منذ أن بدأ الكشف عن مشروع الهلال الشيعي الذي ترعاه إيران في منطقة الشرق الأوسط بداية عام 2004، بدأت إيران بالتغلغل في سوريا بشكل رسمي وخصوصاً في مناطق دير الزور والرقة، عبر فتح مكاتب خاصة بالتشيّع من خلال استقبال الأشخاص الراغبين بتحويل مذهبهم إلى الشيعة مقابل إغراءات مالية كبيرة.
وعندما انطلقت الأزمة السورية، تدخلت إيران مباشرة لحماية الحكومة السورية من السقوط، عبر إرسال مئات الآلاف من عناصرها ومجموعاتها المسلحة التي لم تقتصر على الإيرانيين بل شملت الشيعة اللبنانيين والعراقيين والأفغان.
واستماتت إيران في منع تنظيم الدولة الإسلامية من السيطرة على دير الزور، وبعد أن سيطرت على المدينة رفقة القوات الروسية وقوات الحكومة السورية، بدأت إيران بالسيطرة بشكل كلي على دير الزور حتى باتت هذه المحافظة السورية محمية إيرانية.
وتتواجد في دير الزور مجموعات تابعة للحرس الثوري الإيراني وهي تتركز بشكل خاص في الميادين على الحدود السورية العراقية.
إلى جانب وجود مجموعات أفغانية مثل فاطميون وزينبيون وهم يتركزون بشكل خاص في البوكمال.
فضلاً عن مجموعة تسمى “حرس القرى” وهي تتبع للحرس الثوري الإيراني، وتتواجد في المنطقة الممتدة من بلدة البوليل وحتى مدينة صبيخان بريف دير الزور الشرقي، ومهمتها الرئيسية هي التواجد على الشريط النهري في المنطقة المقابلة لمناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.
وهناك أيضاً مجموعات الدفاع الوطني التي تتواجد في مدينة دير الزور ومحيطها.
الآن باتت السيطرة الإيرانية مطلقة على دير الزور، والتي تتواجد في صلب مخطط الهلال الشيعي فهي مدخل إيران من العراق إلى سوريا.
وتعمل إيران في دير الزور على جميع المستويات من أجل تمكين سيطرتها وإنشاء حاضنة موالية لها، وفي خطوة لفرض نفسها في المنطقة، أنشأت إيران مكتب أمني في المحافظة يعرف باسم “مكتب الأمن العلوي الإيراني”.
وتقول التقارير الإعلامية إن هذا المكتب صاحب صلاحيات واسعة، بحيث يستطيع أفراده الدخول إلى أي نقطة عسكرية ولأي طرف كان في دير الزور وأن يحقق مع القيادات العسكرية أياً كانت رتبتها.
وبحسب التقارير فأن هذا المكتب يتألف من 15 عنصراً، 3 منهم محافظة دير الزور وهم من أوائل الأشخاص الذين انضموا إلى إيران في بداية عام 2004، و7 من محافظة حمص هم من العلويين من أبناء المحافظة، ويتواجد معهم 3 من الجنسية الإيرانية وأفغانيان اثنان.
وتقول التقارير أن هذا المكتب يقع بالقرب من جامع الفتح خلف مبنى فرع “أمن الدولة” في حي القصور بمدينة دير الزور، وهو مزود بكاميرات مراقبة وحراسة، ويخضع بشكل مباشر للمكتب العام للأمن العلوي بمنطقة السيدة زينب جنوبي دمشق، الذي يشرف عليه الإيراني المدعو “الحاج فضل الله”.
ويعمل هذا المكتب على إدارة كل ما هو متعلق بالوضع العسكري في محافظة دير الزور من حيث توزيع العناصر وتغيير مواقعها، والإشراف على شحنات الأسلحة والمعدات العسكرية القادمة من إيران إلى المنطقة سواء تم تخزينها في دير الزور أو إيصالها إلى مناطق أخرى في سوريا أو لبنان.
ويحافظ هذا المكتب على مصالح الشيعة والعلويين في دير الزور ولذلك فهو يعتبر الطرف الآمر والناهي في هذه المحافظة.