أظهرت تركيا مؤشراً قوياً على التراجع عن استعجالها السابق لوتيرة التقدم في مسار تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية.
وفي أول تصريح عقب إعلان فوز رجب طيب إردوغان بالرئاسة لفترة ثالثة مدتها 5 سنوات، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، إنه «لا خطط للقاء بين إردوغان ونظيره السوري بشار الأسد على المدى القريب».
وعلى الرغم من عدم استبعاده تحقق هذا اللقاء، قال كالين، في مقابلة تلفزيونية الاثنين: «لم نخطط بعد للقاء بين إردوغان والأسد على المدى القصير، ولكن اللقاء غير مستبعد»، مستدركاً: «عقد مثل هذا اللقاء يعتمد على الخطوات التي ستتخذها سوريا مستقبلاً».
وكان وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو قد قال عقب اجتماع وزراء خارجية تركيا وروسيا والحكومة السورية وإيران بموسكو، في 10 أيار الحالي، إلى أنه سيتم العمل سريعاً على خريطة طريق لتطبيع العلاقات بين تركيا والحكومة السورية، بواسطة نواب وزيري الخارجية والدفاع، بالإضافة إلى مسؤولي المخابرات في الدول الأربع، ملمحاً إلى لقاء قريب بين إردوغان والأسد.
وبدا أن العائق الوحيد للقاء بين إردوغان والأسد، هو الوجود العسكري التركي في شمال سوريا، إذا أكد الأسد أنه لا يمكن الإقدام على أي خطوات قبل سحب تركيا قواتها بالكامل من هناك. والمقابل، أكد إردوغان أن القوات التركية لن تنسحب.
وادعى كل من جاويش أوغلو، وكذلك وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، أن الوجود العسكري التركي في شمال سوريا «يشكل ضمانة لوحدة الأراضي السورية».
وعلى الصعيد الميداني، شهدت الأيام الأخيرة تصاعداً للاستهدافات بين القوات السورية والفصائل الموالية لتركيا فيما يعرف بـ«الجيش الوطني السوري» على كثير من المحاور في ريف حلب.