هدد رئيس هيئة الإغاثة التركية «IHH» “بولنت يلدريم” المقرب من الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان بإرسال جهاديين وجنود أتراك إلى غزة للقتال ضد إسرائيل.
وقال يلدريم خلال مؤتمر صحفي عُقد الخميس «إذا أطلقنا حركة التطوع العسكرية فإننا نغرقكم بلعابنا».
يشار أن هيئة الإغاثة التركية، هي منظمة ذات توجّه إسلامي متطرف وهي مقربة من حركة الإخوان المسلمين، وأُنشأت في العام 1992 وتم تسجيلها بصورة رسمية في اسطنبول في العام 1995، ويترأسها بولند يلدريم.
من الناحية الفعلية، إلى جانب النشاطات الإنسانية التي تقوم بها المنظمة، فإن منظمة IHH تقدم المعونات للمنظمات ذات الطابع الإسلامي المتطرف، حيث برزت خلال السنوات الأخيرة المعونات التي تقدمها منظمة IHH لحماس (في إطار “ائتلاف الخير”).
وبحسب موقع «مركز المعلومات حول الاستخبارات والإرهاب» الإسرائيلي الذي يعمل في إطار «مركز تراث الاستخبارات» كشفت خلال تقارير سابقة أن لديهم معلومات موثقة بأن المنظمة منحت في السابق معونات لوجستية ومالية لعناصر في الجهاد العالمي.
ويشير الموقع أن منظمة IHH تدعم حماس وهي لا تخفي علاقاتها مع حماس، حيث خلال السنوات الأخيرة، وخاصة منذ سيطرة حماس على قطاع غزة، ساعدت المنظمة منظومة الدعاية الخاصة بحماس في تنظيم اجتماعات الدعم العلنية لحماس في تركيا. من خلال هذه الاجتماعات التي شارك بها قادة المنظمة، عبر قادة منظمة IHH عن دعم حماس وطريقها (بما في ذلك الكفاح المسلح الذي تتبناه حماس)، من خلال استهداف السلطة الفلسطينية- خصم حماس.
تحولت منظمة IHH إلى مكون أساسي في منظومة تجنيد الأموال لصالح حماس في العالم، حيث تقوم منظمة IHH بتحويل كميات كبيرة من الأموال لصالح مؤسسات حماس في الضفة الغربية مثل جمعية الزكاة في الخليل وجمعية التضامن في نابلس (وهما جمعيتان رئيسيتان لحماس.
ويتابع الموقع أن المعلومات الموثقة المتوفرة لديهم تشير إلى العلاقات التي كانت قائمة في الماضي بين منظمة IHH وبين عناصر في الجهاد العالمي والإرهاب الإسلامي في الشرق الأوسط، حيث تم تقديم المساعدة لخلايا إرهابية- جهادية في الدول التالية: البوسنة، سوريا، العراق، أفغانستان والشيشان، وأن المساعدات تجسدت أساساً بالدعم اللوجستي لغرض نقل الوسائل القتالية والتمويل المالي.
ويتابع الموقع في تقريره أن هذه المعلومات تؤكد التقارير الصادرة عن معهد داني بخصوص العلاقات بين منظمة IHH وتنظيم القاعدة في السابق.
يقتبس البحث تقريراً صدر عن الاستخبارات الفرنسية جاء فيه أن زعيم منظمة IHH، بولند يلدريم، عمل بصورة مباشرة، خلال منتصف سنوات التسعينيات من القرن الماضي، على تجنيد عسكريين سابقين بهدف القيام بعمليات عسكرية. طبقا للتقرير الفرنسي، فقد تم إرسال عدد من النشطاء في منظمة IHH إلى مناطق القتال في دول إسلامية، من أجل اكتساب الخبرة القتالية. وجاء في التقرير أيضا أن المنظمة حولت إلى مقاتلين مسلمين في هذه الدول مساعدات مالية، سلاح ومواد ناسفة.
وقبل أيام، قال جوناثان شانزر، نائب الرئيس الأول للأبحاث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية، وهي مؤسسة بحثية في واشنطن، أن «سلطات الجمارك الإسرائيلية كشفت في 14 سبتمبر أن عملائها اعترضوا 16 طناً من المواد المتفجرة في طريقها من تركيا إلى قطاع غزة في يوليو، وذلك وفقاً للمتحدث باسم هيئة الضرائب الإسرائيلية».
وأضاف أن «وكلاء الجمارك في أشدود قاموا بتفتيش حاويتين كان من المفترض أن تحتويا على 54 طناً من (الجبس – المكون الرئيسي في الجص)، ولكن بعد اختبار المادة في المختبر، خلصت السلطات إلى أن بعض الأكياس تحتوي على كلوريد الأمونيوم – وهي مادة كيميائية مزدوجة الاستخدام تستخدم في صنع الصواريخ».
وتابع جوناثان شانزر، نائب الرئيس الأول للأبحاث أنه «لا يمكن تجاهل منشأ هذه الشحنة. أصبحت تركيا راعياً رئيسياً لحماس في السنوات الأخيرة ومركزاً رئيسياً لعمليات حماس».
وقال «على الرغم من تطبيع العلاقات مع إسرائيل في السنوات الأخيرة، دعمت تركيا منظمة حماس الإرهابية، واستيراد الأموال إلى حماس من خلال بنوكها، واستضافة اجتماعات مع قادة حماس، وإصدار جوازات سفر تركية لقادة حماس»، حسب قوله.
يشار أن جوناثان شانز، عمل سابقاً كمحلل لشؤون تمويل الإرهـ ـاب في وزارة الخزانة الأمريكية، حيث لعب دوراً أساسياً في تحديد العديد من ممولي الإرهـ ـاب. وقد شغل مناصب بحثية سابقة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ومنتدى الشرق الأوسط.