تواصل السلطات التركية ترحيل اللاجئين السوريين قسرياً إلى مناطق شمال غربي سوريا وشمال شرقها الخاضع لسيطرتها في حملة تعد «الأضخم» منذ سنوات عبر المنافذ الحدودية، بذريعة مخالفة القوانين ووجودهم بولايات غير الولايات المسجلين ضمنها لاسيما اسطنبول، رغم أن غالبيتهم يحملون الأوراق الثبوتية وبطاقة الحماية المؤقتة “الكيملك”. حيث يتكرر بشكل شبه يومي مشهد ترحيل اللاجئين بشكل مهين وغير إنساني ويتناقض مع جميع الاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق اللاجئين وضمان حمايتهم وعدم ترحيلهم قسراً.
وأظهرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي كيفية تعامل السلطات التركية مع اللاجئين السوريين بطريقة مهينة وفي مشهد لا إنساني فظيع وهم مقيدو الأيادي.
هذه المقاطع فندت ادعاءات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والذي أكد في الـ 25 يونيو / حزيران 2023 في كلمة خلال مشاركته في فعالية بمدينة إسطنبول بعنوان “صناعة قوية تركيا قوية”، أن بلاده لن تعيد اللاجئين السوريين إلى بلادهم قسراً، إنما بشكل «يليق بالقيم الإنسانية والإسلامية».
وكان ناشطين سوريين قد أكدوا أن أحد المرحّلين قسرياً من تركيا، أصيب قبل أيام بنوبة قلبية نُقل على أثرها إلى أحد المشافي في منطقة تل أبيض السورية، بعد أن وجد نفسه خارج الحدود التركية، وعقب احتجاز ورحلة استمرت لأكثر من أسبوع متنقلاً بين مراكز الاحتجاز التابعة لإدارة الهجرة التركية، ووصوله إلى الأراضي السورية، بينما عائلته لا تزال في مدينة إسطنبول بلا معيل.
وحتى الغد القريب، كان أردوغان يصف السوريين الذين يجتازون الحدود بالأشقاء وبأن أخلاقهم -أي الأتراك- لا تسمح لهم بعدم استقبال هؤلاء، ولكن اليوم تبدل كل شيء، وبات السوريون الذين يحاولون عبور الحدود مهاجرين غير شرعـيين يجب القاء القبض عليهم وترحيلهم إلى مناطق الشمال السوري الخاضع لسيطرة تركيا.
ووفقاً لإحصائيات رسمية لعدد اللاجئين السوريين المرحلين قسرياً من تركيا، أعادت السلطات التركية خلال شهر (حزيران) الماضي، 992 لاجئاً عبر بوابة باب الهوى الحدودية شمال إدلب، ونحو 1538 لاجئاً سورياً عبر معبر تل أبيض الحدودي بريف الرقة. في حين بلغ عدد المرحلين عن طريق منفذ «باب الهوى» من تركيا منذ مطلع العام الحالي وحتى الآن 6307 لاجئين سوريين.
فيما وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، عمليات الترحيل القسرية التي نفذتها السلطات التركية بحق اللاجئين السوريين منذ مطلع شهر تموز/يوليو الجاري، حيث وثق ترحيل 956 لاجئاً بشكل قسري من عدة معابر حدودية بين سوريا وتركيا غالبيتهم يحمل الأوراق الثبوتية وبطاقة الحماية المؤقتة “الكيملك”، دون أي مبررات لترحيلهم.
وتسعى تركيا من عمليات الترحيل القسري هذه، التخلص من اللاجئين السوريين الموجودين على أراضيها، وكذلك تغيير ديموغرافية المناطق الخاضعة لسيطرتها في الشمال السوري بعد أن تم تهجير غالبية سكان المنطقة الأصليين.
وتواصل تركيا بدعم قطر وجمعيات إخوانية مصرية وفلسطينية وكويتية، بإنشاء المستوطنات في عفرين بعد بقايا القرى المدمرة، وفي سفوح الجبال وفي حقول زيتون المواطنين بعد تجريفها وقلع أشجارها، وذلك بهدف القضاء على هوية المنطقة الكوردية.