أحمد خليل
شنت قوات الحكومة السورية مساء أمس، قصفاً برياً مكثفاً من الميادين باتجاه بلدة ذيبان في ريف دير الزور الشرقي، تبين أن الهدف منها هو إسناد العشرات من المسلحين التابعين للحكومة السورية والتغطية على توجههم من الضفة الغربية لنهر الفرات إلى الضفة الشرقية التي تديرها الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية.
واندلعت اشتباكات في بلدة ذيبان، قبل أن تتمكن قوات سوريا الديمقراطية من إعادة الأمن والاستقرار إليها، عقب مقتل 20 مسلحاً تابعاً للحكومة السورية وإصابة 30 آخرين، بحسب ما أكدت قوات سوريا الديمقراطية في بيان.
وسبق لقوات سوريا الديمقراطية أن أكدت أن ما جرى في دير الزور أثناء إطلاقها عملية “تعزيز الأمن” أن الحكومة السورية وإيران وتركيا كانت تخطط للسيطرة على دير الزور، وقالت إنها أفشلت مخططاً خطيراً للسيطرة على المنطقة ووجهت ضربة استباقية لذلك المخطط.
ما يؤكد ضلوع قوات الحكومة السورية في الهجوم الأخير على بلدة ذيبان، قيام الوسائل الإعلامية التابعة للحكومة بشن هجوم على قوات سوريا الديمقراطية والادعاء مجدداً أن العشائر العربية انتفضت ضد قسد، في مسعى منها مجدداً لخلق الفتنة بعد أن فشلت سابقاً في الفتنة التي حاولت إحداثها بسبب التفاف جميع مكونات المنطقة والعشائر العربية بشكل خاص حول قوات سوريا الديمقراطية.
ادلى شيوخ ووجهاء قبائل الجبور والعكيدات والبكارة دعمها لقوات سوريا الديمقراطية وأكدت أنها صمام الأمان لحماية المنطقة، كما أكد شيوخ ووجهاء ناحية تل حميس دعمهم لقوات سوريا الديمقراطية.
هذا الدعم من العشائر العربية لقوات سوريا الديمقراطية، يؤكد بما لا لبس فيه أن كافة الرهانات الخارجية لخلق فتنة كوردية عربية وإيجاد بديل عن قوات سوريا الديمقراطية تحت أي مسمى، فشلت فشلاً ذريعاً.
وما يؤكد فشل جميع الرهانات والتحريض الإعلامي هو الاجتماعات التي عقدت خلال الفترة الماضية بين القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية وشيوخ ووجهاء عشائر دير الزور وممثليها، واتفاقهم على العديد من الأمور فيما يخص المنطقة من أجل قطع الطريق امام التحريض الإعلامي.
حيث اتفق المجتمعون على إعادة هيكلة المجلس المدني في دير الزور وكذلك مؤسسات دير الزور العسكرية والمدنية على حد سواء، ومشاركة شيوخ القبائل والعشائر والمثقفين والمحامين في إعادة الهيكلة من أجل قطع الطريق أمام أي محاولة يمكن أن تستفيد منها الأطراف الخارجية لخلق الفتنة وضرب استقرار المنطقة.
وتعمل الآن القبائل العربية جنباً إلى جنب مع قوات سوريا الديمقراطية، لضبط الامن والاستقرار في المنطقة.
فقوات سوريا الديمقراطية هي قوات تشكلت من جميع مكونات المنطقة، وقاتل فيها الكوردي والعربي والسرياني والتركماني والأرمني جنباً إلى جنب، حتى أن لاجئين فلسطينيين شاركوا فيها وفقدوا حياتهم في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية من أجل حماية المنطقة وسكانها.
ما يميز هذه القوات هو انضباطها العسكري، والروح القتالية العالية والتي اثبتت كفاءتها على مدار سنوات، ما كسبها ثقة شعوب المنطقة وإيمانهم المطلق بها لأنها مشكلة من أبناء جميع مكونات المنطقة، وهي منهم وتحارب من أجلهم.
هذا الانضباط والروح القتالية العالية، دفع التحالف الدولي الذي يضم أكثر من 83 دولة، لإعلان هذه القوات كشريك استراتيجي وتجدد بين الحين والآخر التأكيد على هذه الشراكة واستمرارها بوجه جميع الهجمات وما التدريبات والمناورات العسكرية التي أجرتها قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي خلال الأيام السابقة التي تلت انتهاء عملية تعزيز الأمن، إلا خير دليل على هذه الشراكة.
إن أهالي دير الزور باتوا مدركين تماماً للمخطط الذي يحاك ضد مناطقهم، فهم رأوا كيف أن المجموعات المسلحة التي جاءت من غرب الفرات، سرقت ممتلكات الأهالي ومحتويات المؤسسات الخدمية، وخلعت النوافذ والأرضيات وسرقتها ونقلتها إلى الضفة الغربية لنهر الفرات.
فهكذا مجموعات حاولت استغلال اسم العشائر من أجل تحرض العرب ضد قسد من جهة، ومن جهة أخرى لطخت سمعة العشائر العربية عبر القيام بعمليات سرقة ونهب وتخريب الممتلكات العامة والخاصة على حد سواء.
الكل في الضفة الشرقية يدرك أن من يدير الهجمات على مناطقهم هم قوات الحكومة السورية وإيران ومجموعاتها، وهم يرفضون تماماً عودة قوات الحكومة إلى مناطقهم لأنها تركتهم بأيدي تنظيم الدولة الذي ارتكب المجازر بحقهم، كما يرفضون تماماً أي وجود إيراني في مناطقهم وتظاهراتهم خلال الفترات السابقة تؤكد ذلك، فهم يدركون أن أي وجود إيراني في مناطقهم سيجعلهم عرضة للمخدرات والقصف الإسرائيلي، فضلاً عن تحكم إيران بمصيرهم وقتلهم متى شاءت دون أن يستطيعوا الحركة.
كما أنهم باتوا مدركين تماماً أن تركيا التي تتباكى على العرب والمسلمين، هي دولة مارقة تحاول استغلال اسم العرب في تحقيق غاياتها في وقت يتعرض فيه العرب بتركيا للاعتداء حتى وإن كانوا يتوجهون إلى هناك من أجل السياحة، فما جرى مع السائح الكويتي من تعرضه للضرب على أيدي الأتراك خير مثال على ذلك.
الآن بات أهالي دير الزور مدركين تمام الإدراك للمخططات التي تحاك ضدهم وكيف أن الحكومة السورية وإيران وتركيا تقف وراءها، وتريد إشعال فتيل الحرب في مناطقهم وجعلهم وقوداً للحرب وهم الذين تنشقوا الحرية وباتوا يديرون مناطقهم بأنفسهم بعدما كان يتم إدارتهم من قبل غيرهم.
الآن دير الزور أقوى عبر موقف عشائرها الرافض للفتنة والداعم لقوات سوريا الديمقراطية. إن العشائر العربية أكدت مجدداً أنها تعي حجم المخططات التي تستهدف خيرات مناطقهم وتسعى لإعادة السيطرة عليهم وجعلهم وقوداً لحربهم الساعية لتدمير الشعوب وجعلها تقتل بعضها البعض.
ليس بالضرورة أن تعبر المقالة عن رأي الموقع.