يعقد يوم الخميس، في العاصمة السعودية الرياض، الاجتماع الوزاري لـ”التحالف الدولي لمحـ ـاربة داعـ ـش” بحضور ومشاركة 85 دولة ومنظمة شريكة، ممثّلة بوزراء الخارجية وعدد من كبار المسؤولين والمهتمين.
وأعلنت السعودية في أيلول الماضي، خلال مشاركتها في اجتماع المديرين السياسيين لـ”التحالف الدولي لمحاربة داعـ ـش”، الذي انعقد في لاهاي، استضافتها الاجتماع الوزاري القادم للتحالف الدولي للعام 2023، في حين رحب التحالف الدولي في البيان الصادر عن الاجتماع بإعلان السعودية استضافتها الاجتماع الوزاري المقبل.
وقال مصدر سعودي لوكالة الأنباء الألمانية إنه يتوقع “تقديم بعض الدول الأعضاء مساعدات مادية لدول أخرى يحددها أعضاء التحالف الدولي المجتمعون لمواجهة التهديدات الإرهابية”.
وبحسب إحصائية صادرة عن التحالف الدولي، تعد السعودية أحد أهم الأعضاء المؤسّسين للتحالف الدولي، حيث تُصنف في المرتبة الثانية فيما يتعلق بعدد ضربات التحالف الجوية، حيث نفّذت القوات الجوية الملكية السعودية إجمالي 341 طلعة جوية لدعم ضربات التحالف الجوي في سوريا.
وفي آب من العام 2018، أعلنت السعودية عن مساهمة بقيمة 100 مليون دولار أمريكي للتحالف الدولي لهزيمة “داعـ ـش”؛ دعماً لمشاريع تحقيق الاستقرار في المناطق المحررة من “داعـ ـش” في شمال شرق سوريا.
وحتى اللحظة، تُعد المساهمة السعودية هي الأكبر للتحالف في المناطق المحرّرة، حيث تلعب الرياض – طبقاً لمسؤولين في “التحالف الدولي ضد داعش” – دوراً حيوياً ضمن إطار جهود التحالف لإعادة إحياء المجتمعات المحلية، في مدينة الرقة، وركزت المساهمة السعودية على مشاريع استعادة سبل العيش والخدمات الأساسية في مجالات الصحة، والزراعة، والكهرباء، والماء، والتعليم، والمواصلات، فضلاً عن إزالة الأنقاض.
وتعهدت الرياض بتقديم مبلغ قدره 500 مليون دولار لمكتب الأمم المتحدة للمفوضية العليا للاجئين والذي يعود ريعه للاجئين السوريين والعراقيين وجنسيات أخرى ممن تضرّروا بسبب هجمات تنظيم داعــ ـش.
وكانت المتحدثة باسم التحالف الدولي، راشيل جيفكوت، كشفت في حديث صحفي، عن أن “أكثر من 600 عنصر من (داعـ ـش) قتلوا خلال العمليات التي نفذت عام 2022”.
وأضافت جيفكوت أن 374 عنصراً من التنظيم تم اعتقالهم في عمليات نفذها التحالف الدولي هذا العام، مضيفةً أن التحالف الدولي سيواصل خلال العام 2023 دعمه لشركائه من أجل “وضع المزيد من الضغط على (داعـ ـش)”.
ومُني تنظيم الدولة الإسلامية الذي أعلن سيطرته في العام 2014 على مناطق واسعة في سوريا والعراق، مستغلّاً الظروف الأمنية في البلدين، بهزيمة أولى في العراق عام 2017، ثم في سوريا العام 2019، وخسر كامل مناطق سيطرته وفقاً لما أعلنته جهات رسمية دولية آنذاك، بَيد أن التحالف الدولي أكد في أيار 2022، أن التنظيم لا يزال يمثّل تهديداً، مؤكداً مواصلة الحرب ضده في سوريا والعراق.
وفي إحاطة عبر الإنترنت، أفاد الجنرال ماثيو ماكفارلين قائد التحالف الدولي: “منذ بداية العام 2023 في العراق، وحتى الأسبوع الأول من نيسان، سجلنا انخفاضاً بنسبة 68 في المائة في عدد الهجمات، مقارنةً بالفترة نفسها من العام السابق، وسجلنا تراجعاً بنسبة 55 في المائة في سوريا”.
ولا يزال عناصر التنظيم المتوارون عن الأنظار، يشنّون هجمات وإن كانت محدودة في سوريا والعراق ضد القوات الأمنية، كما يتبنى التنظيم هجمات في دول أخرى، ويشكّل خطراً مستمراً على الصعيدين الفكري والثقافي لعدد من المجتمعات.