ارتكب الجيش التركي خلال 24 ساعة فقط مجزرةً بحق قوات الحكومة السورية في ريف عفرين ومنطقة الشهباء شماليّ حلب، أسفر عن فقدان عشرة عناصر لحياتهم وإصابة عشرة آخرين بجروح، إضافةً لإعطاب دبابتين ونقاطٍ عسكرية.
هذا التصعيد الكبير والخطير من الجانب التركي لم يلقى أيَّ تنديد وشجب من قبل وزارة الدفاع في الحكومة السورية، إذ غابت التصريحات الرسمية المعتادة التي تخرج عادةً خلال الهجمات التي تشنها إسرائيل على الأراضي السورية، كما لم يُعر الإعلام الرسمي السوري أي أهمية لما جرى بحق عناصر قوات الحكومة السورية حتى ولو كان على الشريط الإخباري وكأن الهجمات التركية حصلت في منطقةٍ أخرى خارج سوريا وبحق جنود دولةٍ أخرى.
الملفت أن التصريحات الرسمية السورية والإعلام السوري يدينون الهجمات الأوكرانية بالطائرات المسيّرة وغيرها ضد موسكو، كما يدينون ما يصفوه بسياسة الاستفزاز التي تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية ضد الصين بالإضافة إلى إدانتهم للاعتداءات الإسرائيلية التي حصلت قبل أيام في منطقة كفر شوبا في لبنان وإعلانهم تضامنهم مع موسكو وبكين وبيروت، لكن هذه الإدانات غابت كلياً عن الهجمات التي تشنها تركيا بحق قوات الحكومة السورية كما غاب التضامن الواسع مع ذوي العناصر الذين فقدوا حياتهم بنيرانٍ تركية..!
قبل يومين شنت إسرائيل هجوماً استهدف محيط العاصمة السورية دمشق إذ سارعت وزارة الدفاع في الحكومة السورية لإصدار بيانٍ حربي وصفت فيها الهجوم بـ «العدوان الإسرائيلي» وأكدت أن دفاعاتها الجوية تصدت للهجوم وأسقطت بعض الصواريخ – بالطبع أي هجوم خارجي ضد الأراضي السورية هو عدوان – لكن يجب أن لا تكون هناك انتقائية في الوصف واعتبار الهجوم الإسرائيلي «عدواناً» بينما تمر الهجمات التركية المتواصلة «مرور الكرام» ولم تتعامل الدفاعات الجوية مع هذا الهجوم كما تعاملت مع الهجمات الإسرائيلية…!
وأثار صمت الجهات الرسمية والإعلام السوري حول الاستهدافات التركية لقوات الحكومة السورية حالة من الغضب في صفوف الشارع السوري وخاصةً في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية.
يشار أن الهجوم التركي الأخير في ريف عفرين ومنطقة الشهباء تسبب بفقدان عشرة من قوات الحكومة السورية لحياتهم بينهم ضباط وأُصيب عشرة آخرين.
وتم توثيق أسماء ثمانية من الذين فقدوا حياتهم وهم كل من «الملازم أول “قصي علي دياب” من الجولان، “جعفر وجيه سليمان” من قرية القبو بريف حمص، الملازم أول “عبدالله الكركي” من مدينة الصنمين بريف درعا، “سامي فادي الجغامي” من السويداء، الملازم أول “شعبان إبراهيم خلوف” من قرية الزوعرة بريف تدمر، “أنس عمر الطماس” من بلدة قمحانة، “محمد ناجح أحمد” من قرية دنحة بريف حمص، النقيب حسن ديب ديب من الصفصافة، وعنصرين مجهوليْ الهوية.
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع