اختُتمت الجولة الـ 20 لاجتماع «أستانا»، اليوم الأربعاء 21 يونيو / حزيران 2023 على وقع الهجمات الجوية التركية عبر الطائرات المسيّرة وكذلك القصف المدفعي والصاروخي ضد شمال وشرق سوريا.
وأصدر المجتمعون في «أستانا» في جولتها العشرين بشأن سوريا بياناً ختامياً حمل في معظم بنودها خطاباً ضمنياً «شديد اللهجة» وكيلاً من الاتهامات للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا إذ غاب عنها مطالب وحقوق السوريين في نسخة طبق الأصل عن الاجتماعات السابقة، الأمر الذي يعمّق من مأساة السوريين ويطيل من أمد الصراع في المنطقة.
واتفق المجتمعون على أهمية مواصلة الجهود النشطة لاستعادة العلاقات بين تركيا وسوريا والالتزام الثابت بسيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامتها الإقليمية.
كما أكدوا على أهمية دفع هذه العملية على أساس حسن النية وحسن الجوار من أجل مكافحة الإرهاب.
وأشار البيان الختامي إلى مواصلة التعاون من أجل مكافحة الإرهاب ومواجهة الخطط الانفصالية الرامية إلى تقويض سيادة سوريا وسلامتها الإقليمية وتهديد الأمن القومي لدول الجوار، في إشارة إلى الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية.
وعبّر المجتمعون عن رفض جميع المحاولات الرامية إلى خلق حقائق جديدة “على الأرض” بما في ذلك المبادرات غير القانونية بشأن “الحكم الذاتي” بحجة مكافحة الإرهاب.
كما رفض المجتمعون ما وصفوه بـ المصادرة غير القانونية للثروات وتحويل عائدات النفط التي يجب أن تكون للسوريين، وعبّروا عن قلقهم من المضايقات التي تمارسها الجماعات الانفصالية ضد السكان المدنيين بما في ذلك التجنيد القسري والممارسات التمييزية في مجال التعليم، وفق ما جاء في البيان الختامي.
وتجاهل البيان الختامي انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية التي تسعى للبقاء فيها وقيامها بفرض اللغة والعملة والعلم التركي في المناطق الخاضعة لسيطرتها في سوريا، ناهيك عن استهداف قوات الحكومة السورية بشكل مستمر وخاصةً في الفترة الأخيرة حيث تعرضت قوات الحكومة السورية لعدة استهدافات متتالية من قبل المسيرات أسفرت عن سقوط 10 ضحايا وإصابة 10 آخرين.
ولم يتطابق مطالب الحكومة السورية التي صدرت أمس مع البيان الختامي اليوم، إذ يقول المثل الشعبي «كلام الليل يمحوه النهار» وهذا ما حصل مع تصريح أيمن سوسان معاون وزير الخارجية السوري أمس الثلاثاء،والذي قال أن “أي نتائج فعلية في مسار أستانا يجب أن تستند إلى إقرار تركيا بسحب قواتها من الأراضي السورية وفقا لجدول زمني واضح وخطوات محددة والبدء بهذا الانسحاب فعلا”، ولكن البيان الختامي تجاهل هذا المطلب وغيره كلياً.
ويعتقد محللين سياسيين أن كل المؤشرات الرسمية و المعطيات على الأرض والبيانات الصحفية الصادرة عن المسؤولين في اجتماعات أستانا 20 تؤكد بأنه ليس هناك موافقة في ظل الظروف الحالية على مطالب تركيا في شن عملية عسكرية برية ضد قوات سوريا الديمقراطية نتيجة خلافات بينية بين الأطراف، ولكن من الواضح أن الاتفاق سيركز على استمرار القصف المدفعي التركي وكذلك عبر الطائرات المسيرة، كما أن إيران ستواصل تهديداتها ضد قوات التحالف الدولي بالإضافة إلى أن روسيا والحكومة السورية ستلعبان دوراً على الأرض بجانب إيران وتركيا أيضاً من خلال تشكيل خلايا مهمتها استهداف قوات التحالف وقسد بهدف الضغط على الولايات المتحدة الأمريكية والدفع بها للخروج من سوريا وإبقاء قوات سوريا الديمقراطية وحيدة.