قالت مصادر خاصة أن قطر توسطت لدى التحالف الدولي وإيران من أجل تأمين مخرج لإبراهيم الهفل الذي تسبب بالفتنة في الريف الشرقي لدير الزور ولاذ بالفرار لاحقاً إلى الضفة الغربية التي تسيطر عليها الحكومة السورية.
أصدر المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية، قبل أيام بياناً إلى الرأي العام، كشف فيه أن المدعو إبراهيم الهفل هو رأس الفتنة وبات مطلوباً لتسببه في إراقة دماء المقاتلين والمدنيين وتشريدهم، إضافة لتسببه بتخريب المؤسسات الخدمية المدنية وتزعم محاولات إشعال الفتنة بناء على أوامر من الجهات الخارجية، مشيراً أنه لن يتم العفو عن المدعو إبراهيم والمسلحين الدخلاء الذين استجلبهم من غرب الفرات.
وإبراهيم اسمه الكامل “إبراهيم الخليل العبود الجدعان الهفل”، ولم يكن له أي دور في قبيلة العقيدات، إلى أن التقى قيادات أمنية تابعة للمخابرات السورية خلال شهر آب عام 2019، ثم غاب عن الواجهة ليلتقي مؤخراً بالمدعو نواف راغب البشير الذي انضم إلى ما يسمى الجيش الحر في بداية الأزمة ثم توجه وبوساطة إيرانية إلى حضن الحكومة السورية بعد عام 2015 عندما بدأت الكفة تميل لصالح الحكومة السورية في المعارك بعد التدخل الروسي.
ويدير نواف البشير مجموعة مسلحة تسمى أسود الشرقية وهي عبارة عن مجموعة مسلحة موالية لإيران وتروج لأجنداتها في دير الزور الجزء الخاضع لسيطرة الحكومة السورية.
وكلف مدير مكتب الأمن الوطني لدى الحكومة السورية علي مملوك كلاً من إبراهيم الهفل ونواف البشير بإشعال الفتنة في ريف دير الزور الخاضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية وتحريض العشائر العربية ضدها من أجل الاستيلاء على آبار النفط والغاز في المنطقة.
وبالفعل تولى الطرفان عملية إشعال الفتنة عندما أطلقت قوات سوريا الديمقراطية في الـ 27 من آب الفائت عملية “تعزيز الأمن” لملاحقة خلايا تنظيم الدولة الإسلامية والمجرمين والمهربين وتجار المخدرات الذين كانوا يعبرون نهر الفرات من الضفة الغربية ويشنون الهجمات في شمال وشرق سوريا ويدخلون إليها المخدرات ويعملون على تهريب المحروقات والطحين إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية.
إذ تولى إبراهيم الهفل إصدار البيانات المحرضة ضد قوات سوريا الديمقراطية باسم العشائر العربية، في حين تولى نواف البشير إرسال عناصره من أسود الشرقية والسلاح إلى شرقي دير الزور والقتال ضد قسد باسم مسلحي العشائر، ولكن سرعان ما كشفت قوات سوريا الديمقراطية هذا المخطط بحسب ما أعلنه اليوم القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي الذي لفت أنه كان هناك مخططاً كبيراً استهدف دير الزور تعاونت فيه دمشق وأنقرة وطهران.
ومع تضييق الخناق على إبراهيم الهفل ومسلحي نواف البشير في بلدة ذيبان شرقي دير الزور التي يجري تنظيفها الآن من قبل قوات سوريا الديمقراطية، هرب إبراهيم الهفل إلى غرب الفرات.
وفي السياق قالت مصادر خاصة لـ “فوكس بريس” أن قطر تدخلت كوسيط لدى التحالف الدولي وإيران من أجل تأمين مخرج لإبراهيم الهفل إلى قطر.
ولفتت المصادر أن التدخل القطري جاء بعد مطالبة مصعب الهفل شقيق إبراهيم الهفل المتواجد في قطر من السلطات القطرية التدخل من أجل نقل شقيقه إلى قطر.
وأوضحت المصادر أن دمشق رفضت الطلب القطري المرسل عبر إيران لإخراج إبراهيم الهفل إلى قطر، منوهاً أن خروجه إلى قطر سيفضح دور الحكومة السورية في إحداث الفتنة، علاوة على ذلك تريد المخابرات السورية الاستفادة منه لاحقاً من أجل تحريض العشائر العربية شرقي الفرات ضد قوات سوريا الديمقراطية.
كما أشارت المصادر أن المدعو نواف راغب البشير يرفض بشدة إخراج إبراهيم الهفل ونقله إلى قطر، خشية تعرضه للعقوبة من قبل علي مملوك الذي هددهما بالعقاب في حال لم ينجعها في تسعير الفتنة بدير الزور.
وأكدت المصادر أن نواف البشير استغل وجود إبراهيم الهفل في الضفة الشرقية لنهر الفرات وعدم قدرته للوصول إلى الضفة الغربية إلا عن طريق مسلحيه خلال الأيام الماضية، وابتزه من أجل الحصول على الأموال منه، مشيراً أن نواف البشير حصل على مبلغ مليوني دولار من إبراهيم الهفل وشقيقه لقاء تهريبه إلى الضفة الغربية لنهر الفرات.
وبين المصادر أن قطر توسطت لدى إيران من أجل الضغط على نواف البشير من أجل إخراج إبراهيم الهفل من دير الزور ورفع الإقامة الجبرية عنه للوصول إلى قطر عبر العراق.
مؤكداً أن نواف البشير يرفض بشدة خروجه كي لا يتحمل المسؤولية أمام عوائل القتلة من المسلحين الذين أرسلهم إلى الضفة الشرقية لقتال قوات سوريا الديمقراطية، وكذلك كي لا يتحمل بمفرده مسؤولية فشل مخطط المخابرات السورية في تحريض العشائر العربية ضد قوات سوريا الديمقراطية.
ويشار أن القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، قد أكد اليوم في أول تصريح له لوسائل الإعلام عن ما جرى في دير الزور، قد قال بأن الحكومة السورية اعترفت سابقاً بمخططها الحالي لإخراج قوات سوريا الديمقراطية والسيطرة على دير الزور.
وأكد إن الإعلام الموالي للحكومتين السورية والتركية قد ضخما الأوضاع بدير الزور في إطار مخطط مشترك بين الحكومتين، وقال بأنهم سيكشفون تفاصيل هذا المخطط قريباً.
ولفت إن أطراف استخباراتية تابعة للحكومة السورية تقف خلف هذه الأوضاع وكانت هناك أموال وأسلحة ترسل إلى شرق الفرات، وأن من يقاتل كانوا أحرار الشرقية.