تداول نشطاء على منصة تويتر مقطع فيديو جديد للشرعي السابق في هيئة تحرير الشام، السعودي «عبد الله المحيسني» والمدرج على قائمة الإرهاب وهو يتجوّل في شوارع تركيا، حرًا طليقًا.
الصحفية الأمريكية ليندسي سنيل (وهي حقوقية وصحفية تغطي النزاعات والأزمات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، وخاصة سوريا والعراق وتركيا وتونس، نشرت أيضاً على حسابها في منصة تويتر مقطع الفيديو الذي يظهر فيه المحيسني في تركيا، وأرفقت معها عبارة «هذا عبد الله المحيسني يتجول في اسطنبول، المحيسني خاضع لعقوبات أمريكية وكان زعيماً لجبهة النصرة فرع تنيظم القاعدة السوري ثم في هيئة تحرير الشام. كان متورطاً في اختطافي في سوريا… تركيا تحب الإرهابيين».
This is Abdallah al-Muhaysini strolling through Istanbul. Muhaysini is US-sanctioned and was a leader in Jabhat al-Nusra, the Syrian al-Qaeda affiliate, and then in HTS, its spin-off.
(He was also involved in my kidnapping in Syria.)
Turkey loves terrorists. pic.twitter.com/Nx69lVbOLe
— Lindsey Snell (@LindseySnell) June 13, 2023
يشار أن الصحفية الأمريكية ليندسي سنيل تعرضت للاختطاف في عام 2016 من قبل عناصر جبهة النصرة، وتمكنت في الهروب من المجموعة بعد أكثر من أسبوعين، وعبرت إلى الجانب التركي، حيث اعتقلت من قبل السلطات التركية في 6 آب من العام ذاته، وسُجنت لمدة 67 يومًا في سجني الإسكندرون وهاتاي شديد الحراسة، وتم توجيه التهمة لها بانتهاك قانون المنطقة العسكرية، إلا أنه في حقيقة الأمر أن الصحفية كانت تعمل على توثيق الترابط بين الدولة التركية مع تنظيم “الدولة الإسلامية”(داعش) وجبهة النصرة لإعداد فلم وثائقي. وتم الإفراج عن سنيل في تشرين الأول لعام 2016. وفي عام 2018، وأثناء سفرها إلى بغداد في العراق، حاولت تركيا دون جدوى اعتقال سنيل عبر إشعار نشرة الإنتربول.
وكانت مصادر محلية في ادلب قد بيّنت أن المحيسني نقل قبل أسابيع مكان إقامته إلى تركيا، وهو يعود إلى إدلب فقط عندما يكون هناك نشاط ديني يتعلق بمركز دعاة الجهاد التابع له، وتكون تحركاته محسوبة. وقد شوهد آخر مرة في شهر نيسان/أبريل الماضي داخل مسجد شعيب في مدينة إدلب.
وأضافت المصادر أن تحركات عبد الله المحيسني، باتت محسوبة عليه بعد حالة الفلتان الأمني التي تشهدها مناطق نفوذ الجولاني، حيث يقيم مؤسس مركز “دعاة الجهاد”.
وقالت المصادر إن المحيسني لم يعد يتنقل كما السابق في المحافظة منذ أشهر، وخصوصاً بعد رفضه الطريقة التي يدير فيها الجولاني وأنصاره المناطق الخاضعة لسيطرة هيئة تحرير الشام، وازدياد حالة الفلتان الأمني، وانتشار أعمال القتل والتصفية فيها.
وأكدت المصادر أن المحيسني بات يتوخى الحذر من أن تطاله رصاصات التصفية بعد الخلافات بينه وبين الجولاني، الذي يسعى لتفكيك الفصائل والانفراد بالحكم، ما أدى إلى تبدد مشروع إقامة “دولة إسلامية” مع ازدياد التعاون بين هيئة تحرير الشام واستخبارات بعض الدول الأجنبية لتصفية عدد من المسلحين المقيمين في محافظة إدلب.
الجدير ذكره أن المحيسني يعتبر من أشهر الدعاة الذين حرّضوا الأجانب على الذهاب للقتال إلى سوريا، وتنفيذ عمليات انتحارية أودت بآلاف الضحايا والجرحى.
وجود المحيسني في تركيا يجدد طرح الأسئلة عن علاقة تركيا بالتنظيمات المتطرفة، حيث بلغت ذروة الاتهامات لتركيا عام 2015 مع التوتر في العلاقة مع روسيا، حيث اتهمت روسيا تركيا بالتعاون النشط مع داعش وشراء النفط السوري والعراقي من التنظيم المتطرف، وقد وُثقت عدة شهادات أن تركيا كانت معبرًا آمنًا للتنظيم، بالإضافة إلى تواجد قيادات داعش والنصرة في المناطق التي تسيطر عليها تركيا في سوريا.
إعجاب “المحيسني” بتركيا
وهذه ليست المرة الأولى التي يتخذ فيها مأوًى في تركيا، وكان المحيسني قد أعرب من قبل عن إعجابه بالحكومة التركية، مشيرًا إليها على أنها من سلالة الإمبراطورية العثمانية.
كما أعرب في وقت سابق عن دعمه للتدخل العسكري التركي في سوريا