وسط صمت الحكومة السورية، تواصل تركيا بناء جدار عازل في عمق الأراضي السورية الخاضـ ـعة لسيـ ـطرتها بهدف فصلها وضمها إلى الأراضي التركية، كما فعلت ذلك سابقاً في خضم الأزمـ ـة السورية.
لم تعد نوايا تركيا تجاه سوريا خافية على أحد، فهي تريد السيطرة على الشمال السوري كاملاً مستخدمةً الائتلاف السوري والجيش الوطني التابع لها كحصان طروادة في تطبيق مخططها هذا، فتركيا ترى في محافظات حلب واللاذقية وأجزاء من الرقة ودير الزور والواقعة شرق نهر الفرات جزءاً من ميثاقها الملي بالإضافة إلى محافظات كركوك والموصل وزاخو وهولير والسليمانية، وتضع المخططات للوصول إلى حدود هذا الميثاق عبر شتى الطرق.
وفي السياق، بدأت السلطات التركية، مؤخراً بتجهيز الأرضية لإنشاء جدار عازل من الكتل الخرسانية، بطول 5 كم وارتفاع 3 أمتار، يمتد من قرية كيمار جنوب مدينة عفرين الخاضعة لسيطرة تركيا وفصائل الجيش الوطني التابعة لها، وصولاً إلى قرية براد، وأنهت حتى الآن وضع تلك الكتل الخرسانية على طول 2 كم وما تزال عمليات وضع الكتل الخرسانية مستمرة حتى اللحظة.
ويأتي بناء الجدار العازل، استكمالاً لبناء الجدار العازل الذي باشرت السلطات التركية فيه اعتباراً من نيسان عام 2019، حيث بدأت أعمال إنشاء الجدار من كيمار إلى براد في ناحية شيراوا التابعة لمدينة عفرين ومن قرية مريمين وحتى جلبرة في ناحية شران.
ويرى المتابعون للوضع أن تركيا تسعى عبر بناء الجدران العازلة، إلى قضم الأراضي السورية التي باتت خاضعة لسيطرتها في ظل استمرار سياساتها بتتريك المنطقة بعد أن عينت عليها والياً تركيا وأدخلت فروع جامعاتها وبريدها وشركات كهرباءها إليها، فضلاً عن فرض التعامل بالعملة التركية بدلاً من السورية، إلى جانب تدريس الطلبة اللغة التركية ورفع الأعلام التركية فيها وإنشاء المراكز الثقافية التركية، وأطلاق تسميات تركية على المدارس والشوارع والساحات الرئيسية في المدن.
وعملية بناء الجدران العازلة ليست مخططاً جديداً، بل بدأته تركيا منذ بداية عام 2015، حيث بدأت ببناء الجدار من أقصى شمال وشرق سوريا في قرية عين ديوار التابعة لناحية المالكية في محافظة الحسكة حتى آخر الحدود السورية التركية.
وخلال عمليات بناء الجدار، قامت تركيا بسلخ مئات الكيلومترات من الأراضي السورية مستغلة ضعف الحكومة السورية، حيث تم بناء الجدار داخل الأراضي السورية لمسافات كانت تصل إلى نحو كيلومتر في عمق الأراضي السورية.
ولم تتحرك الحكومة السورية حينها وهي ما زالت صامتة حتى الآن حيال اقتطاع أراضي مواطنيها من قبل السلطات التركية.