كشفت جريدة “الوطن” شبه الرسمية عن مصادر وصفتها بالمتابعة أجندات تحملها دمشق معها إلى “أستانا” خلال مشاورات نواب وزراء خارجية سوريا وروسيا وإيران وتركيا ضمن جدول أعمال الجولة العشرين من مباحثات مسار أستانا.
وبحسب المصادر، فإن دمشق تحمل على رأس أجندتها، التأكيد على إنهاء التواجد التركي والإعلان بوضوح عن استعداد تركيا للانسحاب من الأراضي السورية، وتسمية “التنظيمات الإرهابية” التي تجب محاربتها بصورة واضحة للوصول لنقاط اتفاق، مبينة بأن الإشارات الفضفاضة فيما يخص هذا الملف والتأكيد على مكافحته بكل أشكاله لم تعد مقبولة، لاسيما إذا ما أرادت الأطراف المعنية والضامنة لمسار الرباعية إحراز تقدم جدي في هذا المسار.
ولفتت المصادر إلى أن “أنقرة تصر على ربط مكافحة الإرهاب التنظيمات الكوردية شمال سوريا، وتتغافل عن ذكر باقي التنظيمات من جبهة النصرة وغيرها في مناطق إدلب وريف حلب الشمالي تحت أعين الاستخبارات التركية”.
ورغم إصرار دمشق على انسحاب تركيا من الأراضي السورية كشرط لإنجاح المفاوضات وإتمام عملية التطبيع والتوقف عن دعم المعارضة التي تصفها بالإرهابية، إلا أن هذا المطلب لا تعارضه فقط أنقرة بل موسكو أيضاً التي تضغط من جهة بشكل مباشر على دمشق ومن جهة أخرى عن طريق أنقرة التي صعدت بشكل مكثف من عملياتها ضد مواقع قوات الحكومة السورية والتي أسفرت عن سقوط ضحايا وجرحى في صفوف الأخيرة وذلك في إطار المخطط الروسي لإجبار الحكومة السورية على قبول خارطة التطبيع التي وضعتها لتطبيع العلاقات بين الحكومة السورية حليفتها والنظام التركي الذي يساعدها في الالتفاف على عقوبات حلف أمريكا والاتحاد الأوروبي وكذلك يمنع انضمام السويد إلى حلف الناتو.
ومن هنا يتضح الصفقة الثنائية بين موسكو وأنقرة على حساب مصالح السوريين، فالطرفين بحاجة إلى بعضهما البعض لإتمام هذه الصفقة، فأردوغان يدرك بأنه لا يستطيع تطبيق مخططه في البقاء ضمن الأراضي السورية والسيطرة على مناطق جديدة ضمن مناطق النفوذ الروسي إلا بموافقتها، بالإضافة إلى أن روسيا تعيش في مأزق بعد تدخلها العسكري في أوكرانيا بعد فرض الغرب العقوبات عليه، والتكلفة الباهظة للحرب الأوكرانية التي يعاني منها سواء كان بشرياً أو اقتصادياً أو عسكرياً.
ولذلك استغل أردوغان هذا المأزق لصالحه من خلال مساعدة روسيا على الالتفاف على العقوبات الغربية وقطع الطريق أمام السويد في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي أقله حتى الآن، وكذلك تأمين تصدير الغاز والحبوب الروسية وتوفير المال للرئيس الروسي.
يريد أردوغان من فلاديمير بوتين لقاء هذه الخدمات أن يجبر الأخير الحكومة السورية على قبول الشروط التركية في تطبيع العلاقات والتي تتركز بشكل خاص على مساعدة دمشق لأنقرة في شن الهجمات على شمال وشرق سوريا من أجل منح تركيا الشرعية في هذه الهجمات.