مدد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أمس الخميس، “حالة الطوارئ” بشأن سوريا لمدة عام إضافي، وذلك بسبب الهجمات التركية على شمال وشرق سوريا التي تقوض الحملة الرامية إلى هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا /داعش/.
وفي رسالتين إلى رئيس مجلس النواب المؤقت ورئيس مجلس الشيوخ، أعلن البيت الأبيض تمديد استمرار حالة الطوارئ الوطنية فيما يتعلق بالوضع في سوريا وفيما يتعلق بها.
ولفتت الرسالة إن أن حالة الطوارئ الوطنية التي تم الإعلان عنها في 14 تشرين الأول عام 2019 بالتزامن مع الهجمات التركية على المنطقة، يسري مفعولها حتى 14 تشرين الأول 2023.
وأضافت: إن الوضع في سوريا وفيما يتعلق بها، ولا سيما الإجراءات التي اتخذتها الحكومة التركية لشن هجوم عسكري في شمال شرق سوريا، يقوض الحملة الرامية إلى هزيمة تنظيم الدولة الإسـلامـية في العراق وسوريا /داعـش/، ويعرض المدنيين للخطر، ويهدد بشكل أكبر تقويض السلام والأمن والاستقرار في المنطقة، ولا تزال تشكل تهديداً غير عادي للأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة.
ولذلك، قررت أنه من الضروري استمرار حالة الطوارئ الوطنية المعلنة في الأمر التنفيذي رقم 13894 فيما يتعلق بالوضع في سوريا وفيما يتعلق بها”
ويأتي تمديد “حالة الطوارئ” الأمريكية بشأن سوريا في وقت تواصل فيها القوات التركية منذ الـ5 من تشرين الأول الجاري تنفيذ ضربات جوية وبرية على شمال وشرق سوريا، بحجة أن من نفذا عملية أنقرة مرا من شمال وشرق سوريا رغم نفي قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية هذه الادعاءات التركية التي كانت عبارة عن حجة لمتابعة هجماتها على شمال وشرق سوريا.
وتستهدف الضربات مواقع والبنى التحتية من مواقع للنفط ومحطات المياه والكهرباء والمستشفيات والمدارس وصوامع الحبوب، حيث تعرضت ما مجموعه 31 منشأة للدمار الكلي والجزئي.
ومن بين المنشآت التي تعرضت للتدمير، 14 موقع ومنشأة نفطية كانت توفر المحروقات على اختلاف أنواعها لـ 4.2 مليون نسمة.
كما تسبب القصف التركي على محطة السويدية المنتجة للغاز بخروجها عن الخدمة حيث دمرت عفنتان من العنفات الـ 4 التي تولد الكهرباء، حيث احترقت العنفة الثانية بشكل كامل وتضررت الثالثة والرابعة، أما الأولى فكانت قد خرجت عن الخدمة نتيجة قصف الدولة التركية على المنشأة في 23 تشرين الأول عام 2022.
وأيضاً دمرت تركيا 9 محطات للكهرباء في عموم مناطق الجزيرة، ومستشفيين اثنين بشكل كامل، فضلاً عن استهداف محطتي مياه وصومعة حبوب و3 مصانع ومدرسة ما أدى لتدميرها بشكل جزئي.
البنتاغون: الهجمات التركية تُأثر على جهود قتال داعش
في سياق متصل، قال السكرتير الصحفي للبنتاغون الجنرال بات رايدر، في الـ5 تشرين الأول الجاري، أن الولايات المتحدة الأمريكية قلقة من تأثير هجمات تركيا على جهود قتال “داعـش” وتأثيره على المدنيين.
وأضاف في تصريح صحفي أنهم يسعون إلى تفادي أي تشويش على مهمتهم في محاربة تنظيم داعـش في سوريا، مؤكداً أنهم سيبقون مركزين على مقاتلة تنظيم “داعش” إلى جانب الالتزام بالعمل على خفض التصعيد في المنطقة.
داعش يستغل الهجمات التركية
استغل خلايا تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» الهجمات التركية على المواقع العسكرية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية والمنشآت الحيوية لتنفيذ عملياته ضد المنطقة في خطوة يصفها باحثون في مجال مكافحة الإرهاب بـ «الخطيرة».
ومنذ بدء الهجمات التركية على شمال وشرق سوريا، شنَّ خلايا تنظيم الدولة الإسلامية ستة هجمات متفرقة تركّزت في ريفي دير الزور والحسكة.
واختطف مسلحي التنظيم مقاتل لـ “قسد”، بالقرب من الطريق العام ببلدة أبو خشب غرب دير الزور، حيث جاء في بيان التنظيم المتطرف أن المقاتل قُتل بعد التحقيق معه.
كما استهدف مسلحي التنظيم بالأسلحة الرشاشة مقراً لـ “قسد” ببلدة أبو حردوب بناحية ذيبان بريف دير الزور الشرقي، ما أسفر عن إصابة واحدة.
وفي ريف الحسكة قال التنظيم إن مسلحيه استهدفوا آلية عسكرية لـ “قسد” في قرية الزيانات جنوبي الشدادي، ما أسفر إصابة واحدة أيضاً.
كما قُتل عنصرين من قوى الأمن الداخلي «الأسايش» في استهداف مسلحين مجهولين يستقلون دراجة نارية، يرجح أنهم تابعين لخلايا تنظيم “الدولة الإسلامية”، حيث جرى استهدافهما بالرصاص في قرية ابريهة التابعة لبلدة البصيرة بريف دير الزور الشرقي.
وفي السابع من تشرين الأول / أكتوبر الجاري، استهدف مسلحان مجهولان، يستقلان دراجة نارية، بالأسلحة الرشاشة، يرجح تبعيتهم “لتنظيم الدولة الإسلامية”، أحد الآبار النفطية، في حقل الصيجان شرق دير الزور، ما أدى إلى حدوث أضرار مادية لحقت بالبئر.
وفي الخامس من تشرين الأول/ أكتوبر ، استهدف مسلحان يرجح تبعيتهما لخلايا تنظيم “الدولة الإسلامية” كانا يستقلان دراجة نارية، بالأسلحة الرشاشة تجمعاً لشبان بالقرب من منزلهم في قرية طيب الفال التابعة لبلدة الصور بريف دير الزور الشمالي، مما أدى لإصابة مدني وعنصر من قوى الأمن الداخلي “الأسايش” تم نقلهما إلى إحدى المشافي لتلقي العلاج.