يصادف اليوم 25 أيلول الذكرى السادسة لاستفتاء استقلال كوردستان بإقليم كوردستان لعراق، حيث في عام 2017 في السابع من حزيران اجتمع كبار القادة السياسيين الكورد في مصيف صلاح الدين، من أحزاب وبرلمان وحكومة وبحضور الرئيس مسعود ونائبه آنذاك كوسرت رسول ورئيس حكومة كوردستان ورئيس المفوضية العليا للانتخابات في كوردستان وكذلك ممثلي المكونات والطوائف، وتم اتخاذ القرار بإجراء استفتاء الاستقلال وتشكيل المجلس الاعلى.
كما تم في الاجتماع تحديد يوم 25 أيلول 2017 موعداً لإجراء الاستفتاء في كوردستان والمناطق الكوردية خارج إدارة كوردستان، وتمت الموافقة عليها من قبل كافة الاحزاب والطوائف والمكونات المشاركين في الاجتماع.
وقبل عشرة أيام من إجراء الاستفتاء في 15 أيلول 2017 وافق برلمان كوردستان على إجراء الاستفتاء بأغلبية الاصوات، وأشرفت المفوضية العليا للانتخابات والاستفتاء في حكومة كوردستان على استفتاء الاستقلال.
كانت أهمية الاستفتاء تكمن في إجراء الاستفتاء ليس في كوردستان وانما في كافة المناطق الكوردستانية خارج إدارة كوردستان، واستند القرار على مبادئ حق تقرير المصير، وهو الحق الذي اعترفت به الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبما أن الشعب الكوردي يتمتع بجميع الخصائص التي تفتح الطريق امامه للاستقلال من أرض ولغة وثقافة وتاريخ وهوية، لذلك كان من حقه أن يقرر مصيره وبكل المقاييس.
أجري استفتاء استقلال كوردستان في 25 أيلول 2017، وكان يحق لـ”4.561.255″ شخص في كوردستان والمناطق الكوردستانية خارج إدارة كوردستان الحق في التصويت، وشارك “3.305.925” شخص في التصويت، أي بنسبة أكثر من 72%، حيث صوت “2.861.471” شخص بنعم لاستقلال كوردستان، أي ما يزيد عن 92% من المشاركين في التصويت
وفي هذه الذكرى قال الرئيس مسعود بارزاني في بيان له اليوم الاثنين 25 أيلول 2023 في ذكرى استفتاء الاستقلال: “مبارك يوم انتصار إرادة الشعب”.
وأردف بالقول: “إن قرار إجراء الاستفتاء هو حق قانوني للشعب الكوردي، وقد ناضل من أجل تعزيز حقوقه والتعايش السلمي مع باقي الشعوب العراقية، وعلى الرغم من الوعود التي قدمتها السلطات العراقية للكورد، نتيجة للنضال وحركة التحرر الكوردية، إلا انهم انتهكوا وتجاهلوا كافة الوعود وخرقوا القوانين، وتم الرد على مطالب الكورد بالحديد والنار كما في السابق، حيث تم تهديم القرى الكوردية وحرقها ودفنوا 182.000 كورد وهم أحياء تحت التراب و 8000 بارزاني وكذلك قصفوا مدينة حلبجة بالأسلحة الكيمياوية”.
وقال رئيس حكومة كوردستان مسرور بارزاني على صفحته الرسمية على منصة “إكس تويتر سابقاً”، “مبارك ذكرى انتصار إرادة شعبنا الأبيّ”.
وأكمل قوله: “استند قرار الاستفتاء على مبادئ حق تقرير المصير، وهو الحق الذي اعترفت به الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبما أن الشعب الكوردي يتمتع بجميع الخصائص التي تفتح الطريق امامه للاستقلال من أرض ولغة وثقافة وتاريخ وهوية، لذلك كان من حقه أن يقرر مصيره وبكل المقاييس”.
والجدير بالذكر أن قرار الاستفتاء عارضته كل من الدولتين “التركية والإيرانية” المجاورتين لإقليم كوردستان، وكان قد شجب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، استفتاء الانفصال الذي أجري في إقليم كوردستان العراق، واصفا إياه بأنه عمل من أعمال الخيانة. وأضاف أردوغان في كلمة ألقاها بالقصر الرئاسي حينها أن كل الخيارات متاحة، من الإجراءات الاقتصادية إلى الخطوات العسكرية البرية والجوية.
وأن تركيا لن تتردد في استخدام الوسائل المتاحة لديها إذا وصل السلام إلى طريق مسدود، وأنه يتمنى أن تعود حكومة إقليم كوردستان إلى رشدها.
واتهم أردوغان رئيس إقليم كوردستان العراق، مسعود بارزاني بالخيانة لمضيه قدما في إجراء استفتاء على الانفصال، محذرا من أن كورد العراق سيتضورون جوعا عندما تمنع تركيا شاحناتها من عبور الحدود.
وهدد إردوغان الذي بث التلفزيون تصريحاته على الهواء مباشرة بإغلاق خط أنابيب ينقل النفط من شمال العراق إلى العالم الخارجي.