أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بعرقلة حواجز عسكرية تابعة للمجموعات الإيرانية والفرقة الرابعة للشاحنات المتعاقدة مع روسيا، في عملية نقل الفوسفات من منجم الصوانة والشرقية بريف حمص الشرقي لعدّة ساعات بشكل يومي، بحجة وجود تهديدات أمنية على الطريق الواصل ما بين مدينة حمص ومنطقة مناجم استخراج الفوسفات من قبل عناصر ينتمون لتنظيم “الدولة الإسلامية”.
وتحدث عدد من السائقين المتعاقدين مع شركات الاستثمار الروسية عن منعهم من الوصول إلى المناجم من قبل ضباط وعناصر تابعين للفرقة الرابعة والمجموعات المدعومة من قبل إيران خلال الأسبوعين الماضيين، بالتزامن مع السماح لقوافل النقل المتعاقدة مع شركة (يارا) المسؤولة عن استخراج الفوسفات لصالح الجانب الإيراني بالعبور بالشكل المعتاد، الأمر الذي يدحض أكاذيب عناصر الحواجز حول وجود تهديد أمني على الطريق الذي يسلكه الطرفان باعتبار أن الوجهة واحدة.
ويؤكد (م.ص) أحد العاملين ضمن شركة “يارا” المسؤولة عن تسيير شؤون استخراج الفوسفات لصالح إيران خلال حديثه للمرصد السوري لحقوق الإنسان، متابعة أعمالهم بالشكل المعتاد من خلال تحميل الفوسفات من منجم خنيفيس بريف حمص الشرقي، ومن ثمّ نقله براً إلى مرفأ لبنان عبر الحدود، إلا أن باقي السيارات الشاحنة المتعاقدة مع الشركات الروسية تم العمل على عرقلة حركتها، أثناء محاولة وصولهم إلى الحقل، دون اتخاذ الجانب الروسي أي اجراء لتسهيل عبورهم على الحواجز التي تديرها الفرقة الرابعة.
وفي ذات السياق، أكد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان في حمص، اعتقال فرع “الخطيب” التابع للحكومة السورية منتصف الشهر الماضي المسؤول عن عملية استخراج الفوسفات لصالح روسيا المدعو “محمد العلوش” الملقب “أبو رامز” واقتياده إلى الفرع على الرغم من المكانة الكبيرة التي يحظى بها من خلال شبكة العلاقات التي تربطه مع أجهزة المخابرات ورؤساء الأفرع سواء بمدينة حمص أو حتى العاصمة السورية دمشق، فضلاً عن الحصانة التي يتمتع بها من قبل روسيا التي عهدت إليه عملية استخراج ونقل الفوسفات من ريف حمص الشرقي إلى ميناء طرطوس، تمهيداً لنقله عن طريق البحر إلى الأراضي الروسية.
وعلمت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان من مصادر مقربة من “العلوش” أن فرع “الخطيب” طالب ذويه بدفع مبلغ مليون دولار أمريكي خلال الفترة الأولى لعملية اعتقاله، قبل أن يتراجع عن مطلبه، على الرغم من ابداء ذويه الاستعداد لدفع المبلغ المطلوب ورفعه إلى ثلاثة ملايين دولار مقابل إطلاق سراحه، بعدما أعلنت روسيا رفضها التدخل للضغط على الحكومة لإخراج القائم بتسيير أعمالهم.
وحمّل ذوي “العلوش” جميع الأطراف بدأً من الحكومة وروسيا والفرقة الرابعة وإيران المسؤولية عن سلامة “أبو رامز” الذي يعاني من أمراض في القلب، الأمر الذي قد يتسبب بوفاته داخل المعتقل (فرع الخطيب) في حال لم يتم العمل على إطلاق سراحه.
ويشار إلى أن إيران وبالتنسيق مع الفرقة الرابعة التي يديرها ماهر الأسد، تفرض هيمنتها المطلقة على مساحات واسعة من ريف حمص الشرقي، ومن ضمنها مناجم استخراج الفوسفات التي عملت على إدخال ورشات فنية لإصلاح الأضرار التي لحقت بالكسارات والمجففات قبل أن تبدأ بعملية استخراج ونقل الفوسفات لصالحها عبر بوابة لبنان.