يشرف مدير مكتب الأمن الوطني لدى الحكومة السورية، علي مملوك بشكل مباشر على خلق الفتـ ـنة في دير الزور، وذلك بر شخصيات عشائرية بتعاون مع الاستـ ـخبارات التركية.
بعد أن أطلقت قوات سوريا الديمقراطية في الـ 27 من آب الفائت، عملية “تعزيز الأمن” في ريف دير الزور سارت العملية وفق ما هو مخطط لها لملاحقة خلايا تنظيم الدولة الإسلامية وتجار المخدرات والمهربين والمجرمين، ولكن سرعان ما حاولت العديد من الأطراف حرف مسار العملية وخلق فتنة كوردية عربية وتحريض العشائر العربية على قوات سوريا الديمقراطية، مستغلة عزل قسد لقائد مجلس دير الزور العسكري المدعو أحمد الخبيل المعروف باسم “أبو خولة”.
أهالي دير الزور الذين ضاقوا ذرعاً بممارسات أبو خولة الذي كان يستغل منصبه في ترهيب الأهالي والسيطرة على مقدراتهم، فرحوا بعزل أبو خولة واعتقاله، ولكن البعض من المستفيدين من أبو خولة حملوا السلاح إلى جانب تجار المخدرات والمهربين الذين استهدفتهم العملية، فحاولت العديد من الأطراف استغلال هؤلاء من أجل خلق الفتنة بين العرب والكورد عبر الادعاء بأن العملية تستهدف العرب رغم أن القوات المشاركة في العملية من قوات سوريا الديمقراطية هم أبناء الشعب العربي أنفسهم.
وأشرف مدير مكتب الأمن الوطني لدى الحكومة السورية علي مملوك الذي ينحدر من عائلة مهاجرة من لواء اسكندرون، الإشراف بشكل مباشر على مخطط خلق الفتنة بين العرب والكورد، عبر عدة شخصيات تنحدر من دير الزور.
والشخصيات التي أوكل مملوك لها مهمة إمداد المسلحين بالسلاح وإدخال المسلحين من الضفة الغربية لنهر الفرات، هم كل من “ثامر جدعان الهفل، إبراهيم، جدعان الهفل، ونواف راغب البشير”. وهذا الأخير معروف أنه كان من أتباع حزب البعث ثم انشق في بداية الأزمة وانضم إلى الجيش الحر ومن ثم لاحقاً توجه إلى الحكومة السورية ويشرف حالياً على مجموعات الدفاع الوطني المدعومة من إيران في الضفة الغربية لنهر الفرات في منطقة دير الزور.
هذه الشخصيات الثلاث كانت تتلقى التعليمات من علي مملوك لإدارة إحداث الفتنة في دير الزور وتحريض العشائر العربية ضد قوات سوريا الديمقراطية التي تتواجد منذ 4 سنوات ونصف في دير الزور دون أن يشتكي منها أحد.
وقالت مصادر مقربة من هذه الشخصيات، أن علي مملوك قد وبخ ثامر وإبراهيم الهفل ونواف البشير، لفشلهم في تحريض جميع عشائر دير الزور ضد قسد، خصوصاً بعد أن استكملت قسد عملية تمشيط مناطق العزبة والبصيرة والشحيل وتطويق ذيبان والصور.
وفي ذات السياق، كشفت مصادر أمنية من شمال وشرق سوريا، أن المخطط المخابراتي الذي شاركت فيه العديد من الأطراف الإقليمية، فشل في تحقيق أهدافه.
وأوضح أن المخابرات الإيرانية أيضاً شاركت في تقديم الدعم والمشورة لتنفيذ المخطط، وقال إن المخابرات التركية أيضاً شاركت في المخطط عبر إرسال عناصر تابعة لها إلى ريف دير الزور للمشاركة بشكل مباشر في القتال ضد قسد والادعاء بأنهم من أبناء المنطقة.
ولفتت مصادر مقربة من الهفل والبشير، أن هؤلاء الثلاثة، استنجدوا بالقوات الروسية بعد فشل مخطط علي مملوك الذي هددهم بالتصفية في حال لم يحققوا نتائج ملموسة خلال الـ 24 ساعة القادمة، مشيراً أنهم طلبوا الحماية من القوات الروسية والتوسط لدى علي مملوك من أجل عدم معاقبتهم بعد فشل مخططهم في إحداث الفتنة في دير الزور.
وقالت المصادر الأمنية في شمال وشرق سوريا، أن هناك انهياراً متسارعاً لمعنويات المسلحين والخلايا التي تم إدخالها إلى المنطقة عبر ثامر وإبراهيم الهفل ونواف راغب البشير، مشيداً أن قسد ماضية في عملية الحسم غداً.
وهذه ليست المرة الأولى التي تحاول استخبارات الحكومة السورية خلق فتنة بين الكورد والعرب من أبناء دير الزور، ففي عام 2004 استغلت الاستخبارات التركية شجاراً بين مشجعي ناديي الفتوة من دير الزور والجهاد من مدينة القامشلي لتحريض العرب من أبناء دير الزور ضد الكورد، حيث قتل في تلك الأحداث ما يزيد عن 38 شاباً كوردياً، كما اعتقلت الأجهزة الأمنية لدى الحكومة السورية آلاف الشبان.
وحينها فشل مخطط الفتنة بفضل حكمة بعض شيوخ ووجهاء العشائر العربية والكوردية الذين أدركوا مخطط الفتنة ولم ينجروا إلى مخططات استخبارات الحكومة السورية.
وكما فشل مخطط الفتنة عام 2004 فأنه يسير في طريقه إلى الفشل الآن في دير الزور أيضاً.