منذ أن وصل “رجب طيب أردوغان” لرئاسة الوزراء في العام 2002 وهو يحاول أن يُظهر للعالم أنه رجلٌ ديمقراطي من خلال ادعائه أنه منفتحٌ لدرجةٕ كبيرة تجاه القضية الكوردية في تركيا وشمال كوردستان، إلا أن الوقائع والحقائق أثبتت عكس ذلك وأنه لم يختلف عن أجداده في التعامل بوحشية ضد الكورد عبر استخدام شتى الأساليب مرتكباً بحقهم عشرات الجرائم ومستخدماً بذلك حتى الأسلحة المحرمة دولياً (الكيماوية).
تاريخياً تعامل أتاتورك مع الكورد بأساليب المجازر الدموية واستخدام الكيماوي، ففي مطلع العام 1938 ارتكبت تركيا مجزرة مروعة راحت ضحيتها أكثر من 40 ألف مدنياً كوردياً، مستخدمةً الطائرات التي تم شراؤها حينها من النازيين الألمان، فلم يتوانى جنود أتاتورك إلى استخدام الكيماوي بحق هؤلاء المدنيين ليتم قصف بهذه المواد، وهو ما أكدته حينها تقارير بريطانية.
لم يختلف أردوغان عن أتاتورك بل وربما تجاوزه في ارتكاب المجازر نظراً لأن الأول كان علمانياً في حين أن أردوغان يدّعي مراراً وتكراراً أن مسلم…!
تركيا الجديدة بقيادة أردوغان أوعزت لفصيل “جيش الإسلام” وبعض الفصائل الأخرى التابع لها في عام 2016 بشن هجوم على حي الشيخ مقصود وسط مدينة حلب الذي تسكنه الغالبية الكوردية ، حيث تم قصف المدنيين بغاز الكلور السام، وهو ما أكده وصرح به رسمياً حينذاك قائد فصيل جيش الإسلام “إسلام علوش” بقوله “إن أحد القادة الميدانيين استخدم أسلحة غير مصرح بها” وجاء التصريح بعد إثارة قضية القصف الكيميائي في المحافل الدولية، وكانت الغاية ربط القصف بتصرف فردي.
أما في شباط من عام 2018 هجوماً واسع النطاق براً وجواً على مقاطعة عفرين أمام مرأى العالم، حيث ارتكبت في حربها ضد الشعب الكوردي جرائم فظيعة بحق الأطفال والشيوخ والنساء، واستخدمت إلى جانب ترسانتها العسكرية، الغاز السام ضد الأهالي الآمنين في قرية “أرندة” القريبة من مدينة راجو، وهو ما أكدته المصادر الطبية في مشفى “آفرين”، حين لوحظ آثار الهجوم الكيميائي على سته أشخاص من القرية المذكورة.
ولم يمضي فترة طويلة حتى استخدم الجيش التركي مجدداً الفوسفور الأبيض في مدينة “سري كانييه / رأس العين” إبان الهجوم عليها أواخر عام 2019، حيث استهدفت أكثر من / 30 / شخصاً من المدنيين العزل، بينهم أطفال بهذه الأسلحة المحظورة دوليا”.
ومؤخرا نشرت صحيفة Mornîng Star البريطانية تقريراً يكشف استخدام الجيش التركي بتاريخ 3/5/2021 أسلحة كيماوية ضد قوات الدفاع الشعبي في مناطق زاب وآفاشين ومتينا حيث تم تسريب لقطات من هجوم بالأسلحة الكيماوية، وبحسب مصادر حزب العمال الكردستاني فإن الجيش التركي استخدم الكيماوي ضد 7 من مقاتليها.
يأتي استخدام تركيا لهذه الأسلحة المحرمة دوليا رغم أنها من الدول الموقعة على اتفاقية الأسلحة الكيميائية (CWC)، وهي معاهدة عام 1997 والتي “تحظر استخدام وتطوير وإنتاج وتخزين ونقل الأسلحة الكيميائية على نطاق واسع، باستثناء أغراض محدودة للغاية”.
فالسؤال المطروح اليوم والذي يدعو الجميع للتساؤل… لماذا لم يفتح تحقيق جِدِّي من قبل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية حول تجاوزات تركيا باستخدام الكيماوي في حين أنها انتهجت ذلك ضد صدام حسين؟!
مقال _ فوكس برس