في الوقت الذي ترفـ ـض فيه الدول استعادة رعا.ياها من أفراد عائلات معـ ـتقلي عنـ ـاصر تنـ ـظيم الـ ـدولـ ـة الإسـ ـلامـ ـية من مخيم الهول في شمال وشرق سوريا إلى بلادهم، خشـ ـية تطـ ـرفهم، تواصل روسيا بوتيرة عالية إعادتهم، وبحسب المعلومات فأن روسيا تجنـ ـدهم ضمن مجمـ ـوعة فاغـ ـنر.
منذ أن بدأت قوات سوريا الديمقراطية باستعادة المدن والمناطق السورية من تنظيم الدولة الإسلامية وصولاً إلى استعادة آخر معاقله في بلدة الباغوز في آذار عام 2019، سلم الآلاف من عناصر التنظيم أنفسهم لقوات سوريا الديمقراطية رفقة عائلاتهم، حيث تم نقل المعتقلين إلى مراكز الاحتجاز فيما تم نقل أفراد عائلات معتقلي عناصر التنظيم إلى مخيمي الهول في ريف الحسكة وروج في ريف المالكية.
ويتركز تواجد أفراد عائلات عناصر التنظيم في مخيم الهول، حيث ما زال يتواجد في المخيم حتى الآن أكثر من 54 ألف شخص غالبيتهم من نساء وأطفال عناصر التنظيم والمنحدرين من أكثر من 50 دولة، موزعين في قطاعات أخطرهم قطاع المهاجرات الذي يضم نساء التنظيم من جنسيات أجنبية.
ويضم قطاع المهاجرات نحو 8 آلاف امرأة وطفل وهم يعتبرون من أخطر أفراد عائلات التنظيم كون العديد من نساء التنظيم كان يشغلن مواقع أمنية وعسكرية لدى التنظيم، مثل حسبة المرأة والتي كانت بمثابة شرطة نسائية لدى التنظيم، وكن يشرفن على سجون النساء وتعذيبهن وبعضهن متخصصات في تلقينهن فكر التنظيم، وتعمل هذه النساء على تدريب الأطفال ضمن المخيم وفق فكر التنظيم.
وأمام هذا الوضع ترفض غالبية الدول التي لها رعايا ضمن مخيم الهول إعادتهم إلى بلدانهم، كونها تخشى على أمنها من تطرف هؤلاء واحتمالية أن يقدموا تنفيذ أعمال إرهابية في المستقبل خصوصاً الأطفال منهم الذين يتم تلقينهم فكر التنظيم.
ولكن روسيا الاتحادية هي استثناء من بين كل الدول، حيث تعمل بين الحين والآخر على إعادة دفعات من نساء وأطفال عائلات التنظيم إلى روسيا.
وأعادت روسيا ما بين عامي 2018 و 2021 ما لا يقل عن 341 شخصاً بينهم العديد من الأيتام، وفي عام 2022 أعادت ما لا يقل عن 200 شخص جلهم من أيتام عناصر التنظيم الذين فقدوا والديهم في الحرب، وفي العام الجاري أعادت عدة دفعات كان آخرها دفعة ضمن 49 امرأة وطفل.
وعلى الرغم من أن روسيا تتباهى أمام المجتمع الدولي بأنها تعيد رعاياها من الذين انخرطوا في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية إلا أن حقيقة ما يجري مخالف تماماً لما تروج له موسكو.
وتقول المعلومات الواردة من روسيا، أن موسكو تجند أطفال التنظيم وخصوصاً اليتامى الذين لا يملكون أقارب والذين أعادتهم من مخيم الهول صالحها، عبر الزج بهم ضمن مجموعة فاغنر التي تقاتل من أجل مصالح روسيا في العديد من الدول حول العالم.
وتتولى فاغنر تدريب هؤلاء الأطفال عسكرياً ونقلهم إلى بؤر الصراع التي تقاتل فيها سواء كانت في أوكرانيا أو الدول الأفريقية أو حتى سوريا نفسها.
وروسيا ليست استثناءاً في هذا، فجميع القوى العظمى التي تتشدق بحقوق الإنسان وحتى المنظمات الإنسانية ومنظمات الأمم المتحدة تستخدم ملف مخيم الهول وفق مصالحها، سواء كانت تلك المصالح تتضمن تجنيد هؤلاء الأطفال أو لتحقيق المنفعة المادية، دون أن تسعى لإيجاد حل دائم لمعضلة مخيم الهول الذي يصفه المراقبون بأنه أخطر مخيم في العالم نظراً للكم الكبير من أفراد عائلات عناصر تنظيم الدولة الإسلامية.
ورغم مناشدات قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا منذ القضاء على التنظيم في آخر معاقله بإيجاد حل دولي لملف معتقلي عناصر التنظيم وأفراد عائلاتهم المتواجدين في مخيم الهول، سواء بإعادتهم أو محاكمتهم أو إنشاء مراكز لإعادة دمج الأطفال والنساء مع المجتمع، إلا أن المجتمع الدولي والدول التي لها رعايا لا يحركون ساكناً، حتى أن العديد من الدول مثل بريطانيا سحبت الجنسية من رعاياها حتى لا تعيدهم أبداً.
وأمام هذا الوضع أعلنت الإدارة الذاتية في نيسان الفائت عزمها عقد محاكمات لعناصر التنظيم وفق قوانين الإرهاب المحلية والدولية، وطالبت المجتمع الدولي بتقديم الدعم لها، وقالت إن المحاكمات ستجرى بشكل علني ويمكن للإعلام والحقوقيين المشاركة فيها وحضورها.
ولكن رغم ذلك ما زال المجتمع الدولي يلتزم الصمت، حيث تحاول الدول بمختلف الأشكال الاستفادة من هؤلاء من أجل تحقيق مصالحها دون أي اعتبار لحجم الخطر الكبير الذي يشكلونه على سوريا والعراق.