بدأت الأصوات في الشمال السوري الخاضع لسيطرة تركيا، تتعالى تنديداً بما يتعرض له اللاجئون السوريون في الداخل التركي من مضايقات ومعاملة عنصرية وترحيل قسري.
فبعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت في تركيا أيار الفائت، بدأت السلطات التركية بشن حملة دهم واعتقالات ضد اللاجئين السوريين المقيمين على الأراضي التركية سواء الذين يحملون بطاقة الحماية المؤقتة، أو الذين لا يحملونها.
وكثفت تركيا من عمليات الإعادة القسرية للاجئين السوريين، بعد إجبارهم على التوقيع على أوراق ما تسمى العودة الطوعية بالقوة والإكراه، حيث يجري أسبوعياً ترحيل آلاف اللاجئين السوريين إلى الشمال السوري الخاضع لسيطرة تركيا والفصائل الموالية لها.
وأثناء عمليات الترحيل يتعرض اللاجئون السوريون للإهانة والتعذيب والمعاملة اللاإنسانية، كما يتم ترحيل اللاجئين دون عوائلهم، وبذلك تبقى عوائل اللاجئين في تركيا دون معيل لها وهذا ما يفتح الباب أمام تعرض النساء والفتيات خاصة للتحرش والاغتصاب من قبل العنصريين الأتراك في ظل غياب من يستطيع الدفاع عنهم.
ولا تقتصر الإجراءات التركية، على ترحيل اللاجئين السوريين، بل بدأت البلديات في مختلف المدن التركية، بحملة ضد اللافتات المكتوبة باللغة العربية، حيث تستهدف الحملة كل ما هو عربي بشكل عام وعربي سوري بشكل خاص، إذ تزيل البلديات اللافتات المكتوبة باللغة العربية حتى وإن كانت الغاية منها دعائية من أجل كسب السياح العرب، وهو ما يظهر مدى التعامل العنصري التركي مع كل ما هو عربي.
تركيا التي تزيل اللوحات العربية من الأراضي التركية، تقوم بنفسها، بتغيير أسماء المدارس العربية في الشمال السوري الخاضع لسيطرتها إلى أسماء تركية، في تتريك واضح للشمال السوري، وسط صمت ما يسمى الائتلاف السوري وفصائل الجيش الوطني اللذان تحولا إلى دمية بيد الاستخبارات التركية تحركهم كيفما تشاء.
أردوغان يتبجح دوماً بالدفاع عن الإسلام والمسلمين على الوسائل الإعلامية، ولكن تصرفات جيشه واستخباراته على أرض الواقع تقول عكس ذلك، وخير دليل على ذلك مدرسة آمنة بين وهب في مدينة الباب بالشمال السوري. فهذه المدرسة الابتدائية في مدينة الباب تمت تسميتها على اسم والدة النبي محمد (ص)، ولكن السلطات التركية لم تكترث للاسم ورمزيته لدى المجتمع الإسلامي في الشمال السوري، وقامت بتغييره. وأطلقت عليه اسم جندي قتل على الأرض السورية يدعى دوران كسكين.
بهذه التصرفات، تؤكد السلطات التركية مدى استغلالها للاجئين السوريين والدين الإسلامي على حد سواء من أجل تطبيق مخططاتها، وهذه السياسة قديمة جداً استخدمها العثمانيون من أجل التغطية على أفعالهم بحق المسلمين مستغلين ضعف المستوى العلمي في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، فالعثمانيون والأتراك الجدد لا يركزون على التعليم وتوفير فرص الحياة الكريمة، بل يسعون دوماً إلى تشكيل الجيوش التي تعمل بالمال، فسابقاً استخدمت الانكشاريين كمرتزقة واليوم تستخدم الجيش الوطني السوري من أجل القتال لتحقيق مصالحها مستخدمة الدين الإسلامي والدفاع عن المسلمين اسلوباً في الضحك الفقراء والبسطاء من المسلمين.
وأمام ما يتعرض له السوريون من مضايقات وحملات عنصرية وإزالة اللافتات المكتوبة باللغة العربية من المدن التركية، وعمليات الترحيل القسري، بدأت الأصوات تتعالى في الشمال السوري ضد هذه التصرفات وخصوصاً من قبل الفئة المتعلمة بهذه المناطق رغم قلة عددهم.
وفي السياق، قام نشطاء في مدينة الباب بحملة لإزالة اللافتات والشعارات المكتوبة باللغة التركية، رداً على ما يتعرض له السوريون في الداخل التركي.
ومن بين الشعارات المكتوبة باللغة التركية، كان اسم الجندي المقتول دوران كسكين الذي تم إطلاقه على مدرسة “آمنة بنت وهب”.
والمعروف أن تركيا التي أنشأت عشرات الفصائل في سوريا وتسيطر على أجزاء من الشمال السوري منذ 7 أعوام، لم تتحرك من أجل فتح الباب أمام تعليم السوريين في المدارس، والآن يتواجد في الشمال السوري، عشرات الآلاف من الأطفال الأميين الذين لا يعرفون القراءة والكتابة، وهؤلاء تستغلهم تركيا والفصائل الجهادية من خلالهم تدريسهم الشريعة الإسلامية وفق منطقهم بغية تحويلهم إلى جيش من المرتزقة في المستقبل.