عثر على جـ ـثة (عمار محمد العمر) القيادي السابق في صفوف فصـ ـيل “سلـ ـيمان شاه”، وذلك بعد فترة من نشره مقطعاً مصوراً يفـ ـضح من خلاله ممارسات قائد الفـ ـصيل (محمد الجـ ـاسم) الملقب بـ”أبو عمـ ـشة” وأخوته والمتمثلة بارتكـ ـابه جـ ـرائم قتـ ـل وسـ ـرقة واغتـ ـصاب، تنبأ خلاله بمقـ ـتله نتيجة ذلك.
وبحسب مركز توثيق الانتهاكات، وُجد العمر مقتولاً ومرمياً على طريق مدخل بلدة جنديرس بريف عفرين شمال حلب، والتي اضطر للانتقال والعيش فيها هربا من “أبو عمشة” الذي استولى على منزله في ناحية الشيخ حديد وتم نقل الجثة إلى المشفى العسكري بمدينة عفرين. وكشف التقرير الطبي أن سبب الوفاة هو 3 طلقات نارية في منطقة الصدر، كما وكانت أصابع يده مكسّرة بالكامل، ما يدل على تعرّضه للتعذيب بشكل وحشي قبل أن تتم تصفيته وإلقائه على الطريق.
ويأتي مقتل “العمر” بعد تنبّئه بمقتله جراء ما كشف عنه من فضائح جنسية وأخلاقية وإجرامية قام بها (أبو عمشة) وأخوه سيف.
وفي مقطع الفيديو الذي نشره العمر تحدث فيه أنه انضم لفصيل “العمشات” قبل 5 سنوات ، وكان يقود جماعة مسلحة يتجاوز عدد أفرادها 150 عنصرا، ولاحقا قام بنقلهم جميعا للقتال في ليبيا ضمن الجيش الوطني ضمن فصيل العمشات وشاركوا في عدة معارك كـ (معركة الفروسية ، معركة الخلاطات ، معركة أبو سليم ، معركة المطار ) .. ولاحقا حينما عاد لعفرين، تم خداعه من قبل أبو عمشة وأخيه سيف (وليد العمشة) واعتقاله مع أفراد عائلته وتعذيبهم وتصوير ذلك بالفيديو لابتزازه مقابل المال.
العمر كشف عن دفع مبلغ يفوق المليون دولار لأبو عمشة، وقيامه بالاستيلاء على منزله في عفرين، ومنزله في تركيا وسياراته لقاء الأفراج عنه وعن عائلته حيث اعتدى على الأطفال والنساء لإجباره على الرضوخ لمطالبه معتبرا أنه من عائلة ميسورة الحال وبات الآن لا يملك شيئا.
اضاف بعد الإفراج عني قاموا باعتقال صيدلاني مع عائلته لأنهم ظهروا في مقطع فيديو صوّر خلسة وهم يشكون انتهاكات أبو عمشة، وأن أبو عمشة خيّر الصيدلاني برفع دعوة ضدي، أو سيتم قتله مع أفراد اسرته فقط لإعادتي للسجن وهو ما تم بالفعل لكنه بعدما أدرك عدم كفالة الأدلة قام بدفع مبلغ مالي يصل لـ 50 ألف للشرطة العسكرية والقضاء للحكم علي بسنوات طويلة.
وكشف العمر أنه يمتلك مقاطع مصورة تظهر قيام أبو عمشة واخوته وعناصره باغتصاب النساء في السجون وعلى الحواجز، اضافة لقيامهم بعمليات خطف وقتل وتقطيع الجثث ، وتحدث أن عمليات الاغتصاب تجري يوميا في مقرات وسجون العمشات.
من جهته ظهر (محمد العمر) ابن الضحية، في مقطع مصور آخر كاشفا أن “أبو عمشة” طالب والده بمبلغ 200 ألف دولار أمريكي كـ (إتاوة)، وعندما رفض، نشب بينهما خلاف انتهى بقيام الأخير بزجهم جميعاً في السجن هو ووالده وأقاربه وأولاد عمه، مضيفاً أنه اضطر لدفع مبلغ مليون و100 ألف دولار لأبو عمشة لقاء إخراجهم من السجن في سوريا وليبيا.
وبيّن أنه بعد خروجهم بدأ “أبو عمشة” التواصل معهم بحجة حل الخلاف، زاعماً أنه قام بما قام به لأنه كان في ضائقة مادية وأن الأتراك لم يرسلوا له رواتب العناصر، موضحاً أن والده قام برفع شكوى لدى الأتراك على محمد الجاسم تعرّض عقبها للتوبيخ خلال اجتماع لقيادات الجيش الوطني في أنقرة.
وتابع، غير أن أبو عمشة أعاد زجّه وأقاربه الذين معه في ليبيا بالسجن مرة أخرى، وأمر عناصره بتعذيبهم بشدة ووصل الأمر إلى تهديدهم بالقتل ما لم يقوموا بتطليق زوجاتهم اللاتي هن أخوات أبو عمشة، نظراً لأن عم الشاب كذلك هو أحد أنسباء أبو عمشة.
وعقب ظهور “محمد العمر” في المقطع المصوّر حتى تبعه قريبه “عبد الغفور العمر” بفيديو ثانٍ كشف فيه أنه خرج من السجن في ليبيا قبل فترة قصيرة بعد أن كان مسجوناً فيها لمدة أربعة أشهر وعُذّب من قبل أبو عمشة وعناصره، حيث أجبره على تطليق ابنته ثم قام بتزويجها بعد 10 أيام فقط على حد قوله، الأمر الذي يُعدّ مخالفاً للإسلام وأحكامه وأمراً محرّماً في الشرع، كما قام بتهديده بالتصفية وبفصائل الشمال والأتراك، إضافة لقصف بيته في سوريا بالرشاشات الثقيلة.
وفيما يتعلق بجرائم القتل والاغتيالات، أشار “العمر” إلى أن أبو عمشة أمر بتصفية القيادي (زهير أمنية)، فيما قام بالتنفيذ أخوه “سيف أبو عمشة” وذلك بعد أن أخبرهم زهير بنيّته ترك العمل معهم، فخافوا أن يكشف المعلومات التي لديه والتي تدينهم، فكانوا على استعداد لقتله قبل أن يتكلم.
وأضاف أنه تمت تصفية أربعة من عناصره في المعارك، ودُفنوا قرب القيادة القديمة في منطقة (قرمتلا)، وعندما وصل الأمر للاستخبارات خافوا أن ينكشف أمرهم، فقاموا بالحفر واستخراج الجثث ودفنها في مكان آخر عن طريق “ياسر الصطوف” أحد القياديين عند أبو عمشة.
وفي وقت سابق قررت اللجنة المكلفة بالتحقيق في قضايا تجاوزات فصيل (سليمان شاه) عزل قائده محمد الجاسم الملقب بـ”أبو عمشة”، عن جميع مهامه الموكلة إليه، وعدم تسليمه شيئاً من مناصب “الثورة” لاحقاً، وذلك بعد الذي ثبت عليه في الدعاوى المقدمة ضده (بخصوص عمليات السرقة والابتزاز والاغتيال والفساد) وتجنيباً للمنطقة من احتمالات الاقتتال والدماء والفتنة.
وفي بيان رسمي لها قررت اللجنة عزل إخوة أبو عمشة، وليد حسين الجاسم (سيف) ومالك حسين الجاسم (أبو سراج) إضافة إلى كل من أحمد محمد خوجة وعامر عذاب المحمد وحسان خالد الصطوف (أبو صخر)، الذين ثبت تورطهم أيضاً في الدعاوى المقدمة ضد أبو عمشة.
وذكرت اللجنة القضائية أن إحقاق العدل وإنصاف المظلومين وتعويض المتضررين هو مسؤولية أصحاب القرار والنفوذ على الأرض (شمال سوريا)، مضيفة أنه يجب منع الساحة من الانزلاق إلى الاحتكام للسلاح، وعلى الجميع حقن الدماء وحفظ الأنفس.
وعقب صدور الحكم أعاد ناشطون تداول تسجيل صوتي للشيخ “عبد الناصر علوان” من وجهاء حماة وواحد من أوائل الذين طالبوا بمحاكمة “أبو عمشة” وكشف جرائمه قال فيه: إن “أبو عمشة” سلّط عليه وعلى جماعته الذين طالبوا بإحقاق الحق، عشرات القنوات الإعلامية التي نعتها بالعهر والفجور.
وتابع “علوان” أنهم لم يسكتوا وظلوا يحثون على إحقاق الحق وإبعاد أبو عمشة وأمثاله عن الثورة ومؤسساتها قائلاً: (نموت ولا يقودنا الوسخات).
كما ونشرت عدة نساء بينهن إسراء الخليل فيديو تثبت فيه تعرضها للاغتصاب مرارا من قبل ابو عمشة، اضافة لفيديو ثاني يؤكد فيه عنصر العمشات “عماد الفهد اغتصاب زوجته من قبل قائد أمنية العمشات “سيف عمشة” شقيق “أبو عمشة”.
رغم ثبوت ضلوعه في كل تلك الجرائم مازال أبو عمشة قائدا عسكريا ضمن الجيش الوطني، ويسيطر على عشرات القرى والبلدات في ريف عفرين بدون رقيب ولا حسيب.