مصادر مطلعة، أن شعبة المخابرات العامة أو ما تعرف بأمن الدولة، والتي تشكل إلى جانب الأمن السياسي والأمن العسكري والمخابرات الجوية، جهاز المخابرات لدى الحكومة السورية، وجميعها تتبع مكتب الأمن القومي لحزب البعث الحاكم في البلاد، أصدرت توجيهات خاصة لوزارة الإعلام لدى الحكومة تم تعميمها على جميع الوسائل الإعلامية الرسمية وغير الرسمية التي تشرف عليها الوزارة من قنوات تلفزيونية وإذاعات ومواقع الكترونية وعلى وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.
التوجيهات، تضمنت معلومات عن كيفية التركيز على منطقة دير الزور وخصوصاً أرياف دير الزور الواقعة في الضفة الشرقية في مناطق الإدارة الذاتية، حيث طالبت من الوزارة، تخصيص وقت في جميع الوسائل لمنطقة دير الزور ونشر الأخبار في سياق التوجيهات الصادرة إليها.
وبحسب تلك التوجيهات، فأنه يجب على جميع وسائل الإعلام نشر أخبار يومية عن مناطق دير الزور، والإشارة فيها إلى أن جميع أهالي دير الزور في الضفة الشرقية لنهر الفرات يريدون عودة قوات الحكومة السورية إلى مناطقهم بشكل معاكس تماماً لما يشهده أرض الواقع، حيث ترفض العشائر العربية عودة قوات الحكومة إلى المنطقة وسبق أن خرجوا في تظاهرات رافضة لعودتها، حتى أن البعض خرج مطالباً بإخراج قوات الحكومة من عدة قرى يسيطرون عليها في الضفة الشرقية لنهر الفرات.
التوجيهات، تضمنت، تركيز وسائل الإعلام التابعة للحكومة على أن هناك اشتباكات بين العشائر العربية وقوات سوريا الديمقراطية في المنطقة بشكل يومي، وأن العشائر تتقدم في الاشتباكات ضد قسد وأن الأخيرة تكبدت خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات.
ومن أجل الحديث عن الاشتباكات، فأن المخابرات العامة، وجهت تعليمات للخلايا النائمة التابعة لها على ضرورة شن هجمات خاطفة على قوات سوريا الديمقراطية عبر إطلاق الرصاص بشكل مكثف على الحواجز والقوات العسكرية والفرار من أجل استغلال تلك الحوادث إعلامياً وإظهار أن هناك اشتباكات يومية في المنطقة.
المصادر أكدت أن التوجيهات الواردة إلى وزارة الإعلام، تضمنت أيضاً نشر وسائل الإعلام معلومات مضللة بأن قسد تجبر الأهالي للانضمام إلى صفوفها تحت تهديد السلاح، والادعاء بأن قسد قد نفذت عمليات اعتقال ضد النساء والأطفال وأئمة الجوامع، مع التركيز على هذه الفئات من أجل تحريض الأهالي ضد قسد.
وركزت التوجيهات على ضرورة صياغة الأخبار وفق ما ورد وبطريقة تشجع على خلق فتنة في المنطقة وإشعال فتيل الحرب فيها عبر التحريض الطائفي وبشكل خاص تحريض العرب ضد الكورد في المنطقة.
وفي سياق متصل، أكدت المصادر بأن شعبة المخابرات العامة، ربطت جميع العملاء والجواسيس التابعين للحكومة السورية في مناطق شمال وشرق سوريا وبشكل خاص في منطقة دير الزور بالمخابرات العامة.
ولفتت المصادر أن المخابرات طالبت العملاء بمعرفة أسماء جميع شيوخ ووجهاء العشائر العربية الذين يقفون إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية، وجمع معلومات تفصيلية عنهم.
التوجيهات لم تشمل وسائل الإعلام والعملاء فقط، بل شملت أيضاً توجيهات خاصة لقوات الحكومة السورية والمجموعات التابعة لها وكذلك القوى الأمنية التابعة للحكومة، دعتهم فيها لعدم الدخول في اشتباكات مع قوات سوريا الديمقراطية لأي سبب كان، وذلك لإظهار أنه لا توجد أطراف ضمن قوات الحكومة السورية تقف خلف الاشتباكات التي يراد افتعالها في دير الزور ومحاولات خلق الفتنة وإظهار أن ما يجري هي حرب عربية كوردية وليست حرباً بين أطراف عسكرية.
ويشار أن الحكومة السورية وإيران وتركيا وبناء على اتفاقاتها في اجتماعات استانا، حاولت في نهاية شهر آب الفائت وبداية أيلول خلق فتنة كوردية عربية في منطقة دير الزور عبر إرسال مجموعات مسلحة من مناطق مختلفة والقتال ضد قوات سوريا الديمقراطية والادعاء بأن ما يجري هي حرب كوردية عربية، ولكن تلك المحاولات فشلت، بعد أن انتشرت مقاطع فيديو عن كيفية نقل المسلحين عبر نهر الفرات من الضفة الغربية إلى الضفة الشرقية للنهر، وكذلك بسبب عدم وقوع أهالي دير الزور في فخ التحريض الإعلامي الذي سعت له وسائل الإعلام التابعة للحكومة وللأطراف التابعة لتركيا.