بعد أن أطلقت قوات سوريا الديمقراطية عمـ ـلية “تعزيز الأمـ ـن” في ريف دير الزور في الـ 27 من آب الفائت، حاولت أطراف عديدة تحـ ـريف العمـ ـلية عن هدفها الرئيسي وإظـ ـهار أنها حـ ـرب كوردية عربية، وذلك من أجل تشـ ـويه صورة قوات سوريا الديمقراطية وخلق فتـ ـنة بين الكورد والعرب.
ومن بين تلك الأطراف تركيا التي تعادي قوات سوريا الديمقراطية، حيث أمرت الاستخبارات التركية فصيل أحرار الشرقية ومتزعمها أبو حاتم شقرا إرسال مسلحين إلى بلدة ذيبان التي كان يتحصن فيها مسلحون مرتبطون بجهات خارجية وخاصة الحكومة السورية وإيران، مستغلة انحدار أبو شقرا من ريف دير الزور الغربي.
وفي السياق أفادت مصادر مطلعة من ريف دير الزور لـ “فوكس بريس” أن حاتم أبو شقرا تلقى أوامر من الاستخبارات التركية بالتدخل وإرسال مسلحين من فصيله إلى الضفة الشرقية لنهر الفرات باسم العشائر والتنسيق مع نواف راغب البشير متزعم مجموعة أسود الشرقية الموالية لإيران.
ولفت أنه أن حاتم أبو شقرا اجتمع من أجل ذلك مع المدعو أبو جعفر شقرا وآخرين في منتجع بمدينة أورفا الواقعة على الحدود التركية السورية، ومن هناك تواصلوا مع أمير بن نواف راغب البشير الذي يقود مجموعات أسود الشرقية التابعة لإيران في الضفة الغربية لنهر الفرات، وطالبوا مساعدته بإرسال مجموعة تتألف من 30 عنصراً من أحرار الشرقية إلى بلدة ذيبان من أجل مشاركة الدفاع الوطني التابعة للحكومة السورية وأسود الشرقية التابعة لإيران في شن الهجمات على قوات سوريا الديمقراطية ومجلس دير الزور العسكري باسم العشائر العربية.
وبعد الحصول على موافقة ابن نواف راغب البشير، كلف حاتم أبو شقرا كلاً من أبو هاجر وأبو إسماعيل الهلماوي وأبو الهول وهم من عشيرة البكارة ومن المقربين له، بالتنسيق مع مهربين لتهريب عناصر من أحرار الشرقية من المناطق الخاضعة لسيطرة تركيا في ريف مدينة رأس العين وإيصالهم إلى شركة الكهرباء في بلدة المبروكة بريف تل تمر والواقعة على الطريق الدولي، ومنها إلى ريف دير الزور.
ولفتت المصادر أنه جرى نقل المسلحين على شكل دفعات وعبر دراجات نارية، على مدار ثلاثة أيام.
ومن أجل إمدادهم بالسلاح والتنسيق مع مجموعات الدفاع الوطني التابعة للحكومة السورية وأسود الشرقية التابعة لإيران، تم إرسال هؤلاء المسلحين إلى قرية المحيميدة التي تعتبر مقر مشيخة البكارة ومسقط رأس نواف راغب البشير الذي انضم إلى الجيش الحر في بداية الأزمة السورية ومن ثم عاد إلى حضن الحكومة السورية عام 2017 واعترف بأنه كان مخطئاً بخصوص وجهة نظره تجاه الثورة.
وكلف نواف راغب البشير أحد المقربين منه والمدعو منصور السعيد لاستقبالهم وإمدادهم بالسلاح وإرسالهم إلى بلدة ذيبان والتحرك باسم مسلحي عشيرة البكارة.
ولكن عندما توجهت قوات سوريا الديمقراطية وقوات مجلس دير الزور العسكري باتجاه بلدة ذيبان، تلقى عناصر أحرار الشرقية الأوامر من حاتم أبو شقرا الذي ينحدر من بلدة الشقرا بريف دير الزور الغربي، بالانسحاب إلى منطقة الشعيطات ومنها إلى الضفة الغربية لنهر الفرات وتحديداً إلى قرية المحيميدة من أجل ترتيب إعادتهم إلى مناطق الشمال السوري الخاضعة لسيطرة تركيا بالتعاون مع نواف راغب البشير، وذلك لتجنب انكشاف مشاركة الجيش الوطني التابع لتركيا فيما يجري بدير الزور.
وتولى قيادة المجموعة المؤلفة من 30 عنصراً من أحرار الشرقية كلاً من أبو هاجر المعروف بأنه كان عضواً سابقاً في هيئة تحرير الشام قبل انضمامه إلى أحرار الشرقية، وأبو إسماعيل الذي ينحدر من قرية الذخيرة بناحية الخفسة في ريف حلب، وأبو الهول وأبو صالح اللذان ينحدران من قرية الطابية الشامية التي تتبع ناحية موحسن في دير الزور.
وحاتم أبو شقرا يدعى أحمد إحسان فياض الهايس ويُعرف باسم أبو حاتم شقرا نسبة إلى بلدة الشقرا غرب دير الزور التي ينحدر منها، وكان يعمل قبل 2011 بالزراعة وكان أيضاً عامل بناء “طيان إسمنت” بالأردن لفترة وجيزة.
ومع بداية الأزمة السورية انضم إلى حركة أحرار الشام الإسلامية وأصبح بعدها قائداً عسكريّاً فيها، وطُرد منها بعد سيطرة داعش على الرقة بسبب سرقة أموال من حركة أحرار الشام، لينضم إلى جبهة النصرة وتوجه إلى إدلب.
وفي عام 2016، شكل أحرار الشرقية بعد حصوله على دعم خليجي بمبلغ 500 ألف يورو، ومن ثم انضم إلى فصائل الجيش الوطني بقيادة تركيا.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على أحرار الشرقية وحاتم أبو شقرا عام 2021 لوقوفه خلف جريمة اغتيال الأمين العام لحزب سوريا المستقبل السياسية الكوردية هفرين خلف أثناء الهجمات التركية على مدينتي رأس العين وتل أبيض في تشرين الأول عام 2019، وكذلك لارتكابه جرائم قتل بحق العديد من السوريين فضلاً عن وقوفه خلف اختطاف وتغييب المئات من السوريين وفرض الإتاوات على المواطنين في المناطق التي يتواجد فيها.
ويرتبط أبو شقرا بعلاقات قوية مع الاستخبارات التركية، حيث شارك في نيسان عام 2018، في اجتماع مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رفقة آخرين من متزعمي فصائل الجيش الوطني ومن بينهم أبو عمشة سيف بولاد أبو بكر اللذين فرضت الولايات المتحدة الأمريكية مؤخراً عقوبات عليهما أيضاً لارتكابهما العديد من الجرائم بحق السوريين.