أصدرت القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية، اليوم، بياناً كتابياً للرأي العام، حيال التطورات المتسارعة لعملية قواتها “تعزيز الأمن” وجاء في نصه:
“أطلقت قوّاتنا عملية “تعزيز الأمن” ضد خلايا تنظيم داعش والعناصر الإجرامية، ولكن فيما بعد، تدخلت قوى خارجية مختلفة وأرادوا أن يستغلوا هذه العملية كفرصة بالنسبة لهم لتحقيق مخططاتهم. خاصة في الأيام الثلاث الأخيرة الاشتباكات التي تجري فيما بين قوات سوريا الديمقراطية والمجلس العسكري لدير الزور من جهة والمسلحين المرتزقة المرتبطين ببعض الأجهزة الأمنية التابعة للنظام من جهة أخرى. هؤلاء المرتزقة عبروا إلى المنطقة عبر نهر الفرات وخط الصالحية وحاولوا خلق الفتنة والنزاع بين شعب المنطقة، ودعائياً يحاولون تقديم صورة أنّ هذه الاشتباكات هي اشتباكات بين قوّات سوريا الديمقراطية وشعب دير الزور. هذه دعاية إعلامية كاذبة لا صحة لها، خاصة أنّ عملية تعزيز الأمن تمت بناءً على طلب شعب دير الزور وشيوخ ووجهاء العشائر وهم مطلعون على مجرياتها. ليس هناك أي خلاف أو أي مشكلة بين شعب دير الزور وقواتنا، قوات سوريا الديمقراطية. على العكس، الجميع على علم بأنّ قسد هي القوة التي حررت شعب المنطقة من ظلم داعش وهي التي تحميه وتحقق الأمن والاستقرار إلى يومنا هذا.
هذه الدعايات المتعمدة التي تحاول إظهار ما يجري على أرض الواقع بأنها حرب بين قواتنا والعشائر العربية ليس لها أي هدف سوى خلق الفتنة وكسر وحدة قوات سوريا الديمقراطية وشعب المنطقة. كما تحاول بعض الأطراف المعادية عرض هذا الأمر وكأنه خلافٌ بين الكرد والعرب. هذه لعبة مستمرة منذ بداية ثورة سورية، فقد حاولوا دائما تغيير مسار الثورة وإظهارها كحرب بين الأديان والمذاهب والقوميات.
كما حاولت وعملت الكثير من الأطراف إظهار حرب قوات سوريا الديمقراطية ضد داعش وكأنها حرب بين الكرد والعرب، وقد استمرت سياساتهم هذه إلى يومنا الراهن، لكن في الواقع الشعب العربي ليس له أيّ خلاف مع الشعب الكردي ولا خلاف للشعب الكردي مع الشعب العربي. بل أنهما يعيشان معاً بشكلٍ آمن وبكامل الاستقرار لسنين طويلة. كما أن جميع مؤسسات الإدارة الذاتية وقوّات سوريا الديمقراطية التي مر ثمانية أعوام على تأسيسها بجميع بنات وأبنائها العرب والكرد والسريان والأرمن يقاتلون جنباً إلى جنب، وقد سالت دماؤهم الطاهرة على هذه الأرض حتى تمكنت من تحرير مناطقها من أيدي المرتزقة. قسد في الأساس هي الدليل الأقوى الذي يثبت وحدة شعب المنطقة وعلى وجه الخصوص دليل على وحدة الشعب العربي والكردي. لذا وبمثل هذه الدعايات التي لها نوايا سيئة يحاولون اللعب بمشاعر شعب المنطقة وتحريضه ضد بعض. نحن على ثقة بأن شعبنا على دراية بمثل هذه الألاعيب وموقف قسد تجاه ذلك هو حماية المنطقة بجميع مكوناتها وهذا أكبر جواب ضد كل هذه الفتن والألاعيب.
كما أن الاحتلال التركي ومرتزقته أيضاً يحاولون تقييم هذا الوضع كفرصة لهم، لذا هاجموا من خمسة محاور على خطوط الحماية لمجلس منبج العسكري. لكن مقاتلي المجلس العسكري حاربوا ببسالة وأفشلوا جميع الهجمات كما تمكنوا من السيطرة على مجموعة من المرتزقة الذين تمكنوا من الوصول إلى نقطة للمجلس ومن خلال هجوم مضاد قاموا بتمشيط هذه القرية وألحقوا خسائر فادحة بمرتزقة الاحتلال التركي. يعتبر هذا أكبر جواب لقسد ضد كل من يحاول استفزاز شعب المنطقة وأمنها.
بناءً على ذلك، نناشد شعب المنطقة، وعلى وجه الخصوص شعبنا في دير الزور بأن لا ينجر وراء هكذا فتن وألاعيب. قوّات سوريا الديمقراطية هي قوة حماية جميع شعب المنطقة، كما أن الاشتباكات الجارية هي بين قوات سوريا الديمقراطية ومرتزقة الاحتلال التركي وعناصر تابعة لجهات أمنية للنظام، وليس هناك أي خلاف بين قسد وعشائر المنطقة ونحن على تواصل دائم معهم، حيث إننا نقوم بكل هذه التضحية فقط وفقط في سبيل تعزيز أمن واستقرار وسلام شعب المنطقة. قسد لن تتوانى عن تأدية مهامها في حماية المنطقة من شتى الهجمات المعادية لوحدة شعبها واستقرارها”.