تشهد محافظة دير الزور مؤخراً توتراً أمنياً وحالة استنفار للقوات الأمنية “قسد” هناك بعد إعلان الأخيرة عن البدء بحملة “تعزيز الأمن” لتطهير المنطقة من خلايا داعش النائمة، لتشمل أيضاً قيادات من مجلس دير الزور العسكري وتجار المخدرات وتحويل العملية الأمنية إلى داخلية وخارجية، ولا تزال الأوضاع الأمنية غير مستقرة هناك، حيث تتصاعد الأصوات بين المواقف الداعية للتهدئة وبين جهات أخرى تشعل نار الفتنة في المنطقة.
وبدأت ملامح التوتر الأمني في الـ20 من الشهر الجاري، حيث تداول نشطاء وصحفيون أنباء عن استنفار أمني كبير لقوات سوريا الديمقراطية في محيط سجن الصناعة الذي يحتجز الآلاف من عناصر “داعش”، لتتداول منصات على التواصل الاجتماعي أن السجن يشهد استعصاءً لعناصر التنظيم، فيما قالت بعض المنصات الأخرى إن سيارة مفخخة دخلت الحسكة، لتعلن “قسد” بعدها عن إطلاق عملية أمنية تحت مسمى “تعزيز الأمن”.
وكانت قد ذكرت “قسد” عبر بيان لها أن الحملة جاءت بعد مطالب شيوخ العشائر بتطهير المنطقة من خلايا داعش التي ترتكب جرائم كل حين، وكانت الحملة بدعم ومساندة التحالف الدولي لمنع داعش من ارتكاب جرائم وعمليات تخريبية أخرى محتملة، واستهدفت الحملة أيضاً شخصيات ساهمت بتوتر الأوضاع، حيث أعلنت “قسد” مؤخراً عن توقيف قائد مجلس دير الزور العسكري المنضوي ضمن صفوف “قسد”، أحمد الخبيل المعروف باسم أبو خولة والمنحدر من دير الزور، وظهر أمس أعلنت “قسد” عزل أبو خولة “بسبب ارتكابه العديد من الجرائم والتجاوزات المتعلقة بتواصله والتنسيق مع جهات خارجية معادية للثورة، وارتكاب جرائم جنائية بحق الأهالي والاتجار بالمخدرات” ليكون ذلك أول إعلان رسمي من قسد حيال مصير أبو خولة الذي كثر الحديث عنه مؤخراً وبات مثيراً للجدل.
وهنا وفي صدد كل هذه الأحداث تستغل أطراف أخرى الأوضاع الأمنية في دير الزور وتحاول صب الزيت على النار لتشعل نار الحرب من جديد، حيث تلعب المجموعات الإيرانية المتواجدة بدير الزور وقوات الحكومة السورية دوراً كبيراً في تصاعد التوترات وتسعى لخلق حالة حرب هناك، وهناك معلومات اطلعت عليها “فوكس برس” تفيد بأن الأحداث الجارية في مدينة دير الزور تتم بدعم من مخابرات الحكومة السورية والحرس الثوري الإيراني، وبحسب المعلومات الواردة فأن “حسام لوقا” رئيس المخابرات العامة “أمن الدولة” والحرس الثوري الإيراني وأبو خولة عقدوا اجتماع قبل هذه الأحداث.
والمعلومات أفادت أن اجتماع الثلاث تم الاتفاق من خلاله على عدد من البنود منها: “خلق فوضى في مناطق الإدارة المدينة في دير الزور وإظهار الصورة بأن قسد والتحالف ليسوا قادرين على حماية المنطقة، فتح ممرات لخلايا داعش لاستهداف نقاط قسد وارتال التحالف الدولي في دير الزور، تهريب البترول والمخدرات ونشرها في مناطق الإدارة المدنية، الاجتماع عُقد في مقر أمن الدولة في دير الزور الكائن في حي “الفيلات”.
وكان قد تحدث مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن حول احمد الخبيل قائلاً: “أبو خولة كان على تواصل مع النظام السوري وقوات نواف البشير (عراب التجنيد للقوات الإيرانية في المنطقة الشرقية من سوريا) وكان ينسق خط تواصل بين أبو خولة وقوات طهران، واعتبر ان قرار قسد بعزله عن منصبه قرار صائب”.