بعد مرور نحو شهر على عقد الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا (أحد أحزاب المجلس الوطني الكوردي) مؤتمره الثاني عشر في مدينة هولير / أربيل بإقليم كوردستان العراق، أعلن ثلاث قيادات جديدة في الديمقراطي الكوردستاني تقديم استقالتهم وذلك بعد تسع سنوات على نشاطهم السياسي في الحزب.
وعقب انتهاء الحزب من مؤتمره الذي عُقد في الـ 10 يونيو / حزيران الفائت والذي استمر لمدة ثلاث أيام، شهد الحزب موجة استقالات بالجملة احتجاجاً على آلية اختيار رئيس الحزب وأعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية.
وأعلن قيادات بارزة وأعضاء لجان محلية ومنطقية استقالتهم واحتجوا عبر صفحاتهم على الفيسبوك على مخرجات أعمال المؤتمر الثاني عشر للحزب في هولير / أربيل.
واليوم الثلاثاء، أعلن القيادي مصطفى جمعة رئيس “حزب آذادي” سابقاً، والقيادي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني في سوريا، تقديم استقالته، عقب تسعة أعوام من نشاطه السياسي ضمن الحزب.
وقال جمعة، في منشور له على صفحته الشخصية عبر الفيسبوك، “طوال تسعة أعوام عملنا على الحفاظ على عملية الوحدة، رغم التهميش والمعاملة السيئة من جانب من تحكموا بمقدرات الحزب”.
وأضاف جمعة، بأنه “ورغم النصائح.. لم يقبلوا ولا كان همهم وحدة الحزب وتفعيله ومأسسته، همهم التفرد والاستئثار فقط”.
وتم إقصاء ثلاثة أطراف دون أي اعتبارات لعملية الوحدة الفاشلة والمشروع القومي الذي يقوده الرئيس مسعود البارزاني.
واعتبر جمعة، ما حدث مؤخراً في مؤتمر الحزب وبعده، بمثابة “دق الأسفين الأخير في جسد الحزب”، بحسب تعبيره.
وبحسب المسؤول المستقيل، “فلم تعد هناك أي إمكانية لإصلاح الوضع”، مشيراً بأنه “من تسببوا بذلك يتحملون المسؤولية التاريخية أمام الشعب”.
ونوه جمعة خلال منشوره، بأن المسؤولين لم يقدروا الظروف ولا معطيات الحالة السياسية المتداخلة، قائلاً، “كانوا يعيشون وهم الكرسي والمركز فقط، لا هموم تقدم الحزب والقضية الكوردية”.
وختم جمعة، “ولهذا ولجملة من الأسباب والموجبات الأخرى، نرى أنفسنا خارج سياق عمل هذا الحزب”، “بناء على ما سبق أقدم استقالتي من الحزب الديمقراطي الكردستاني _ سوريا”.
وفي منشور منفصل، أعلن القياديان في الحزب الديمقراطي الكوردستاني «علي مسلم» و «شاهين الأحمد» – قياديان سابقان في حزب آزادي – استقالتها من الحزب أمس الاثنين بعد التجربة الوحدوية قبل أكثر من تسع سنوات والتي إنبثق عنها pdk- s.
وجاء في بيان الاستقالة «ولا نخفيكم بأننا نشعر بإحباط وألم شديدين لأننا فشلنا بعد كل هذه المدة من تحقيق ولو جزء بسيط من الأهداف التي على أساسها كانت الوحدة وبالتالي الحزب، تلك الأهداف التي تتلخص في الحقوق القومية والديمقراطية لشعبنا والكرامة الإنسانية وحرية التعبير والرأي، وقبول الآخر المختلف ، وتقديم ماهو منسجم مع الموروث النضالي للبارزاني الخالد، وتجسيد ذلك في نقاشاتنا الأخوية، وجعل ثقافة الاختلاف سلوكاً لنا قبل أن نجعلها تقليداً لشارعنا».
وأضاف القياديان بالقول «ولكن يبدو أننا لم نفلح في تحقيق ذلك، حيث لاحظنا أننا نبتعد يوماً بعد يوم عن الأهداف وساحة الفعل ومنطلقات هذا المشروع المصيري الذي نعتز به، وأن الحزب بدأ يفقد قراره وخصوصيته ويتحول شيئاً فشيئاً إلى بيئةٍ طاردة للمناضلين وأصحاب الكفاءات، ولأن أملنا كان دائماً بأننا جميعاً نبحث عن طريقة ناجعة للخلاص من الشمولية وعقلية التفرد والإقصاء والمناطقية …إلخ، وصولاً إلى ثقافةً من شأنها مأسسة الحزب وتوحيد الصف الكوردي والعمل مع الشركاء الوطنيين للخلاص من الاستبداد وإقامة البديل الوطني الديمقراطي ومجتمع الحرية والكرامة والعدالة والمساواة لجميع السوريين، لكن ما حصل وبكل أسف كان شيئاً آخر تماماً».
وأشار القياديان أنهما بن يدخلا في شرح الأسباب التي دفعتهم للمغادرة ( الاستقالة ) لأنها لن تفيد ولن تغيير شيئا في الوضع القائم.
وبيّنا أنهما ومع كل المخلصين حاولوا مراراً لتجنيب الوقوع، ولكن وبكل أسف لم يتمكنوا من تغيير ما كان مرسوماً.
وبيّن القياديان أنهمم قاموا بطرح خارطة طريق متكاملة (سياسية – تنظيمية تضمنت رؤية وآليات ومعايير) داخل اللجان المشكلة وكذلك في مختلف الاجتماعات ولكن وبكل أسف لم يتم الأخذ بها ولم تجد طريقها إلى التطبيق.
واختتم القياديان بيانهما أنهم وصلوا اليوم إلى قناعة تامة بأنه لم يعد لديهم إمكانية العمل والاستمرارية في الحزب. مشيرين إلى أنهم تأخرا في المغادرة وتقديم الاستقالة وذلك لمنح أنفسهم قدراً كافياً من الوقت، وكي لا تكون المغادرة متسرعة أو ناتجة عن ردة فعل.