كما كل الأزمـ ـات التي تواجهها، تقف الحكومة السورية عاجـ ـزة أمام أي مشكلة تواجه المواطنين، وتكتفي فقط بإصدار التصريحات التي تظهر حجم الضـ ـرر الذي يطال المواطنين دون أن تتطرق إلى كيفية تجاوز تلك الأزمـ ـات التي يقف الفسـ ـاد الحكومي والقرارات العشوائية خلف غالبيتها.
وآخر هذه الأزمات، نفوق نسبة كبيرة من الفروج الحي والدجاج البياض في منطقة سيطرة الحكومة السورية نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وانعدام وسائل التهوية التي تعتمد على الكهرباء والمحروقات التي تقف الحكومة عاجزة عن تأمينها في ظل موجة الحر القاتلة التي تجتاح العالم أجمع.
إذ كشف رئيس لجنة مربي الدواجن في اتحاد غرف الزراعة السورية نزار سعد الدين أن نسبة النفوق في قطعان الفروج وصلت لحدود 20 بالمئة وفي الدجاج البياض وصلت لحدود 11 بالمئة، موضحاً بأنه من أجل تقليل حالات النفوق خلال موجة الحر الحالية يحتاجون لحوالي 17 ساعة وصل للكهرباء من أجل التهوية ولتشغيل المولدات وهذا الأمر غير متوافر.
وتعاني مناطق سيطرة الحكومة السورية من انقطاع كبير في الكهرباء، حيث لا تحصل المدن على الكهرباء في اليوم سوى على عدة ساعات تأتي بشكل متقطع وفترات قصيرة لا يستطيع المواطن الاستفادة منها في أي عمل. في حين تبقى الكهرباء في الأفرع الأمنية ومؤسسات الحكومة على مدار الساعة.
وبين سعد الدين أنه نتيجة ازدياد نسبة النفوق وخوفاً من ارتفاع النسبة بشكل أكبر بدأت التجار بزيادة عرض الفروج في السوق الأمر الذي أدى إلى انخفاض سعره رغم ارتفاع أسعار الأعلاف خلال اليومين الماضيين بنسبة تقارب 12 بالمئة إذ إن سعر كيلو الذرة الصفراء ارتفع من 3850 ليرة إلى 4300 ليرة كما ارتفع سعر كيلو كسبة فول الصويا من 9800 إلى 10500 ليرة، لافتا إلى أن نسبة العرض حاليا أكبر من نسبة الاستهلاك المنخفضة بسبب ضعف القوة الشرائية.
ولا تراقب الحكومة السورية أسعار السلع والمنتجات، كون المستوردين والمنتجين هم جزء من الحكومة الفاسدة، ويستخدمون الحكومة في إصدار القرارات التي تحقق مصالحهم الشخصية على حساب المواطنين الذين يتقاضون وسطياً نحو 150 ألف ليرة سورية والتي باتت تقل عن 15 دولار شهرياً بعد أن ارتفع سعر صرف الدولار إلى ما يزيد عن 11 ألف ليرة مقابل الدولار الواحد.
وتقف الحكومة كعادتها عاجزة عن كبح ارتفاع سعر الدولار، في وقت يستمر فيه تجارها برفع أسعار السلع مع ارتفاع أسعار الدولار وسط بقاء الرواتب على حالها.
ومع تكبد مربي الدواجن خسارة كبيرة، فأن سعد الدين حذر من خروج نسبة كبيرة من المداجن عن التربية، لافتاً إلى أنه ليس هناك أي مؤشر إيجابي يبشر باستمرار المربين في عملية التربية باعتبار أن حوامل الطاقة غير متوافرة وأسعار الأعلاف في ارتفاع جنوني متواصل.
وفي ظل الحكومة العاجزة عن توفير أبسط الخدمات للمواطنين في وقت يزداد مسؤولوها ثراءً، تتواصل معاناة السوريين في مناطق سيطرة الحكومة، وسط غياب أفق الحل في ظل تمسك الحكومة بذهنيتها ظناً منها أن الأمور قد تعود إلى ما قبل انطلاق الأزمة عام 2011 متجاهلة أن نصف السوريين تهجر والنصف الآخر يرزح تحت الفقر دون أن تعير أي اهتمام لثورة الجياع التي قد تشهدها مناطق الحكومة في حال استمرار الحال على هذا المنوال والذي قد يأتي بنهايتها كما تقول دروس التاريخ.