رفعت تركيا من وتيرة ترحيل اللاجئين السوريين قسراً من تركيا إلى مناطق سيطرتها في سوريا، تحت اسم “العودة الطوعية” حيث تتفاقم مأساة اللاجئين السوريين في تركيا، حيث يخاف السوريين المقيمين بتركيا والذين يمتلكون أوراق نظامية ويقيمون بشكل نظامي من خطر الترحيل بين ليلة وضحاها، حيث تحدث عملية الترحيل بشكل عشوائي وقسري.
وعدا عن كل هذا المرحلون اجبارياً لا يملكون خيار العودة لعوائلهم ومدنهم الأصلية، بل تجبرهم تركيا إلى إسكانهم في المستوطنات التي بنتها في مناطق سيطرتها في سوريا، ومؤخراً تداولت وسائل الإعلام عن محنة المرحلين قسراً من تركيا إلى مدينة تل أبيض شمالي الرقة الواقعة تحت سيطرة تركيا والفصائل الموالية لها، حيث عبر المرحلون عن سخطهم من ما فعلته السلطات التركية بهم، حيث تم رميهم بشكلٍ عشوائي إلى شوارع المدن دون مأوى ولا يسمحون لهم بمغادرة المدينة، ومجمل المرحلون من محافظات سورية مختلفة ولا أحد فيهم من سكان مدينة تل أبيض، وكان قد أطلق المرحلون نداء استغاثة جراء ترحيلهم تعسفيا وإجبارهم على المكوث في المدينة الواقعة تحت سيطرة تركيا.
ولا تقتصر معاناة المرحلين فقط على الترحيل، بل يتعرض المرحلون إلى معاملة سيئة من قبل الفصائل الموالية لتركيا في سوريا، حيث يتم سجن وضرب والمرحلين وإهانتهم وأخذ أوال طائلة منهم فقط ليخلو سبيلهم دون وجود سبب أو جرم للمرحلين، وكان قد تحدث أحد المرحلين “عبد الرحمن عيسى” من تركيا إلى مدينة تل أبيض عن ما عانوه لوسائل إعلامية: “رغم اعتراضنا بأننا لسنا من تل أبيض ولا نعرف أحداً هناك، رفضوا، وقالوا بالحرف الواحد: سترحلون غصباً إلى بوابة تل أبيض”. وأوضح عيسى أنه تنقل بين سجون عدة، تابعة لإدارة الهجرة في تركيا، اعتباراً من نهاية العام الماضي، وآخرها كان في شانلي أورفا حتى رحّل منتصف الشهر الماضي برفقة 127 شخصاً آخرين إلى تل أبيض.
ويشير إلى أن من تبقى من عائلته في تركيا لا تستطيع الخروج من المنزل، خوفاً من الترحيل. ويوضح أن أطفاله الثلاثة الموجودين في تركيا أحدهم مريض بالقلب، ويحتاج إلى عملية، والآخر مريض في الأمعاء وتلزمه عملية جراحية بشكل عاجل، لكن لا يستطيعون القيام بأي عمل جراحي لعدم حملهم بطاقة الحماية المؤقتة “الكملك” التركية، وذلك بعد رفض السلطات منحها لهم.
وتأتي هذه الانتهاكات في سلسلة ترتيب تركيا في تغيير ديمغرافية المناطق التي تسيطر عليها، حيث تتعمد تركيا إلى تهجير السكان الأصليين من المدن وتوطين أخرين قسراً مكان السكان الأصليين، وفي مستوطناتها التي تزداد عددها يوماً بعد يوم.
وكان قد أدلى معبر تل أبيض عن أعداد المرحلين من المعبر من شهر حزيران حتى الآن، بلغ عدد المرحلين من معبر تل أبيض 1838 شخصاً. كما أفاد معبر باب السلامة بأن عدد المرحلين خلال الشهر الماضي بلغ 2236 شخصاً، في حين تفيد إحصائيات معبر باب الهوى عن ترحيل 1207 أشخاص خلال الشهر الماضي.