خلال سنوات الأزمـ ـة السورية التي طالت كثيراً على السوريين، برزت العديد من الأسماء التي ارتكـ ـبت أفـ ـظع الجـ ـرائم بحق السوريين وأصبحت أداةً طيّعة بيد مشغليها، فنشرت المخـ ـدرات وأنشأت شبـ ـكات الدعـ ـارة والإتجـ ـار بالبـ ـشر وأعضـ ـائهم ومن بين هؤلاء المدعو أبو جمو ذراع الاستخـ ـبارات التركية قائد ما يسمى لـ ـواء شـ ـهداء الحسكة.
والمدعو أبو جمو هو قائد لواء شهداء الحسكة المنضوي في صفوف فصيل أحرار الشرقية ضمن الجيش الوطني، وينتشر فصيله في المنطقة الفاصلة بين مدينتي رأس العين وتل أبيض اللتان تسيطر عليهما تركيا وفصائلها منذ تشرين الأول عام 2019.
أبو جمو تجمعه علاقة جيدة بالاستخبارات التركية، حيث كان متواجداً خلال الفترة الماضية لدى الاستخبارات التركية في مدينة أورفا وبقي لديهم حتى بداية شهر تشرين الأول الجاري، وذلك لتلقي أوامر جديدة حول أعماله التي تستهدف المجتمع المدني في المناطق الخاضعة لسيطرة تركيا في رأس العين وتل أبيض.
وينتشر عناصر هذا الفصيل في عدد من قرى رأس العين وبشكل خاص في بلدة مبروكة، حيث تحولت تلك القرى إلى مخازن لتخزين وتوزيع المخدرات.
فالمدعو أبو جمو يفعل دوراً مشابهاً لما كان يقوم به قائد مجموعات الدفاع الوطني في مدينة الحسكة المدعو عبد القادر حمو الذي يقال بأنه قتل في معارك مع قوات الحكومة السورية التي كان يتلقى الأوامر منها، من تهريب للبشر وتجارة المخدرات والإتجار بالأعضاء البشرية.
وتقول مصادر مقربة من لواء شهداء الحسكة، أن أبو جمو، شكل عصابات تتبع له في تلك القرى ووزعها في المنطقة، حيث يتحرك هؤلاء تحت مسمى لواء شهداء الحسكة، حيث تقوم هذه العصابات بأعمال لا شرعية بناء على أوامر تتلقاها بشكل مباشر من أبو جمو الذي بدوره يتلقى التعليمات من الاستخبارات التركية.
وعلى الرغم من أن مجموعة أبو جمو تنضوي تحت فصيل أحرار الشرقية، ولكن الاستخبارات التركية منحته حرية الحركة إلى حد كبير، حيث يتركز دوره على تفتيت المجتمع المحلي في قرى رأس العين وتل أبيض وذلك عبر نشر المواد المخدرة بينهم.
ويعتمد أبو جمو على عناصره الذين ينحدرون من المنطقة في نشر المخدرات على شكل شبكات تنتشر في القرى والبلدات، ويجني من وراءها المال دون أي اكتراث بالمواطنين والضرر الذي تلحقه المخدرات بالمجتمع.
ويقوم الفصيل بالحصول على المواد المخدرة من الاستخبارات التركية التي تنقلها من مكان انتاجها في الباب وعفرين إلى مدينة رأس العين، حيث يتسلمها أبو جمو ويقوم بتوزيعها على عناصره الذين ينشرونها في منطقتي تل أبيض ورأس العين، كما يتواصلون مع تجار للمخدرات في مناطق شمال وشرق سوريا، ويهربونها إلى المنطقة من أجل تفكيك المجتمع هناك.
ولا يتوقف الدور السيء للمدعو أبو جمو، بتجارة المخدرات، بل عمل على إنشاء شبكات للاتجار بالبشر، حيث يستغل أبو جمو وجود منازل بعض أعضاءه في القرى القريبة من خطوط التماس مع قوات سوريا الديمقراطية، وهؤلاء يكونون على تواصل مع أقارب لهم في مناطق شمال وشرق سوريا، حيث يقوم هؤلاء بإغراء الشبان بالهجرة والادعاء بأن طريق التهريب مؤمن إلى تركيا عبر الفصيل.
ولكن بعد تهريب الشبان إلى المناطق الخاضعة لسيطرة تركيا، وإيوائهم في منازل عناصر الفصيل على أنهم تجار للبشر، يتم اعتقال هؤلاء الشبان والتواصل مع ذويهم من أجل الحصول على فدى مالية لإطلاق سراحهم.
وتقول المصادر المقربة من الفصيل، بأن الشبان الذين تعجز عوائلهم عن تأمين الفدية في الوقت المحدد، يتم نقلهم إلى تركيا وبيع أعضائهم الحيوية لشبكات الاتجار بالأعضاء البشرية التي تنتشر بكثرة في تركيا، وذلك مقابل مبالغ مالية ضخمة، حيث يجني المدعو أبو جمو أموالاً طائلة من وراء تجارة المخدرات والاتجار بالبشر.
وأحياناً يتفق عناصر هذا الفصيل، مع عناصر فصائل أخرى من الجيش الوطني، لاختطاف الشبان الراغبين بالتوجه إلى تركيا من أجل جني المال، حيث يتفق الطرفان على تقاسم الفدى المالية التي يطلبونها من ذوي المختطفين أو يتقاسمون ثمن الأعضاء البشرية التي يقومون ببيعها للشبكات التركية.
ولا تختلف أفعال أبو جمو عن أفعال عبد القادر حمو الذي كان ذراع قوات الحكومة السورية في مدينة الحسكة، فكلاهما استهدف المجتمع الذي يتواجد فيه بالمخدرات، دون آبهين بمخاطر المخدرات على مجتمعهم وتفكيك نسيجه، فهما الوحيد هو جني الأموال، والفرق الوحيد بينهما هو أن أحدهما كان يعمل لصالح قوات الحكومة السورية التي قتلته بعد أن انتهت من استخدامه، والآخر ما زال يعمل لصالح الاستخبارات التركية التي لن تتهاون في تصفيته في حال انتهاء دوره. فأمثال هؤلاء دائماً ما يكون القتل، فمن لا ينفع لمجتمعه لا يمكن أن ينفع لعدو مجتمعه أيضاً.
وتقول المصادر المقربة من الفصيل، أن قوى الأمن الداخلي في شمال وشرق سوريا وقوات سوريا الديمقراطية، وأثناء ملاحقة شبكات الإتجار بالبشر والمخدرات، ألقت القبض على نحو 30 عنصراً من لواء شهداء الحسكة، من بينهم شخصان أحدهما يدعى عنان والثاني أبو عيشة حيث كانا يتوليان مهمة إدارة الشبكات بين مناطق الإدارة الذاتية والمناطق الخاضعة لسيطرة تركيا.
وبحسب المصادر، فأن المدعو أبو جمو يلعب دوراً أساسياً تهريب عناصر تنظيم الدولة الإسلامية من مدينة رأس العين إلى مناطق الإدارة الذاتية لتنفيذ الهجمات وإعادتهم إلى المدينة مجدداً بالإضافة إلى دوره في نقل السلاح لخلايا التنظيم في المنطقة، فضلاً عن مساهمته في إيصال نساء عناصر التنظيم إلى المناطق الخاضعة لسيطرة تركيا.
وتشير تلك المصادر أن أبو جمو كانت تربطه علاقة جيدة بتنظيم الدولة الإسلامية أثناء سيطرتها على المنطقة، وأن العديد من عناصره كانوا منضوين في صفوف التنظيم قبل أن يتم طرده من المنطقة.
والملفت للانتباه أن تركيا حولت حي الحوارنة في مدينة رأس العين إلى حي خاص بعناصر تنظيم الدولة الإسلامية وعائلاتهم، حيث تتواجد في الحي نحو 70 عائلة للتنظيم غالبيتهم من العراقيين والذين يتولون إدارة شؤون التنظيم بعيداً عن عمليات التحالف الدولي.
ووضعت الاستخبارات التركية كتل خراسانية في مداخل ومخارج الحي، من أجل منع أحد من الاقتراب من الحي خشية كشف تواجد عناصر التنظيم فيها، حيث حوّلت تركيا مدينة رأس العين إلى منطقة آمنة لقادات وعناصر تنظيم الدولة الإسلامية.