عندما يتعرض الوطن أو البلاد لأزمة ما يحاول أبنائه المخلصين التكاتف والتعاضد وذلك لأن الأخلاق والأنتماء وحب الوطن لا يظهر إلا عندما يتربص خطر أو تهديد لأمن وسلامة الوطن والمواطنين .
والأمثلة على هذا تتواجد في التاريخ بشكل كبير حيث يظهر تكاتف الأبناء ويظهر المجموعات او الشخصيات التي تبحث عن مصالحها وزيادة مكاسبها وإستغلال الأوضاع الحرجة والظروف، وما يمر به الناس.
وفي وقتنا الحالي عندما نتحدث عن الخطر الذي هدد سوريا و تدخل الدول لسرقة ونهب موارد البلاد وجدنا قسم كبير من السوريين عمل على حماية نفسه ولم يسمح بإستغلال أراضيه وأنشأ إدارة موحدة من الشعب وتكاتف الكرد والعرب والسريان في شمال وشرق سوريا بإسم الإدارة الذاتية و إستطاعوا بناء قوى عسكرية جاهدة في حماية مناطقهم وقدموا الأرواح في سبيل ذلك .
و في ظل هذه الإدارة التي نجحت في تسيير الأمور و تحقيق متطلبات البلاد ظهر القسم الثاني من (المتكسبون) الذين يفضلون مصالحهم على مصالح الشعب والوطن .
وفي ظل الجهود المبذولة من قبل الإدارة الذاتية في مكافحة فايرس كورونا والحصار و العقوبات المفروضة على سوريا و إصدار قرارات تهدف لخدمة المواطنين والمقيمين وتسهيل متطلبات الحياة وتشديد الرقابة على رفع الأسعار وإستغلال المواد الغذائية وذلك بهدف خدمة المواطن وتقديم التسهيلات له .
ولكن المؤسف هي ظاهرة الجشع التي تطغى على قلوب من يحاولون الإستفادة الشخصية على حساب الوطن وإستغلال الأزمات وإحتياجات السكان فهذه نماذج مخجلة من التجار و متعهدي الأفران و مستغلي المناصب الذين كشفت عنهم أجهزة الرقابة ضمن الإدارة الذاتية وأظهرت حقيقتهم من سرقة للمال العام وتكديس البضائع و إخفاء السلع الغذائية و المتاجرة بالمواد المنتهية الصلاحية التي ضبطت في المحال والأسواق والتي كانت تسوق وتخدع السكان والتي كانت من نتائجها إضرار الناس صحياً .
فهذه الأمور تؤدي الى إرتفاع في أسعار السلع بشكل عام وبالأخص السلع الغذائية والخضروات والفواكه و نقص في بعض الأخر
تحرك الشعب لكشف مثل هؤلاء بالتعاون مع الجهات المعنية من الإدارة الذاتية سمح في كشف هكذا محاولات وتلاعب بإقتصاد البلاد وتم الكشف عن بعض الفاسدين ممن سرقوا المال العام وبعض التجار الذين أحتكروا المواد الغذائية وقدموا للعدالة .
وهنا نقول بأنه معيب جداً على أي تاجر محاولة الاستفادة على ظهر المواطن، واستغلال الوضع الراهن وحاجة الناس ليضاعف مكاسبه عبر التحايل والالتفاف على الوضع الطبيعي الذي كان قائماً.
الأزمات دائماً ما تكشف المعادن، وأجمل ما تكشفه معدن الوطنيين المخلصين، وكيف تفرزهم ممن يقدمون مصلحتهم الشخصية على مصلحة بلادهم التي قدمت لهم كل شيء.
استغلال الأزمة من قبل هؤلاء التجار وفرض زيادات على أسعار السلع، خصوصاً في ظل تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية نتيجة لاستمرار الحصار والعقوبات المفروضة من قبل السلطة.
وهنا يتطلب الضغط على الجهات الرقابية لممارسة دورها في التحقق والمساءلة ونشر أسماء الجهات المستغلة.
#فوكس_بريس