تداولت تقارير مؤخراً طلب عدة فصـ ـائل سورية عربية سنـ ـية، من الحكومة التركية تأمين نقلها بشكل وبآخر إلى الجبـ ـهات للقـ ـتال ضـ ـد إسرائيل ولكن تركيا رفـ ـضت طلبها واشتـ ـرطت عليهم أن يتم تسلـ ـيمهم إلى إيران من أجل تولي المهمة، ولكن الفصـ ـائل رفـ ـضت خشـ ـية أن يتم تصـ ـفية أفرادها.
منذ أن بدأت يوم السبت، عملية “طوفان الأقصى” التي أعلنتها حركة حماس ضد إسرائيل ورد الأخيرة بعملية “السيوف الحديدية”، وتتواصل الردود من مختلف أصقاع العالم بين مؤيد لحركة حماس وغالبية عظمى مؤيدة لإسرائيل خصوصاً بعد مقتل العديد من الأجانب الذين كانوا قد توجهوا إلى إسرائيل للمشاركة في حفل موسيقي.
ومع دخول الحرب يومها الخامس، أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس في وقت سابق اليوم مقتل 1200 شخص في الهجوم الذي شنته حماس على مستوطنات غلاف غزة ومدن إسرائيلية وإصابة أكثر من 2700.
فيما أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، أن القصف الإسرائيلي المكثف والعشوائي على القطاع تسببت بمقتل 950 شخصاً وإصابة 5 آلاف آخرين.
وأمام هذا الوضع، ذكرت تقارير إن عدداً من الفصائل السورية العربية السنية التي تقاتل إلى جانب تركيا في سوريا، طلبت من الحكومة التركية تأمين انتقالها إلى قطاع غزة أو أي نقطة متاخمة للحدود الإسرائيلية من أجل القتال إلى جانب حركة حماس ضد إسرائيل.
وأشارت التقارير أن الفصائل التي طلبت التوجه إلى القطاع هي كل من الجبهة الشامية والجبهة الوطنية للتحرير.
وأوضحت أن هذه الفصائل العربية السنية ترد بحسب ما وصفته التقارير برد الدين لحركة حماس التي ساعدت في تدريب الفصائل وتقديم العتاد لها أثناء اندلاع الأزمة السورية.
والمعروف بأن هذه الفصائل يغلب عليها الطابع العربي السني، وهي محسوبة على الإخوان المسلمين، وهي تشتكي من التمييز اتجاهها من قبل تركيا، كون الأخيرة تقدم الدعم للفصائل التركمانية على حساب العربية ضمن الجيش الوطني، وتحاول دوماً تقليص نفوذها وسحب عناصرها إلى الفصائل التركمانية عبر إغراءها بالمال.
وقالت التقارير إن تركيا رفضت طلب هذه الفصائل بتأمين انتقالها إلى قطاع غزة أو المشاركة في الحرب ضد إسرائيل، وذلك بسبب العلاقات الأمنية والاقتصادية الوثيقة بين أنقرة وتل أبيب.
وأشارت التقارير أنه سبق لتركيا أن طلبت من هذه الفصائل التوجه إلى ليبيا وإقليم ناغورني قره باغ للقتال من أجل مصالحها، ولكن هذه الفصائل رفضت الطلب التركي على عكس الفصائل التركمانية مثل العمشات والحمزات وأحرار الشرقية التي أرسلت عناصرها على الفور إلى هذه المناطق من أجل القتال لصالح تركيا.
ولفتت التقارير أن أنقرة اقترحت على هذه الفصائل التوسط لدى إيران من أجل إرسال عدد محدود من مسلحي هذه الفصائل من ذوي الخبرة إلى جبهات لبنان أو القنيطرة مع إسرائيل، شريطة أن تختار هي العناصر المرسلة، ولكن الفصائل شككت بنية تركيا وتخشى من أن تعقد تركيا صفقة مع إيران تسلم بموجبها عناصر لا يؤيدون تحركاتها في المناطق التي تسيطر عليها تركيا وأن يتم تصفيتهم من قبل إيران، ولذلك رفضت الفصائل العرض التركي.
العرض التركي جاء في ظل تلميح محللين مقربين من الحكومة السورية، السماح للمسلحين السوريين الموالين لتركيا بالتوجه من المناطق الخاضعة لسيطرة تركيا لقتال إسرائيل وذلك من أجل التخلص منهم، وذلك لتسهيل عملية التطبيع بين أنقرة ودمشق، فالمحلل السياسي المقرب من حزب الله اللبناني، كمال الجفا عبر عن ذلك صراحةً.
من جانبها، المعارضة التركية أيضاً ومن أجل التخلص من اللاجئين السوريين على أراضيها، اقترحت نقل السوريين إلى غزة من أجل القتال ضد إسرائيل.
حيث قالت المعارضة مرال أكشنار، إن السوريين وخاصة اللاجئين في تركيا، هربوا من الحرب الدائرة في بلادهم، وعلى الأقل يجب عليهم أن يذهبوا إلى غزة ويطلقوا النار على الإسرائليين. وتعهدت بأن تدفع أجرة نقلهم من راتبها التقاعدي.
وأمام هذا الوضع يرى مراقبون أن تركيا يتساءل المراقبون: هل ستفتح تركيا الباب أمام فصائل الجيش الوطني للتوجه إلى غزة والتضحية بعلاقاتها الأمنية والاقتصادية مع إسرائيل؟
أم أنها سترى في الحرب بين إسرائيل وحماس فرصة مناسبة للتخلص من العناصر السورية العربية السنية وتقوية شوكة فصائلها التركمانية أكثر وأكثر وعقد صفقات مع الحكومة السورية وإيران والتضحية بهؤلاء العناصر على مذبح تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية التي تشهد فتوراً بحسب ما كشف عنه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مؤخراً.