انخرطت القوات التركية مؤخراً في تجـ ـارة البـ ـشر من سوريا، إلى تركيا ومنها إلى أوروبا، لتحقيق جملة من الأهداف أهمها تفـ ـريغ الشمال السوري من سكانها الأصليين ليتسنى لها توطـ ـين لاجئين سوريين آخرين معادين قسـ ـراً في تلك المناطق، إلى جانب جني الأموال في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعيشها.
بعد أن كان تهريب البشر من سوريا، إلى تركيا يرتبط بفصائل الجيش الوطني طيلة السنوات الماضية، انخرطت القوات التركية بشكل مباشر في عمليات التهريب هذه، مستخدمةً السيارات العسكرية وسيارات الإسعاف لنقل السوريين إلى الدخل التركي وذلك للتغطية على عمليات التهريب تلك وعدم انكشاف دورها لما سيترتب عليها من تبعات.
ومن بين المناطق التي تقوم القوات التركية فيها بتهريب السوريين عبر الحدود إلى الداخل التركي، هي منطقة رأس العين. حيث تتعاون القوات التركية مع فصائل الجيش الوطني التابعة لها في عمليات التهريب هذه.
وتدير فصائل الجيش الوطني شبكات تهريب تعمل على الترويج لهذه العملية من خلال استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في التواصل مع الأشخاص الراغبين من الهجرة من سوريا، وخصوصاً سكان المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة دمشق وكذلك سكان المناطق الواقعة تحت سيطرتهم مع استمرار انتهاكاتهم بحقهم ورغبة الأهالي التخلص من جرائمهم وعمليات الاختطاف والاعتقال والنهب والسلب.
ويتم نقل هؤلاء من تلك المناطق إلى مناطق شمال شرق سوريا، وتحديداً مناطق شرق الفرات، ليتم نقلهم عبر الصحراء إلى المناطق الخاضعة لسيطرة القوات التركية، بالتزامن مع عمليات القصف التي تشنها القوات التركية ضد المنطقة، حيث يستخدم القصف للتغطية على عمليات التهريب تلك.
وتحصل هذه الشبكات على مبالغ مالية من المهاجرين، وتسلمهم إلى قادة الفصائل الذين يتواصلون بدورهم مع القوات التركية لنقل هؤلاء إلى داخل تركيا.
وفي هذا السياق، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن القوات التركية وبتعاون مع قيادات فصائل “الجيش الوطني” يعملون في مجال تهريب البشر، من منطقة رأس العين شمال غربي الحسكة باتجاه تركيا، وذلك عبر معبر جيلان بنار، الذي يربط بين تركيا بمدينة رأس العين بريف الحسكة.
ووفقاً للمرصد السوري، فإن تهريب المدنيين يتم عبر السيارات العسكرية التابعة للقوات التركية وسيارات الإسعاف، مقابل مبالغ مالية تتراوح ما بين 4000-6000 دولار أمريكي عن كل شخص.
وتقوم شبكات تهريب البشر ضمن صفوف فصائل “الجيش الوطني” بتهريب نحو 20 شخص بشكل يومي إلى المدينة، وتتولى القوات التركية نقلهم عبر معبر جيلان بنار باتجاه الأراضي التركية. حيث تكون شبكات تهريب البشر التركية والتي تكون مرتبطة بالاستخبارات التركية بانتظارهم من أجل تهريبهم إلى أوروبا عبر البحر أو البر مقابل مبالغ مالية أكبر، وبذلك تحصل القوات والاستخبارات التركية على مبالغ مالية كبيرة قد تصل يومياً إلى أكثر من ربع مليون دولار.
وتستفيد الحكومة التركية التي تعاني من أزمة اقتصادية وتدهور سعر عملتها أمام العملات الأجنبية وتعاني نقصاً في تلك العملات، من عمليات تهريب البشر هذه في إمداد البنوك التركية بالدولار على وجه التحديد، في وسيلة جديدة من الحكومة التركية لتخفيف آثار التضخم وتهاوي العملة.
كما تستفيد تركيا من هذه العملية، عبر تفريغ مناطق الشمال السوري من سكانها الأصليين عبر تأمين الطرق لهم بالتوجه إلى أوروبا، ومقابل ذلك تعمل على إعادة اللاجئين السوريين المتواجدين ضمن الأراضي التركية، قسراً إلى تلك المناطق التي يتم تفريغها من سكانها الأصليين، وبذلك تحقق تركيا أهدافها في التخلص من اللاجئين السوريين على أراضيها وإجراء عمليات تغيير ديموغرافي في المناطق التي تسيطر عليها من سوريا.