قال مسؤول أمريكي رفيع أن القوات الجوية الروسية تتصـ ـرف بشكل عـ ـدواني في سوريا، للتعويض عن فقدانهم القدرات القتالية والحـ ـرب في أوكرانيا، معبراً عن مخـ ـاوفه من استمرار السـ ـلوك الروسي هذا الذي قد يتطور ويشكل خطـ ـراً على الجميع، كما حـ ـذر من تنامي العلاقات الروسية الإيرانية وتمـ ـدد الأخيرة في سوريا وتهـ ـديدها لإسرائيل وأمريكا.
وقال الفريق أليكسوس غرينكويتش قائد القوات الجوية التاسعة وقائد التشكيل الجوي للقوات المشتركة في «القيادة المركزية الأميركية»، جنوب غربي آسيا، إن تنامي العلاقات الإيرانية – الروسية سيكون له تأثير في المنطقة، لا سيما بعد إرسال إيران الطائرات المسيرة لروسيا، واعتبار الأخيرة مدينة لها جراء ذلك.
وأضاف خلال مؤتمر صحافي مرئي مساء الأربعاء: «لا يمكنني الحديث نيابة عن الإسرائيليين، لكن تنامي الروابط بين روسيا وإيران يمنح إيران التمدد أكثر في سوريا لتهدد إسرائيل، وهذا يثير مخاوف الولايات المتحدة. إسرائيل من أهم حلفائنا في المنطقة، ولدينا علاقات متينة، وقطعاً بالنسبة للإسرائيليين من حقهم الدفاع عن أنفسهم».
وفي رده على سؤال حوال نتائج المصالحة السعودية – الإيرانية على الوضع في المنطقة، وسوريا تحديداً، أجاب الفريق أليكسوس بقوله: «بصفة عامة أي شيء لخفض التوتر في الشرق الأوسط خطوة إيجابية، والنتائج ستكون إيجابية، وعندما تكون هناك علاقات دبلوماسية بدل اللجوء للعنف، هذه مقاربة تصالحية نرحب بها، وفي سوريا لست متأكداً كيف سينعكس ذلك، لأن هذا الأمر يعود خاصة للروس. كما نعلم أن إيران ترسل طائرات مسيرة لروسيا والعلاقات الروسية الإيرانية تتطور باستمرار (…). الإيرانيون قطعاً يريدون قوات التحالف مغادرة سوريا حتى تفضى لهم الساحة، واستخدام الأسلحة التقليدية لمصالحهم الخاصة ويهددوا الدول الأخرى».
وفي حديثه عن «التحالف الدولي لمحاربة داعش في سوريا والعراق»، كشف الجنرال الأميركي أن هذا الدور محوري لدعم الاستقرار والأمن في المنطقة ودحر «داعش»، وجزء من ذلك الحد من ردع أنشطة إيران وحلفائها، مبيناً أن الدول الحليفة في المنطقة تعمل مع بعضها لتحسين الجاهزية القتالية.
ولفت الفريق غرينكويتش إلى أن الولايات المتحدة، أرسلت «مقاتلات (إف 22) لإظهار الدعم الأميركي في المنطقة، وهي الطائرات هي الأكثر تقدماً في العالم»، محذراً من أن «المقاتلات الروسية تتصرف بشكل عدواني تجاهنا، ومن الضروري أن نغير من إجراءاتنا الدفاعية للحد من سلوكهم العدواني».
ولم يستبعد الفريق أليكسوس أن ما تقوم القوات الجوية الروسية من استفزازات في سوريا يعود إلى الحرب في أوكرانيا، وقال: «نرى أن ما تقوم به القوات الروسية في سوريا له علاقة بما يحدث في أوكرانيا. القوات الجوية الروسية تتصرف بشكل عداوني في سوريا، ربما للتعويض عن فقدانهم القدرات القتالية والحرب في أوكرانيا (…). مخاوفي أن يواصلوا هذا السلوك الذي قد يتطور ويشكل خطر علينا جميعاً».
واعتبر أن الطائرات الروسية في مهام قتالية وليس تدريبية، وهذا النوع من السلوك يرفع من درجة المخاطر، وقد يحدث حادث ما، أعتقد أنه من باب المسؤولية للروس، أن يعودوا للبرتوكول الذي وقع في عام 2019.
واعتبر قائد القوات الجوية التاسعة قيام الطيارين الروس بالتحليق فوق «قوات التحالف ضد (داعش) أمر يشتت أهداف التحالف»، وقال: «لدينا قوات على الأرض تقاتل (داعش) والروس يطيرون فوقهم، نتجنب مواقع القوات الروسية مهما كلف الأمر، لكنهم يتعمدون الطيران فوق قواتنا، وهذا يشتت انتباهنا»، مشدداً على أنه «لدينا عدو واحد هو (داعش)، هذا تشتيت لأعمالنا».