قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، إن سوريا لا تزال غير آمنة لعودة اللاجئين، وذلك في ردٍ على مطلب قبرص الأخير من الاتحاد الأوربي لإعادة تقييم سوريا كبلد آمن.
وفي 15 أيلول/ سبتمبر، عبر وزير الداخلية القبرصي كونستانتينوس يوانو عن انزعاجه من أن دول الاتحاد الأوروبي لا يمكنها حالياً إعادة طالبي اللجوء إلى سوريا، وقال إن على التكتل إعادة تقييم وضع سوريا حتى يمكن ترحيل أو إعادة طالبي اللجوء إليها.
لكن وبحسب ما جاء في تقرير لمنظمة هيومان رايتس ووتش فقد تم توثيق ارتكاب الأجهزة الأمنية السورية “الاحتجاز التعسفي والاختطاف والتعذيب وقتل اللاجئين الذين عادوا إلى سوريا بين 2017 و2021”.
ووجدت هيومن رايتس ووتش أن “عائدين تعرضوا للتعذيب في تموز/ يوليو، أثناء احتجازهم لدى المخابرات العسكرية السورية، وجُندوا للخدمة في قوات الاحتياط العسكرية السورية”.
واتخذت قبرص تدابير لتسريع معالجة طلبات اللجوء، وتقليص الدعم المالي لطالبي اللجوء، والبدء في بناء مركز لاحتجاز المهاجرين، لـ “جعل قبرص وجهة غير جذابة”، حسب الوزير القبرصي.
وتؤكد المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن الظروف في سوريا تمنعها من دعم أو تسهيل عودة اللاجئين.
وذكر تقرير رايس ووتش أن طلب قبرص بتقييم وكالة الاتحاد الأوروبي للجوء “بأن دمشق وأجزاء أخرى من سوريا التي تسيطر عليها الحكومة السورية لم تعد تعاني من العنف الشامل “يغفل” بأن الأشخاص الذين يُعادون إلى دمشق قد يظلوا معرضين لخطر الاضطهاد”.
وقالت رايتس ووتش أن غياب العنف العشوائي في جزء من البلاد “لا يعني أن البلاد آمنة ولا يعني حتى أن الأماكن التي لا يتطاير فيها الرصاص ليست خطرة.”
وتصنف وكالة الاتحاد الأوروبي للجوء ثماني محافظات على أنها تشهد مستويات مرتفعة أو مرتفعة بشكل استثنائي من العنف العشوائي، بحسب التقرير.
وتقول المنظمة الحقوقية إن الحكومات الراغبة بالحصول على ضوء أخضر لترحيل السوريين “ستنتهك التزاماتها بعدم الإعادة القسرية إذا لم تدرس بشكل كامل وعادل تهديدات العنف العام وانعدام الأمن في معظم أنحاء سوريا.”