باتت الشرطة التركية تتبع سياسة العنـ ـف والترهـ ـيب ضد السوريين خلال عمـ ـلية الاحتـ ـجاز بالمخيمات المؤقتة قبل الترحـ ـيل وهو ما ذكره العديد من الشبان المرحـ ـلين.
وفي سياق ذلك، تحدث الشاب الحمصي عبد القادر 25 عاما، عن معـ ـاناته خلال عمـ ـلية الترحـ ـيل القسرية من تركيا إلى إدلب. قائلا: “كُنت المعيل الوحيد لعائلتي في الداخل السوري بعد وفاة أشقائي وبقاء أمي وأبي بمفردهم بمخيمات النازحين”.
مشيراً في حديث للمرصد السوري لحقوق الإنسان، أنه كان يعمل لمدة تزيد عن 10 ساعات يومياً في معمل لصناعة الألبسة لتأمين لقمة العيش له ولأهله على أمل توفير النقود ليتزوج فيها عندما يتاح له المجال.
وبعد 4 سنوات من الإقامة في مدينة أسطنبول أوقفته دورية للشرطة التركية عند عودته من العمل إلى المنزل لينتابه الظنون أنها المحطة الأخيرة من وجوده في هذه المدينة، ومع معرفتهم بأنهم سوريين أجبروهم على الصعود في سيارة الاحتجاز وتم نقلهم إلى السجن وفي اليوم الثاني جمعوه مع أكثر من 40 شاب سوري ونقلوهم إلى مخيم الاحتجاز في مدينة عثمانية حيث يتواجد مئات السوريين بداخله.
ومع وصولهم تم استدعائه إلى مكتب المدير للتوقيع على وثيقة العودة الطوعية إلى سوريا.
وأضاف: “فأخبرتهم أن بلادنا لا تصلح للعيش وأنني هنا أعمل لتأمين مستقبلي ولم أفعل أي ذنب لترحيلي من تركيا. ليقوم أحد عناصر الحراسة المتواجدين في المكتب بضربي على وجهي وطلب مني التوقيع قبل أن يخرجوني من المكتب”.
ومع إصراره على رفض التوقيع على عودته القسرية والتي تدّعي تركيا أنها طوعية. أخرجه عنصران من الشرطة وبدأوا بضربه بالعصي على رأسه وكامل جسده حتى قرر التوقيع والخروج من هذه البلاد التي أنهكت أعمارهم بالعمل فيها بعيداً عن عوائلهم.
وبعد التوقيع على وثيقة الترحيل الطوعية تمت إعادة الشاب إلى خيمته وترحيله إلى إدلب عبر معبر باب الهوى بعد 15 يوم تخللها الكثير من الإساءة لهم والتعنيف لباقي الشبان لإجبارهم على التوقيع بأن عودتهم طوعية وليست قسرية وكما يعلم الجميع أنه لن يكون بإمكانهم العودة إلى تركيا قبل 5 سنوات.
وينهي حديثه قائلاً بأن خروجهم إلى تركيا وتحمل عنصرية الكثير من شعبها كان بسبب تأمين قوت يومهم ولا يحتاجون لأحد أو ينتظروا سلة إغاثة “بينما يظننا الشعب التركي أننا قدمنا إليهم للتمتع ببلادهم والاستحواذ على أعمالهم واحتلالها كما يدعي الكثير منهم”.