تواصل تركيا عبر أدواتها تحت مسميات “إغاثية و خيرية” بناء قرى استيطانية نموذجية في منطقة عفرين لإسكان المستقدمين من الفلسطينين والتركمان السوريين وسكان من محافظات سورية أخرى ونقل اللاجئين السوريين من تركيا إليها وتمليكهم عقارات ثابتة لترسيخ واقع التغيير الديمغرافي على حساب سكانها الكورد الأصليين الذين جرى تهجير نحو 80 ٪ منهم بفعل العملية العسكرية التركية برفقة الفصائل الموالية لها عام 2018.
وفي هذا السياق؛ افتتحت جمعية “الأيادي البيضاء” وبدعم من جمعية “العيش بكرامة – فلسطين 48″، مستوطنة جديدة بتاريخ 8 أيار الجاري تحت مسمى قرية” أم طوبا” «نسبةً لبلدة الممولين أم طوبا / محافظة القدس» وذلك على أطراف قرية شاديرة التابعة لناحية شيراوا بريف عفرين شمال غربي حلب، بهدف توطين المزيد من المستقدمين في المنطقة.
وتتألف المستوطنة من 60 شقة سكنية، وتبلغ مساحة الشقة الواحدة 45 متر مربع.
وتقع مستوطنة “أم طوبا” إلى جانب مستوطنة “بسمة” التي ُشيّدت جنوبي قرية “شاديرة” في ناحية شيراوا وعلى أرض مساحتها /10000/ متر مربع عائدة للمواطن “زياد حبيب” الذي أُجبر على بيعها، وافتتحت على مرحلتين، الأولى بتاريخ 2021/10/4 بـ/96/ شقة سكنية، والثانية في 2022/3/22 بـ/125/ شقة سكنية، ليصل إجمالي عدد القاطنين في القريتين إلى حوالي /281 عائلة = 1700 نسمة/.
يُذكر أنه تم بناء القريتين من قبل “جمعية الأيادي البيضاء – تركيا” وبتمويل من “جمعية العيش بكرامة – فلسطين 48” التي تتخذ حساباً لدى بنك “هبوعليم- Hapoalim” الإسرائيلي من أجل جمع التبرعات.
يشار أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال في لقاء أجرته مع شبكة CNN الأمريكية 19 مايو الجاري، مواصلة خطة بناء القرى النموذجية «المستوطنات» شمالي سوريا بذريعة إعادة اللاجئين السوريين، قائلاً: إنّه بدلاً من ذلك سيشجّع اللاجئين، البالغ عددهم حوالي مليون شخص، على العودة إلى سوريا، مشيراً إلى أنّ تركيا تبني البنية التحتيّة والمنازل في الأجزاء التي تسيطر عليها من الدولة التي مزقتها الحرب لتسهيل إعادتهم إلى الوطن.
وتابع: “تقوم المنظمات غير الحكومية التركية ببناء وحدات سكنية في شمال سوريا حتى يتمكن اللاجئون هنا من العودة إلى وطنهم، فهذه العملية قد بدأت بالفعل، ونحن نشجع مليون لاجئ على العودة إلى وطنهم”.