في السابع من أكتوبر / تشرين الأول الجاري، أطلقت حركة حماس هجوماً مباغتاً على إسرائيل، أطلقت عليه اسم “طوفان الأقصى” دخل فيها عناصرها إلى المستوطنات الموجودة في غلاف غزة، استهدفوا فيها العسكريين والمدنيين على حد سواء.
الملفت أن كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس استخدمت في أولى ساعات الهجوم طائرات مسيّرة «درون» التي نفذت قصفاً داخل مدن الغلاف القريبة من قطاع غزة.
وفي هذا السياق؛ ذكر حساب caucasus monitor report في تغريدة على منصة «إكس» أن حماس استلمت طائرات بدون طيار تركية الصنع وقامت بتعديلها لإسقاط ذخائر آر بي جي.
وأشار «في أحدث لقطات الطائرات بدون طيار التي نشرتها حماس، قمنا بتحليل المحتوى واكتشفنا أن الجماعة المسلحة اشترت/استلمت طائرات بدون طيار تركية الصنع من طراز Proton Elic RB-128 وقامت بتعديلها لإسقاط ذخائر آر بي جي. ومن المرجح أن المعدات تم تهريبها عبر مصر».
وأفصحت حركة “حماس” بشكل علني عن اعتمادها على الطائرات المسيّرة كأداة قتالية فعالة في حربها المباغتة ضد إسرائيل، وبثت مقطعين مصورين يؤكدان ذلك، الأول تضمن مشاهد لإطلاق عدد من الـ”درون” الذي يأخذ طابعاً انتحارياً، فيما وثق الثاني لقطات للحظة إسقاط قنبلة من قطعة جوية على مجموعة من الجنود تسببت في إصابة أحدهم بشكل مباشر.
الجدير ذكره، أنه هيئة الجمارك الإسرائيلية أعلنت في الـ14 سبتمبر / أيلول الفائت – أي قبل 23 يوماً من هجوم حركة حماس على غلاف غزة – إنها عثرت على 16 طناً من المواد المستخدمة في إنتاج الصواريخ خلال تفتيش شحنة من تركيا كانت متجهة إلى غزة.
وقالت مصلحة الجمارك إنها أوقفت للتفتيش في يوليو/تموز حاويتين تحملان 54 طناً من المفترض أنها أكياس من الجبس.
وأضافت الهيئة أن اختباراً معملياً أكد أن بعض الأكياس تحتوي على كلوريد الأمونيوم الذي قالت إن الجماعات في غزة تستخدمه “لإنتاج صواريخ تطلق في نهاية المطاف نحو إسرائيل”.
وحول اعتراض الجمارك الإسرائيلية لهذه الشحنة، قال جوناثان شانزر، نائب الرئيس الأول للأبحاث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية، وهي مؤسسة بحثية في واشنطن «لا يمكن تجاهل منشأ هذه الشحنة. أصبحت تركيا راعياً رئيسياً لحـماس في السنوات الأخيرة ومركزاً رئيسياً لعملـيات حماس».
وأضاف «على الرغم من تطبيع العلاقات مع إسرائيل في السنوات الأخيرة، دعمت تركيا منظمة حماس الإرهابية، واستيراد الأموال إلى حماس من خلال بنوكها، واستضافة اجتماعات مع قادة حماس، وإصدار جوازات سفر تركية لقادة حماس».
ويرى مراقبون أن المستفيد الأول من الحرب بين حماس وإسرائيل بالدرجة الأولى هو أردوغان، فهو من جهة يقدم الاسمنت والحديد لإسرائيل وتعمل شركات البناء التابعة له في بناء المستوطنات الإسرائيلية، وفي الجهة المقابلة يبيع الأوهام للمسلمين ويذرف دموع التماسيح عليهم.
فتركيا تربطها علاقات اقتصادية قوية مع إسرائيل ويلعب نجل أردوغان بلال أردوغان عبر البواخر التي يمتلكها دوراً كبيراً في عملية التبادل التجاري بين الطرفين، كما ترتبط تركيا بعلاقات أمنية وثيقة مع إسرائيل والتي بدأت منذ عام 1996 وما تزال مستمرة حتى يومنا هذا، حتى أن الطيارين الإسرائيليين الذين يقصفون قطاع غزة الآن تدربوا داخل الأراضي التركية بناء على هذه الاتفاقات الأمنية.
ويشير المراقبون أنه ورغم ادعاءات أردوغان بأنه يلعب دور الوسيط بين حمـاس وإسرائيل بخصوص مفاوضات السلام، إلا أنه لا يهدف في الحقيقة إلى إتمام هذه العملية فهو يستغل التصعيد بين الطرفين ويريد دائماً خلق بؤر من التوتر والصراع بينهما.
و يستخدم الرئيس التركي خطابه الديني لبيع الأوهام للمسلمين ولتقديم نفسه كزعيمٍ للعالم الإسلامي، وذلك من أجل حشد أنصاره سواءً داخل تركيا أو في العالم العربي والإسلامي بهدف تحقيق أهداف سياسية ليبقى المتضرر الأول والأخير هو الشعب الفلسطيني.