عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة جلسة خاصة لمناقشة “الفيتو” الروسي ضد مشروع قرار في مجلس الأمن لتجديد آلية إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود من تركيا من معبر باب الهوى إلى شمال غرب سوريا الخاضع لسيطرة هيئة تحرير الشام وفصائل الجيش الوطني.
وكانت روسيا قد استخدمت حق النقض (الفيتو) الأسبوع الماضي، ضد قرار يجدد التفويض للأمم المتحدة لإدخال المساعدات من معبر باب الهوى لمدة 9 أشهر.
وأتت الجلسة ليل الأربعاء، بناءً على قرار تبنته الجمعية العامة في نيسان، يقضي بعقد جلسة خاصة بعد 10 أيام على استخدام “الفيتو” من قبل أي دولة من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وذلك لمناقشة أسباب استخدامه وإتاحة الفرصة للدول غير العضو في المجلس للتعليق على استخدامه.
وقال رئيس الجمعية تشابا كوروشي في كلمة افتتاح الجلسة إن برامج الإغاثة المنقذة للحياة “لا يجب أن تكون رهينة للمصالح السياسية”، مؤكداً على ضرورة أن يكون العمل الإنساني دائماً منسجماً مع “مبادئ عدم التحيز والحياد والاستقلال”.
وشدد كوروشي على أن يكون أعضاء مجلس الأمن على دراية بالحقائق، وأن تنصب جهودهم نحو “الحلول الحقيقية وإعطاء الأولوية بشكل عاجل للتعاون الطويل الأجل على الانقسام، والواجب الإنساني على سياسة حافة الهاوية”.
وطالب أعضاء مجلس الأمن بـ”إعطاء الأولوية لاحتياجات الناس المتضررين” قائلاً: “معاً، لدينا القوى لإحداث تغيير جذري.. شعب سوريا يعتمد علينا في مساعدتهم”.
ورفضت روسيا التعديلات التي أجرتها سويسرا والبرازيل على المقترح الذي صاغته الدولتان، حيث حاولتا الوصول إلى صيغة وسطية لتتناسب مع الطلبات الروسية، وخفضتا مدة التجديد من 12 شهراً إلى 9 أشهر، إلا أن موسكو عرقلت القرار بـ”الفيتو”.
وقال مندوب البرازيل لدى الأمم المتحدة سيرجيو فرانكا دانيس خلال الجلسة، إن بلاده وسويسرا حاولتا الاتفاق على كل شيء بما ينسجم مع طلبات وهواجس الأطراف الأخرى بهدف التوصل إلى صيغة وسطية، إلا أن مشروع القرار اصطدم بالفيتو الروسي.
وأَضاف أن البرازيل وسويسرا عملتا بجد مع أعضاء مجلس الأمن وتشاورتا مع الأطراف المهتمة بما في ذلك الحكومة السورية من أجل صياغة مشروع القرار، مؤكداً أن “مصلحة الشعب السوري تأتي في مقدمة كل شيء”.
وأكد التزام بلاده وسويسرا بالعمل مع أعضاء مجلس الأمن ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية والحكومة السورية وغيرها من الجهات الفاعلة الإنسانية من أجل مساعدة السوريين.
من جهتها، شدّدت الولايات المتحدة على أنه لا بديل لآلية إدخال المساعدات عبر الحدود، وأن مقترح الحكومة السورية ليس عملياً باتفاق الجميع، مؤكدة أنها ستواصل العمل مع الشركاء في الأمم المتحدة لمنع الحكومة السورية من إعاقة إيصال المساعدة الإنسانية الأساسية.
وحذّرت واشنطن خلال كلمة القائم بأعمال البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة جيفري ديلورينتيس، من “قبول محاولة الحكومة السورية لفرض قيود غير مسبوقة على العمليات الإنسانية للأمم المتحدة”، معيدةً السبب للعواقب الوخيمة على جهود الإغاثة الإنسانية في مواقع أخرى”.
وكانت الحكومة السورية قد أعطت موافقتها على استخدام معبر باب الهوى لمدة 6 أِشهر، دون حاجة الحصول على توافق أعضاء مجلس الأمن شرط التنسيق الكامل معها.
من جانبه، قال نائب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة ديميتري بوليانسكي إن موسكو “لن تتردد” في استخدام حق النقض في مجلس الأمن لـ”حماية مصالحها الخاصة”، وكذلك “مصالح حلفائها وشركائها في الأمم المتحدة”.
وأضاف أن الولايات المتحدة وحلفاءها “قلقون بشأن المدة لتمديد الآلية، لكنهم غير مستعدين لأي تحسين فيها”، لافتاً إلى أن سويسرا ليس لديها رغبة بالوصول على حل وسط. وزعم عدم وجود عقبات أمام إدخال المساعدات إلى سوريا.