فرضت الولايات المتحدة، يوم الخميس، عقـ ـوبات على ثلاثة قياديين في فصـ ـائل الجيـ ـش الوطني التابع لتركيا في سوريا، هم كل من محـ ـمد الجـ ـاسم الملقب بـ”أبو عمـ ـشة” قائد فصـ ـيل لواء سلـ ـيمان شاه المعروف بـ “العمـ ـشات” وشقيقه وليد حسين الجـ ـاسم، وقائد فصـ ـيل فرقة الحمـ ـزات المدعو سيـ ـف بولاد أبو بكر، وهذا الأخير له سجل أسـ ـود في الجـ ـرائم سواء عندما كان واليـ ـاً لدى تنـ ـظيم الـ ـدولـ ـة الإسـ ـلامـ ـية في الباب أو بعد تحوله إلى قيادي لفصـ ـيل تركماني تابع لتركيا ما يجعله هد.فاً محتملاً للقوات الأمريكية.
والمعروف أن فرقة الحمزة أو “الحمزات” كما يعرفها السوريون في المناطق الخاضعة لسيطرة تركيا ومتزعمها سيف بولاد “أبو بكر”، تورط في ارتكاب جرائم حرب وعمليات خطف وتعذيب واغتصاب النساء، والاعتداء على الأطفال ضمن سجون سرية تقع في مدينة عفرين، خاضعة بشكل مباشرة لإشراف وسيطرة جهاز المخابرات التركية والجيش التركي.
وسيف أبو بكر، ذو سوابق وله سجل حافل، في فترة سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” على ريف حلب ، حيث تم تعينه كوالي ومسؤول عسكري في مدينة الباب وهو متهم بخطف وتعذيب وقتل المئات من السوريين، وبالتورط في جرائم ضد الإنسانية بحق الأهالي، وقد عمل في تجارة العوائل والمختطفين، واحتجازهم، بعد أن انشق عن التنظيم وهرب إلى تركيا.
ويتمتع أبو بكر بعلاقات قوية مع جهات تركية رسمية، ففي نيسان 2018، حضر مع قادة فصائل الجيش الوطني بينهم حاتم أبو شقرا المدرج على لائحة الإرهاب الأمريكية، اجتماعاً مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وكلف الرئيس التركي أردوغان، أبو بكر بإيصال رسائل لعوائل تنظيم الدولة الإسلامية بأن تركيا ستسيطر على بلدة تل رفعت في ريف حلب وستسكنهم فيها، حيث حدث اللقاء بين أبو بكر وعائلات التنظيم في الأول من أيار عام 2018 بمدينة إعزاز، أي بعد أقل من شهر من لقاءه أردوغان.
والحمزات المعروف بأنه فصيل تركماني هو أحد أكثر الأذرع التركية نفوذاً في المناطق السورية الخاضعة لسيطرة تركيا ويعتبر إلى جانب أبو عمشة وحاتم أبو شقرا أكثر الفصائل تطرفاً وتطبيقاً للمخططات التركية في سوريا وخصوصاً لناحية استهداف الكورد.
وعرف عناصر الحمزات بتطرفهم خلال السنوات الماضية، وتؤكد التقارير إنّه أحد أكثر الفصائل إجراما، والأكثر تنفيذا لعمليات اختطاف المدنيين وتعذيبهم.
من هي فرقة الحمزة؟
تنتشر فرقة الحمزة، في المناطق الخاضعة لسيطرة تركيا في شمال سوريا، وتعتبر واحدة من أكثر الجماعات المسلحة التي تعتمد عليها تركيا في هجماتها التي شنتها داخل الأراضي السورية واحتلال المدن، وفي تجنيد المرتزقة والقتال لصالح تركيا في ليبيا وفي أذربيجان.
أسست تركيا فرقة الحمزة في نيسان 2016، باندماج ألوية عدة من الجيش الحر (الحمزة – ذي قار – رعد الشمال – مارع الصمود – المهام الخاصة، لواء سمرقند)، بهدف إدراجها ضمن برنامج الدعم الأمريكي للفصائل السورية المسلحة، ضمن “غرفة عمليات حوار كلس”. وغالب عناصر هذه الفرقة كانوا أمراء وعناصر سابقين في تنظيم الدولة الإسلامية داعش، وبينهم قائدهم سيف أبو بكر، الذي منحته تركيا جنسيتها.
وكان المقر الرئيسي للفرقة في البداية بلدة مارع، في الريف الشمالي لحلب، وقد انتقل فيما بعد إلى بزاعة.
في آذار 2017، أوقفت واشنطن الدعم المقدم لفرقة الحمزة، و”فرقة المعتصم”، و”اللواء 51″ ، بعد تردد الكثير من التقارير عن تحالف هذه التشكيلات مع جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، ومع تنظيم الدولة الإسلامية.
لكن تركيا واصلت تقديم الدعم لهذه التنظيمات، التي كانت تمول بدرجة أساسية من قطر، وفي أيلول 2017، أعلنت فرقة الحمزة عن افتتاح أول كلية عسكرية لتدريب المسلحين في ريف مدينة الباب.
وأعلنت الفرقة في نهاية العام 2017، عن انخراطها في “الجيش الوطني” الذي شكلته تركيا لتندرج تحت تقسيم “الفيلق الثاني” التابع لـ”الجيش الوطني”.
الفرقة شاركت في ثلاث هجمات رئيسية استهدف بلدات سورية، وهي هجمات 2016 تمكنت القوات التركية من احتلال 3 مدن رئيسية شمال سوريا وهي (جرابلس، الباب، اعزاز) وهجمات 2018 تمكنت خلالها تركيا من احتلال مدينة عفرين وتهجير نصف مليون من سكانها، وهجمات 2019 تمكنت عبرها القوات التركية من احتلال مدينتي تل أبيض ورأس العين وتهجير 350 ألفا من سكانها.
كما أرسلت تركيا المئات من مسلحي فرقة الحمزة إلى ليبيا، وعلى رأسهم قائد الفرقة سيف أبو بكر وكان لهم دورا رئيسيا في تجنيد المرتزقة السوريين وارسالهم الى ليبيا للقتال الى جانب حكومة الوفاق، لقاء مبالغ مالية كبيرة. كما وكانت فرقة الحمزة ضمن المرتزقة الذين شاركوا في القتال الى جانب القوات الأذربيجانية لاحتلال آرتساخ.
من هو سيف أبو بكر:
سيف بولاد أبو بكر كان تنظيم داعش قد عينه والياً على مدينة الباب أثناء سيطرتهم على المدينة، قبل ذلك كان أبو بكر ضابطاً في الجيش السوري، برتبة ملازم أول، وهو من منطقة بزاعة في ريف الباب.
ونُشر على موقع اليوتيوب فيديو لسيف بولاد أبو بكر أثناء تزعمه لداعش في الباب برتبة “والي”، حيث يقوم بتهديد الشعب الكوردي بالذبح في حال لم “يتوبوا”. حيث يعود الفيديو إلى عام 2014 في أحد الجوامع بمدينة قباسين.
وشارك سيف أبو بكر، في عمليات تعذيب المعتقلات، واغتصابهن، إذ روت مختطفات كيف أن النساء تعرضن للاغتصاب في سجن سجري يعود للحمزات وبوجود أبو بكر، وتصويرهن وهن عرات.
ولم يكن لأحد أن يعلم بهذا السجن السري واغتصاب النساء فيه، لولا أن تم اقتحام سجن الحمزات من قبل متظاهرين غاضبين من ريف دمشق مستوطنين في عفرين يوم 28 أيار عام 2020 بعد محاولة الحمزات السطو على محل يديره مستوطن من ريف دمشق.
وأثيرت ضجة عارمة بعد العثور على 11 امرأة (بعضهن عاريات) وطفلين أحدهما رضيع داخل سجن سري لفصيل الحمزات، إضافة لمعتقلين آخرين لدى “فرقة الحمزات”.
وأصدر أهالي دمشق وريفها في شمال سوريا بياناً يطالب فيه بتوضيح سبب وجود نساء عاريات في معتقلات الفرقة وكذلك طالب بإزالة كافة مقرات الحمزات من مدينة عفرين.
الآن وبعد أن أصبح والي داعش السابق في الباب والحامل للجنسية التركية وقائد الفصيل التركماني المتهم بارتكاب جرائم حرب في سوريا، على قائمة العقوبات الأمريكية، هل يصبح هدفاً لطائرات التحالف الدولي؟