في 28 كانون الأول 2022، عُقد في العاصمة الروسية موسكو اجتماع ثلاثي، ضم وزراء دفاع روسيا وتركيا وسوريا، ومسؤولي استخبارات الدول الثلاث، كان هذا الاجتماع الخطوة الأولى نحو تطبيع العلاقات بين سوريا وتركيا، وبدا هذا المشهد مفاجئاً وخارجاً عن السياسية التركية تجاه سوريا، ولكن الحقيقة بالطبع، أن لقاءات غير معلنة، على مستوى قادة الاستخبارات التركية والسورية، سبق أن عُقدت بالفعل خلال العام أو العامين الماضيين. في 2021، تحدث وزير الخارجية التركي مع نظيره السوري على هامش مؤتمر إقليمي لوزراء الخارجية، وإن كان بصورة عابرة وغير مطولة.
وكان قد عبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن رغبة بلاده علنا في تشرين الثاني من عام 2022 بتطبيع العلاقات مع سوريا، برعاية روسية، وهذا ما يطرح العديد من الأسئلة حول مستقبل المعارضة السورية والائتلاف السوري، إلى جانب المقيمين في مناطق سيطرة تركيا في سوريا، ماذا سيكون مصيرهم أول هذه الأسئلة، وفي إطار عقد الاجتماعات وتطبيع العلاقات السورية التركية يعرب محللون أن المعارضة السورية والائتلاف تم بيعهما بمزادٍ علني، فلا تركيا ترغب بهما ولا سوريا، وعقب هذه الاجتماعات تعالت أصوات المعارضة والائتلاف التي تعارض التقارب السوري التركي واصفين إياه بالـ”الباطل”.
ولم يترك الارتباك المعارضة السورية في ظل التطورات الأخيرة، لا سيما بعد حضور الرئيس السوري بشار الأسد في قمة جدة، ما مثل عودة العلاقات مع المحيط العربي بعد قطيعة استمرت حوالي 12 عاماً.
وفي حين تأتي هذه الصدمة للمعارضة في الوقت الذي تفاوض فيها تركيا، التي تحتضن المعارضة، الحكومة السورية لإعادة تطبيع العلاقات مع دمشق أيضاً، فإن الخيارات تبدو محدودة أمام المعارضة السورية التي باتت أمام أبواب موصدة.