فراس علي
تشهد مناطق شمال وشرقي سوريا أزمةً اقتصادية وإنسانية جديدة بعد إغلاق حكومة إقليم كوردستان العراق معبر «فيش خابور» التابع لمحافظة دهوك في إقليم كوردستان المحاذي لمعبر «سيمالكا» الحدودي ضمن محافظة الحسكة مع مناطق الإدارة الذاتية منذ الـ 11 مايو / أيار الجاري.
الأزمة بدأت تضغط على المنطقة إنسانيًا واقتصاديًا خاصةً وأنه المعبر الوحيد والمنفذ التجاري والإنساني الذي يعبر منه المساعدات الإنسانية والإغاثية فضلاً عن المواد الأساسية مثل السكر والطحين الأبيض إلى جانب حليب الأطفال والأدوية ومواد البناء الأساسية مثل الحديد والاسمنت، حيث يعتبر المعبر طريق النقل البري الرئيسي مع سوريا ومنفذ مهم للشؤون الإنسانية لعبور المساعدات ونقل المرضى للعلاج.
وبدأ إغلاق المنفذ الحدودي يلامس الأسواق المحلية وارتفاع أسعار المواد والسلع الأساسية بنسب متفاوتة أبرزها المواد الغذائية بنسبة 200 %، والمواد غير الغذائية بنسبة 100% وسط حالة من الترقب التي يلفها القلق والخوف من استمرار إغلاقه، ناهيك عن توقف المنظمات الإغاثية الدولية التي أغلقت مكاتبها وغادر معظمها الأراضي السورية نحو العراق عبر معبر سيمالكا الحدودي.
إغلاق المعبر سينتج عنه عواقب وخيمة من تضرر اقتصادي وإنساني بالغ سيطال 5 مليون مواطن في شمال وشرقي سوريا.
يثير إغلاق معبر «فيش خابور / سيمالكا» بين إقليم كوردستان و الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا العديد من الأسئلة حول الأسباب التي دفعت إلى هذا الإجراء. ورغم أن الخلاف الظاهري بين إقليم كوردستان والإدارة الذاتية يتمثل في إعلان حكومة الإقليم أن إغلاق المعبر جاء ردًا على منع الإدارة الذاتية لقيادات من المجلس الوطني الكوردي حضور افتتاح متحف الملا مصطفى بارزاني، لكن محللون أشاروا أن هناك أمر آخر قد يعتبر السبب الحقيقي لهذا الإغلاق والتي تكمن في الاجتماع الرباعي الذي عُقد بين وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا والحكومة السورية في العاصمة الروسية موسكو.
وخلال هذا الاجتماع، توصل المجتمعون إلى بعض التفاهمات السرية، ما دفع تركيا للضغط على حكومة إقليم كوردستان العراق، لكي يتم إغلاق معبر سيمالكا.
ويهدف هذا الإغلاق إلى الضغط على الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا من قبل روسيا وتركيا اللتان تريدان فرض حصار شامل على الإدارة الذاتية، لإجبارها على قبول عودة قوات الحكومة السورية إلى مناطقها، بالاستفادة من تجربة انتشار قوات الحكومة السورية على الحدود السورية التركية في منطقة رأس العين بعد الهجمات التركية في تشرين الأول عام 2019 على تلك المنطقة وما تبعها بعد ذلك من انتشار لقوات الحكومة السورية والقوات الروسية في المنطقة.
وكان تحالف منظمات المجتمع المدني في شمال وشرق سوريا، قد أطلق الأربعاء الفائت، نداءً موجهاً إلى حكومة إقليم كوردستان حول أهمية إعادة فتح معبر «فيشخابور – سيمالكا» الحدودي موقعًا من 231 منظمة.
وطالبت المنظمات حكومة إقليم كوردستان، أن لا يتحول المعبر إلى وسيلة عقاب جماعي للمواطنين في شمال وشرق سوريا، الذين يعانون الأمرّين جراء الحرب السورية التي مضى عليها أكثر من عشرة أعوام، إضافة إلى ممارسات تركيا من حصار خانق للمنطقة وتهديدات مستمرة بحق سكانها.
وطالب نشطاء بأن لا يتحول معبر «فيش خابور / سيمالكا» الذي تم افتتاحه لظرف استثنائي إنساني، وتحول فيما بعد إلى معبر تجاري ضخم تمر عبره تجارة دولية، إلى وسيلة للخلافات السياسية التي تكون ضحيتها المواطنين.
الموضوع لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع.